منح بعض الضباط العاملين بالشركة الوطنية للطرق صفة مأموري الضبط القضائي    وزير التعليم العالي: تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران خطوة للاستجابة لمتطلبات التنمية العمرانية    محافظ أسوان يتفقد عددا من مدارس كوم أمبو لمتابعة الجاهزية التعليمية    الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم ورشة تدريبية لحماية النساء ذوات الإعاقة    وزير الري: تعزيز التعاون مع البحرين في مشروعات معالجة المياه    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 25 جنيهًا    الرقابة المالية: 77.2 مليار جنيه إصدارات التوريق بضمان محافظ التمويل العقاري    محافظ أسوان يفاجئ معرض أهلا مدارس بكوم أمبو ويطمئن على الأسعار والمستلزمات    وزارة البيئة واللجنة المصرية الألمانية وحماية البيئة يعقدون اجتماعا لتعزيز سبل التعاون    محافظ أسيوط يشهد تشغيل 3 بوسترات رفع مياه بمحطة البداري المرشحة    شعبة النقل: القطاع الخاص محرك رئيسي لتطوير الموانئ المصرية وجذب الاستثمارات    مدينة غزة تباد.. إسرائيل تدمر عمارتين سكنيتين بحي النصر ومخيم الشاطئ    مصر وروسيا تبحثان آليات التعاون المشترك في 7 قطاعات    المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة    الأهلي يفقد 7 لاعبين أمام سيراميكا في الدوري الممتاز    بيلينجهام وكامافينجا يعودان إلى قائمة ريال مدريد لمواجهة مارسيليا في دوري الأبطال    منتخب مصر يخسر من الفلبين في بطولة العالم للطائرة    جاهزية ماك أليستر لمباراة أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال    تعرف على موقف لامين يامال من المشاركة ضد نيوكاسل    القضاء يحيل قضية بدرية طلبة إلى المحكمة المختصة بعد اتهامها بإساءة استخدام السوشيال ميديا    وزير التعليم: احتساب أعلى درجة لطلاب البكالوريا في التنسيق الجامعي    طقس الإمارات اليوم.. انخفاض مرتقب في درجات الحرارة مع اقتراب فصل الخريف    سقوط عاطل بكمية من مخدر الاستروكس بالسلام    سميح ساويرس: الجونة السينمائي فرض حضوره على خريطة المهرجانات الدولية    مهرجان الجونة السينمائي يكشف عن برنامج أفلام الدورة الثامنة خارج المسابقة    بأغاني سيد درويش.. قصور الثقافة بالغربية تحتفل باليوم المصري للموسيقى    مهرجان الجونة السينمائي يمنح منة شلبي جائزة الإنجاز الإبداعي في دورته الثامنة    وسط أجواء «روحانية ووطنية».. تكريم حفظة القرآن الكريم ب«الشواشنة» في الفيوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 16-9-2025 في محافظة قنا    نائب وزير الصحة تشارك في جلسة نقاشية حول تعزيز الولادة الطبيعية    خلال جولة مفاجئة: وكيل صحة الدقهلية يتفقد مبنى عمران الجديد بمستشفى دكرنس تمهيدًا للتشغيل والافتتاح    الكشف الطبي على 400 مواطن بمركز تنمية الأسرة والطفل بالقنطرة شرق بالإسماعيلية    99.1% هندسة بترول السويس و97.5% هندسة أسيوط بتنسيق الثانوي الصناعي 5 سنوات    مهرجان الجونة ومؤسسة ساويرس يحتفيان بالفنانة العالمية كايت بلانشيت سفيرة النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين    جامعة أسيوط تواصل الكشف الطبي للطلاب الجدد استعدادًا للعام الجامعي الجديد - صور    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    أمين الإفتاء: الكلاب طاهرة وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    روسيا تستهدف زابوريجيا