صدقت المعارضة حينما قالت إن روسيا تتجه إلى دولة بوليسية، فديكتاتورية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فاقت كل التوقعات، فهو يتبع تكتيكات أكثر عدوانية شيئا فشيئا، لسحق الاحتجاجات ضده، والجديد أنه يحاول قمع مظاهرة قبل اندلاعها! اللجنة المنظمة ل«مسيرة المليون» المعارضة لبوتين، التى تزامنت مع العيد الوطنى لروسيا، اجتمعت الإثنين قبيل انطلاق المسيرة بساعات، عقب مداهمة قوات الأمن منازل 6 من قادة المعارضة الأحد، وأعلنت تصميمها على الخروج. سيرجى دافيديس، أحد أعضاء اللجنة قال: «هذه الإجراءات القمعية المجنونة هدفها ترهيب الناس». ومع نشر وزارة الداخلية الروسية أكثر من 70 ألف عنصر من قوات مكافحة الشغب فى أنحاء البلاد، انطلقت المسيرة من ميدان بوشكين ومرت بشوارع موسكو حتى ال6 مساء، كما خرجت مظاهرة أخرى فى سانت بطرسبرج، فى موجة الاحتجاجات الأولى بعد دخول قانون التظاهر الجديد حيز التنفيذ. الغضب امتد إلى شبكات التواصل الاجتماعى، وظهر على تويتر هاشتاج «#hello1937» أو «أهلا 1937» فى إشارة إلى القمع الوحشى الذى اتبعه جوزيف ستالين (أحد قادة الاتحاد السوفييتى) هذا العام، ومن أبرز التعليقات: «فوفا مجنون» فى إشارة إلى الكنية الشائعة لفلاديمير، و«ماذا يحدث لحرية التعبير بحق الجحيم». من جانبها قامت السلطات الأمنية باستدعاء المعارضين الذين تعرضوا للمداهمات من أجل التحقيق معهم على خلفية أعمال عنف ارتكبت ضد الشرطة فى مظاهرة موسكو 7 مايو الماضى، ومن أبرزهم الناشط والمدون ألكسى نافالنى، وزعيم حزب الجبهة اليسارية سيرجى أودالتسوف، والمذيعة كسينيا سوبتشاك وموقفها هو الأسوأ، حيث عثرت الشرطة على أوراق نقدية أوروبية بقيمة 1.5 مليون يورو فى منزلها. نافالنى قال على حسابه عبر «تويتر» إن أفراد الشرطة كسروا باب منزله؛ بينما قال أودالتسوف: «يسعون إلى ترويع الناس واستخدامنا عبرة للآخرين من أجل أن يكفوا عن نشاطهم السياسى ولا يشاركون فى المظاهرات الجماهيرية ويلزمون بيوتهم ويخضعون للحكومة. هذا هو الهدف المحتمل لحزب روسيا الموحدة وفلاديمير بوتين»، بينما علق المعارض الليبرالى، سيرجى ميتروخين: «توقف بوتين حتى عن محاكاة الديمقراطية».