كتب-حمدى مبارز: منذ 1 ساعة 27 دقيقة وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مظاهرات "موسكو" اليوم، بأنها تأكيد على رفض الشعب الروسى للرئيس "فلاديمير بوتين". وقالت الصحيفة إن الروس خرجوا إلى الشوارع للتأكيد على تحديهم لمحاولات الكرملين تكميم الأفواه ومنع الاحتجاجات. ولفتت الصحيفة إلى تدفق عشرات الآلاف من الروس للمشاركة في أول مظاهرات حاشدة ضد الرئيس "فلاديمير بوتين" رغم التهديدات بفرض غرامات ثقيلة عليهم يمكن أن تساوي أحيانا راتبهم السنوي، في تحد للمداهمات التي شملت منازل قادة المعارضة الروسية أمس الإثنين. وتزامنت مظاهرات اليوم مع احتفالات اليوم الوطني لروسيا الذي يحتفل فيه الروس بإعلان استقلالهم عن الاتحاد السوفيتي في عام 1990. واحتشد المتظاهرون في ساحة "بوشكين" وسط موسكو تحت الأمطار الغزيرة قبل التوجه إلى موقع تجمع يأمل المنظمون أن يكون الأكبر منذ فوز "بوتين" في الانتخابات الرئاسية في مارس الماضي لولاية ثالثة. ورفع المتظاهرون الأعلام وهم يرددون "روسيا بلا بوتين". وبحسب زعيم جبهة اليسار "سيرجي أودالتسوف"، فقد وصل عدد المتظاهرين إلى مائة ألف شخص، فيما تقول الشرطة إن العدد لم يتجاوز 18 ألفا بعد ساعتين على بدء المظاهرة. وقالت شرطة موسكو إنها نشرت 12 ألفا من عناصر شرطة مكافحة الشغب وقوات وزارة الداخلية إلى شوارع العاصمة لحفظ الأمن. واستغل "بوتين" أغلبيته البرلمانية الضئيلة لإصدار قرار يرفع قيمة الغرامات على المحتجين إلى 300 ألف روبل (9000 دولار) ما يفوق غرامة أي جنحة إدارية أخرى، وما يساوي الراتب السنوي للمواطن الروسي العادي. كما أكد "بوتين" في تصريحات له اليوم أنه لن يدع الاضطرابات الاجتماعية تؤدي إلى إضعاف روسيا. واشارت الصحيفة الى ان مظاهرة اليوم تأتى في أجواء متوترة بعد مداهمة منازل نحو عشرة من قادة المعارضة الذين استدعوا الثلاثاء للمثول أمام لجنة تحقيق في إطار التحقيقات بالصدامات التي تخللت مظاهرات السادس من مايو الماضي. ورفض "أودالتسوف" تنفيذ طلب الاستدعاء خلال المظاهرة، وقال إن السلطات خائفة ولقد ارتكبت خطأ، مشيرا إلى أن أعمال الانتقام تثير استياء الناس بشكل إضافي وتدفعهم للنزول إلى الشارع. ودفعت المداهمات التي قامت بها الشرطة صباح أمس الاثنين على منازل قادة المحتجين، بمستشار "بوتين" لحقوق الإنسان "ميخائيل فيدوتوف" إلى التحذير من قمع المتظاهرين. وقال "أعتقد أنه من أجل الانسجام الاجتماعي والإصلاحات السياسية والتحديث، فإن هذا هو أسوأ ما يمكن أن يحدث". وعبرت الولاياتالمتحدة - على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية " فكتوريا نولاند" - عن قلقها العميق من المضايقات التي يتعرض لها رموز المعارضة السياسية الروسية بعد المظاهرات المزمعة. وقام رجال الأمن بكسر أبواب منزل المدون المناهض للفساد "ألكسي نافالني"، وقائد حركة تضامن "إيليا ياشين"، ومقدمة البرامج الشهيرة "كسينيا سوبتشاك" التي انتقلت إلى المعارضة.