في موجة جديدة من الهجمات الليلية    وزير الاستثمار يطلق أعمال الاجتماع الوزاري السابع عشر لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة بمشاركة واسعة من دول القارة    نتيجة تقليل الاغتراب 2025.. مكتب التنسيق يواصل فرز رغبات الطلاب    "موتوسيكل دخل في جرار".. إصابة 3 شباب في حادث تصادم بالمنوفية    الإفتاء تحذر من صور متعددة للكذب يغفل عنها كثير من الناس    أسامة قابيل: يوضح معني" وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ": لا يعني مجرد التفاخر    سفيرة المكسيك تزور استديو نجيب محفوظ بماسبيرو وتتحدث عن بطولة سلمي حايك في زقاق المدق    المصري يختتم استعداداته لمواجهة غزل المحلة بدوري نايل    تودور: إنتر أقوى من نابولي في سباق لقب الدوري الإيطالي    قافلة المساعدات الإنسانية ال 38 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    ضبط 104 أطنان لحوم وأسماك فاسدة في حملة تفتيش بمدينة العبور بالقليوبية    استقرار أسعار النفط مع ترقب انقطاع محتمل في الإمدادات من روسيا    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص باستهداف سفينة مخدرات من فنزويلا    الصحة: حل جميع الشكاوي الواردة للخط الساخن 105 استطاع خلال أغسطس الماضي    وزير الصحة يبحث مع شركة أليكسيون التعاون في مجال الأمراض النادرة والوراثية    8 شهداء وعشرات الجرحى والمفقودين في قصف منزل شمالي غزة    عاجل- ترامب يفجر مفاجأة: نتنياهو لم ينسق معي قبل قصف قطر    مسلسلات المتحدة تتصدر نتائج تقييم موسم 2025 باستفتاء نقابة المهن السينمائية.. تصدر "لام شمسية" و"أولاد الشمس" و"قهوة المحطة" و"قلبى ومفتاحه" و"ظلم المصطبة".. كريم الشناوى أفضل مخرج وسعدى جوهر أفضل شركة إنتاج    هشام حنفي: لا مقارنة بين بيزيرا وزيزو.. وصفقة محمد إسماعيل ضربة معلم للزمالك    بسبب المال.. أنهى حياة زوجته في العبور وهرب    ليت الزمان يعود يومًا.. النجوم يعودون للطفولة والشباب ب الذكاء الاصطناعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسجد العزيز بالله..تكية الإرهابيين في الزيتون

لم يكن التنظيم الإرهابى الذى تم القبض عليه مؤخرا، وعرف ب تنظيم الزيتون هو الأول - وربما أيضا لن يكون الأخير! - الذى يخرج من رحم مسجد العزيز بالله! فالمسجد الذى اعتبر بمثابة مغارة خاصة للتنظيمات المتطرفة، سبق أن نبهت روزاليوسف عبر أكثر من تحقيق موثق على خطورته وتحوله إلى بؤرة لتفريخ الإرهاب وتصدير الأفكار التكفيرية.. قلنا ذلك قبل أن تقع الكارثة أو بشكل أدق كوارثه المتتالية ويتحول إلى رأس أخطبوطية تمركزت بمنطقة الزيتون، وأصبح العديد من المساجد الموجودة بمنطقة عين شمس بمثابة أذرعه التى يستخدمها فى نشر العنف!
هذا المسجد مشهود له منذ الثمانينيات وحتى الآن أنه أحد أهم معاقل التطرف فى مصر.. والغلو فى التشدد ظهر على رواد هذا المسجد منذ أواخر السبعينيات بعد أن سيطر التيار السلفى على هذا المسجد تحت لواء د.عمر عبدالرحمن - أمير الجماعة الإسلامية السابق، والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة فى السجون الأمريكية. أقاويل ساذجة تبرر سقوط هذا المسجد فى يد التيار السلفى يرددها البعض بأنه حائط صد ضد المد المسيحى فى منطقة الزيتون التى شهدت ظهور العذراء، ومكان ظهورها - وفقاً للمنظور القبطى - فى نهاية الستينيات شيدت كاتدرائية لاتبعد سوى عشرات الأمتار عن مكان المسجد!
