لم تعد المساجد محطة الانطلاق لناشطى الإخوان المسلمين، فبعد فك الحظر عنهم بفضل الثورة، صار توجههم إلى العمل السياسى مباشرا، بينما انفرد السلفيون بالمساجد. فى دمياط التى يصل عدد مساجدها إلى 700 مسجد يحتل السلفيون النصيب الأكبر منها بنحو 250 مسجدا صارت مقصدا لرموزهم، أمثال: محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وعبد الرحمن الصاوى ومسعد أنور، وأغلب رواد هذه المساجد من أعضاء جمعيات أنصار السنة المحمدية، ودعوة الحق، والجمعية الشرعية، ومن أشهر هذه المساجد التى تعتبر ثكنة عسكرية للسلفيين: مسجد «المظلوم» على مساحة 450 مترا، ويتسع ل2500 مصل فى الأيام العادية، وما يقرب من عشرين ألف مصل فى الأعياد، ففى عيد الفطر، المنقضى توا، استقبل المسجد ما يقرب من 12 ألف مصل، مساويا الساحة التى أقام الإخوان صلاتهم بها أمام استاد دمياط الرياضى. أما المسجد الثانى فهو المجمع الإسلامى التابع لجمعية دعوة الحق الذى يقوم بتقديم العلاج المجانى للمرضى، علاوة على كل أنواع التكافل الاجتماعى. فى حين يحتل مسجد «كفر الغاب» التابع للجمعية الشرعية المركز الثالث، يليه المجمع الإسلامى الخيرى بالسنانية المقام على مساحة ألف متر والمكون من ثلاثة طوابق، ملحق به مستوصف توزع به اللحوم على الفقراء. الحدائق العامة والنوادى الاجتماعية فى دمياط، صارت مقرا لمؤتمرات الإخوان وحزبها (الحرية والعدالة)، مثل نادى «المهندسين» ونادى «الزراعيين»، وحديقة دمياطالجديدة العامة، التى يقوم مديرها السعيد شولح (عضو بالإخوان) بطرد الزوار الذين لا يروقون له ولأفكاره. سيدة تدعى منى إبراهيم كانت موجودة بحديقة دمياطالجديدة العامة ثالث أيام العيد بعد صلاة الظهر، تقول: لفت نظرى أن ذوى اللحى والمنقبات يشكلون الغالبية العظمى من الموجودين، لكنى لم ألق بالا لذلك، حيث اخترنا مكانا وجلسنا فيه ولم يمر علينا سوى عشر دقائق حتى وجدت مدير الحديقة يصيح فى شاب وفتاة بشكل مهين، فانسحبا بهدوء وغادرا الحديقة حيث ظننت فى هذا التوقيت أنهما فعلا شيئا غير لائق يستحقان عليه الطرد، فلم نعر الأمر اهتماما، ولم يكد يمر نصف ساعة حتى تكرر الموقف مع آخرين، ثم للمرة الثالثة مع شاب وفتاة كانا يجلسان بجوارى أنا وصديقاتى، حيث كانا يتألمان لما يحدث بمصر وكيف أن الثورة لم تؤت ثمارها، فتمنيت لو أن جميع شبابنا يمتلكون مثل هذه الروح التى يتحدثان بها، لكن المدير حاول طردهما صائحا، فرد عليه الشاب قائلا «مايصحش كده يا افندم إحنا ناس محترمين، وده مكان عام ولم يخرج منا فعل خاطئ» وتطور الأمر حتى سقطت الفتاة فاقدة الوعى، وعندما فاقت انفجرت فى البكاء، فاقترحت عليهما تقديم بلاغ فى المدير ولكن أفراد الأمن ألمحوا لنا بشىء من التهديد قائلين «المدير ده راجل واصل ومسنود وصدقونى إنتو اللى هتتأذوا». ودارت بينى وبينهم مشادة كلامية تدخل فيها المدير وأحد الملتحين الذى تطوع لإعطائنا محاضرة فى حرمة الاختلاط بين الجنسين، واتهمنا بأننا علمانيون.