سوق عكاظ
تلك الأقاويل ليست إلا محاولة يائسة يلجأ إليها السلفيون ممن احتلوا شارع العزيز بالله، وعادوا به إلى قرون غابرة، فحين تمر فيه تنفصل عن واقعنا لتجد نفسك فجأة فى سوق عكاظ حيث تنشط تجارة بول ولبن الإبل و القباقيب والبخور والحجامة، بالإضافة إلى ما يطلقون عليه الزى الإسلامى جلباب أبيض قصير للرجال، وإسدالات ونقاب وجوارب وقفازات كلها باللون الأسود تخفى كل سنتيمتر من المرأة ! ليس هذا فحسب، فهذا المسجد يستقطب فى صلوات الجمعة مئات من السلفيين من كل أنحاء القاهرة يتوافدون إليه ، ليؤدوا أطول صلاة جمعة تبدأ من الحادية عشرة صباحاً وحتى قبل أذان العصر بدقائق، يتوقف فيها المرور بشارع العزيز بالله والمحاور المجاورة له، بل قد يستدعى الأمر وجود سيارات الأمن المركزى تحسباً لأى طارئ، خصوصاً مع نوعية الخطب التكفيرية التى اعتاد المصلون فى هذا المسجد سماعها! الأمر نفسه يتكرر فى الدروس الدينية التى يتولى تقديمها مشايخ السلفية خاصة درس يوم الثلاثاء عقب صلاة المغرب، وبسبب هذا المسجد ونشاطه المتطرف، كان أن سقط العشرات من أبناء المنطقة وما يجاورها فى فخ الإرهاب والتطرف وكثيراً منهم قيد الحبس وكان آخرهم خلية الزيتون!
حديث الثلاثاء !
مسجد العزيز بالله أسسه د.محمد جميل غازى فى عام 1968 لكونه نفسه أحد أهم قيادات السلفية فى حينها، وكان يهدف لنشر الفكر السلفى فى مصر ، حيث كانت هناك مجموعة من المساجد فى مصر ولدت بداخلها أفكار الجماعات المتطرفة عموماً، أغلبها كانت تتبع فكر الدكتور عمر عبدالرحمن مع اختلاف التوجهات، منها مسجد العزيز بالله تحت قيادة الدكتور جميل غازى، ومسجد النور فى العباسية تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة، ومسجد التقوى فى الفيوم تحت قيادة عمر عبدالرحمن نفسه، ومسجد التوحيد فى الظاهر لفوزى السعيد، ومسجد الجمعية الشرعية فى أسيوط، ومسجد الرحمة فى الهرم وغيرها من المساجد التى كان أعضاء الجماعات يطلقون عليها منارة الإسلام.. هذه المساجد يقام فيها ما سمى وقتها بلقاء الثلاثاء وهو لقاء أسبوعى تتم فيه استضافة أحد قيادات هذه الجماعات بالتناوب بين المساجد.. وبمرور الوقت ذاع صيت الدكتور جميل غازى وهو أحد أقطاب الجماعات السلفية وله العديد من الكتب والدراسات التى تحمل أفكاراً متطرفة لابن تيمية وغيره من أمة السلفية.
السلفيون قادمون !
المسجد الذى يضم قسمين أحدهما للرجال وآخر للنساء، يشمل مستوصفاً إسلامياً وعيادات وجمعيات لمساعدة الأسر الفقيرة وغيرها من الأعمال الخيرية، التى تقوم إدارة المسجد بتوصيلها للأسر المحتاجة.. وتؤكد إدارة المسجد أنها تنفق أموالها على مساعدة الفقراء والمحتاجين بعد أن تتلقى تبرعات الأغنياء على حساب رقم 66162 فى بنك فيصل الإسلامى- فرع مصر الجديدة- بروكسى، وأيضاً هناك تبرعات عينية مباشرة من بعض القادرين. أما ساحة المسجد الداخلية فواسعة للغاية، وهى تمتلئ بأكثر من ألفى شخص فى صلاة الجمعة وغيرها من الأيام التى تقدم فيها دروس دينية. تطور الأمر ليتحول من مجرد مسجد إلى مؤسسة تعنى بنشر الفكر السلفى والدعوى فى مصر حتى أصبح يضم عدداً من المؤسسات الأخرى منها اللجنة الشرعية.. تتكون اللجنة الشرعية للمركز العام لدعاة التوحيد والسنة من نخبة من العلماء الذين يدعون للمنهج السلفى فى مصر. كذلك معهد علوم القرآن والسنة.. ويضم المركز معهداً لعلوم القرآن والحديث، يقوم بإعداد الدعاة وتخريجهم لنشر الفكر السلفى، ويقوم بالتدريس بالمعهد نخبة من أساتذة جامعة الأزهر المتمسكين بعقيدة السلف، كما يقوم المركز بتنظيم مؤتمر إسلامى يعقد سنوياً من وجهات نظر مختلفة. والمثير أن المركز قام بإنشاء قسم خاص للإنترنت، لاستخدامها فى نقل المحاضرات والمؤتمرات التى تعقد بالمركز، وذلك بالصوت والصورة على الهواء. كما يضم المركز مكتبة صوتية تحتوى على العديد من الشرائط المسجلة بالمسجد للفيف من العلماء والدعاة، كما يشتمل كذلك على مكتبة مرئية تحوى العديد من شرائط الفيديو واسطوانات الليزر، وكذلك يضم المركز مكتبة مقروءة تحوى العديد من الكتب التى يحتاج إليها طلبة العلم فى جميع المجالات الشرعية. استطاع المسجد تخريج مجموعة كبيرة من دعاة السلفية ومنظريها ممن كانوا يعرفون بمشايخ الكاسيت قبل أن يتحولوا إلى الفضائيات مثل محمد حسان و أبوإسحاق الحوينى . ما يدل على أن المسجد هو منارة للتطرف ونشر الفكر المتشدد.. إن أول من تأثر بهذا الفكر كان هو نجل مؤسس المسجد محمد جميل مغازى الذى أدين فى قضية أندية الفيديو الشهيرة!
تجنيد تحت النقاب!
نفسى أتوب وأتغير وأسيب اللى بعمله، تائب رغم كل شىء اوعوا تضيعوا فرصة الدين.. احنا لو عدينا الصراط فى الضلمة احنا نضيع..هنسقط فى جهنم والعياذ بالله.. ثم يتوسل بصوت أجش امتى هتنطلق لربنا، الباب مفتوح متقفلش يا بنى، الباب مفتوح متقفليش يابنتى ويجهش الرجل بالبكاء ،لتنطلق الأصوات وكأنها العواصف والرعد بالساحة. هذه كانت مقدمة الشريط الذى أعطته لنا إحدى الأخوات بمسجد العزيز بالله عندما ارتدت محررة روزاليوسف النقاب وذهبت فى محاولة لمعرفة ما يجرى هناك، على أساس أنها ستكون عجينة فى أيديهم يستطيعون تشكيلها كما يشاءون فكان شريط تائب رغم كل شىء هو البداية! تبدأ القصة كما قال الشيخ فى شريطه بالدعوة إلى الطريق لله، ولكن الطريق لله لديهم له أشكال وتصورات وحسابات معقدة وخطيرة تبدأ بنقاب الفتاة الذى تراه فى كل ركن من أركان شارع العزيز بالله وتجهم الشاب ذو اللحية المطلقة لتكون الحياة متطابقة تماما مع خلفية هذا الشريط، أى يصبح شكل الحياة مخيفاً وراعداً وقد تنتهى به الحال بأن يكون عضواً فى خلية كخلية الزيتون تقتل الأبرياء وتنتهى حياته بنفس سيمفونيات الرعد والعواصف. فى الجزء المخصص للسيدات بمسجد العزيز بالله كانت محررة روز اليوسف ترتدى النقاب وسط المنقبات « آلأخريات اللاتى تجمعن حولها لأنها أخطأت خطأ فادحاً عندما نسيت طلاء الأظافر وقد رأت معظمهن أنه لا تجوز صلاتها بينهن، وتلت بعضهن أحاديث تفيد بأن الصلاة غير جائزة لأن طلاء الأظافر يمنع وصول الماء إلى الأظافر فبالتالى يكون الوضوء فاسداً والصلاة غير مقبولة حتى جاءت إحدى الأخوات وتدعى رحاب وقالت اتركوها تصلى عسى الله يغفر لها ولنا. ترصد محررتنا أنهن رغم عددهن الكبير يعرفن بعضهن جيدا ويعرفن أنى الغريبة الوحيدة بينهن وقد ظهرت عليهن الريبة منى. الصلاة فى مسجد العزيز بالله ليست كأى صلاة فشيوخ المسجد يصلون العشاء فى أكثر من ساعتين ويقرأون فى الركعة الواحدة أجزاء من القرآن، والسيدات المنقبات يأتين إلى الصلاة مصطحبات معهن أطفالهن الصغار الذين تتراوح أعمار بعضهم من شهور إلى عامين ويتركنهم على حافة المصلى وطوال تلك الفترة الطويلة الأطفال يصرخون على الجانبين والسيدات المتشحات بالسواد لايتركن الصلاة لإسكات الأطفال الذين لا أظن أنهم يصرخون لأن أمهاتهم تركنهم وإنما بسبب صفوف السواد التى تحاصرهم فى حين تقوم الطفلات اللاتى يتجاوزن سن الثالثة بالصلاة خلف أمهاتهن المنقبات وهن مرتديات خماراً صغيراً وواضح أنهن اعتدن الوقوف الطويل فى الصفوف السوداء!
ابحث عن سلسبيل !
بعد الصلاة تقدمت لى الفتاة التى أنقذتنى من براثن الأخوات وطلبت منى أن أتركها تزيل لى طلاء الأظافر كبداية للطريق إلى الله ونظرت لى بتعجب قائلة ألا تعرفين شيئا عن الدين فقلت لها أنى ارتديت النقاب مؤخرا وأريد أن أتعلم.. فقالت: أنتِ ابنة حلال لقد أوقعك الله فى يد أمينة واضح أنك طيبة وأن الله يحبك. الأخت رحاب أصرت على اصطحابى لمكتبة سلسبيل وأصرت على شراء نقاب جديد لى كبداية لتشجيعى على طريق الهداية، كما اشترت لى قفازات ومعصما لإخفاء اليد لكى يكون نقابا كاملا ولكى أكون أكثر شياكة على حد قولها وقد كان الشباب العاملون بالمكتبة يعرفونها جيدا وقد أخذت منهم مجموعة كبيرة من الأدعية والشرائط والكتب والأذكار، وبعد خروجنا أشارت على الشرائط قائلة الخمسون شريطاً تلك لسائقى التاكسى وتلك الكتب للمترو وتلك الأذكار للميكروباص.. فسألتها كيف؟! فأجابت: عندما أركب تاكسى وأعطيه شريطاً مثل تائب رغم كل شىء أو بعد إيه ويسمعه السائق ويقتنع بما فيه ويعود عن المعاصى أكون بهذا قد وصلت عند الله، فأنا لا أذهب إلى مكان وأحرم نفسى من الخروج منه بدون كسب ثواب سواء فى المترو أو الميكروباص، فاليوم مثلا عندما كنت فى السنترال أشترى كارت شحن تركت لصاحب السنترال شريطاً ويجب عليك أن تفعلى أنت كذلك وعموما لاتتعجلى سأعلمك كل شىء!! ما حدث معى يحدث مع عشرات الشباب كل يوم فهم يعملون بجدية لتنمية عالمهم فى حين اختفت التنمية الثقافية فى بلدنا وغاب عنا كل شىء هم يعملون ليل نهار، ومع حديثى المتواصل مع الفتاة اكتشفت أنهم يشكلون قدراً كبيراً من الخطورة فهم دولة داخل الدولة، منسلخين عنها وعن هويتنا المصرية ومنغلقين على أنفسهم ولديهم خطة يعملون بها وهى الانتشار ولو تحت الأرض حتى يملكوا الأرض ومن عليها! قد يبدو أن تلك الفتيات يد فاعلة فى نشر هذا الفكر، ولكن هن فى الحقيقة لا حول لهن ولا قوة هن نتاج مجتمع حرمهن من كل شىء يعانين من كبت وظلم فى مسجد العزيز بالله.
البرمجة اليدوية !
يتميز شارع العزيز بالله بوجود المركز الإسلامى لدعاة التوحيد والسنة هو همزة الوصل الأساسية بين المكتبات والمساجد والزوايا، ويعد سببا لرواج تلك المكتبات التى تصدر الفكر السلفى المتطرف لمصر،مكتبة أعلام السلف قرطاسية الشباب و سلسبيل التى تبيع الكتب السلفية منذ زمن بعيد دون رقابة، والمثير فى الموضوع أن تلك المكتبات تغير هوية المصريين وأزياءهم وتدخلهم لحظيرة الثقافة البدوية فكرا وشكلا، فبالإضافة إلى أنها توفر لهم الكتب والشرائط التى تحمل أفكارا متطرفة لابن تيمية وابن القيم وابن العثيمين وكتب وقاية الإنسان من الجن والشياطين، وكتب الطهارة والفقة من مؤلفات الشيخ صالح بن عبدالله، ويتصدر الكتب كتاب (أسعد امرأة فى العالم) لعائض القرنى،بالإضافة إلى كتب محمد العريسى، وبالنسبة لكتب الفتاوى، كتاب فتاوى (علماء البلد الحرام) لابن عثيمين، كما تمتلئ المكتبات بشرائط الشيخ محمد حسان والحوينى ومحمود المصرى وحازم شومان كل هذا فى رحاب النقاب والإسدالات والملاحف والروائح المسماة بالإسلامية مثل دهن العود والمسك، والتى لاتباع إلا للرجال طبقا للفتاوى السلفية التى تعتبر تطيب المرأة زنى، وكذلك أدوات الحجامة وكتب الطب النبوى الذى يعتبر بديلا شرعيا من وجهة نظرهم وأنواع معينة من الطعام مثل التمور ولبن الإبل وعسل حبة البركة.
على الرغم من أن رواج تلك المكتبات مرتبط بأنشطة المركز الإسلامى ورواج الدروس فى مسجد العزيز بالله وعلى الرغم من أنه فى تلك الفترة يتم الغاء معظم الدروس وتبدو الحياة هادئة فى الشارع الذى كثيرا ما يغلق عندما يأتى مشايخ لإعطاء الدروس بمسجده إلا أن تلك المكتبات تشهد رواجا شديدا فقد مالت رحاب على قائلة: تلك المكتبات تكسب الملايين وعلى الرغم من أن النشاط فى الشارع والمسجد والمركز هادئ تلك الأيام لأسباب لا أعرفها إلى أنه ما شاء الله عدد المنقبات والمتدينين والمعتصمين بحبل الله فى تزايد وقد دعتنى رحاب للدراسة فى معهد محمد جميل غازى التابع لمركز دعاة التوحيد والسنة قائلة: الدراسة أربع سنوات، السنة ستكلفك 200 جنيه فقط والكتب مدعمة من تلك المكتبات وبعدها تحصلين على شهادة من المعهد تؤهلك لأن تكونى داعية فتأخذينها لأى إمام مسجد قريب من بيتك وتعملين بها.
الشيخة هويدا
بالدور الثامن معهد محمد جميل غازى لإعداد الدعاة وأكثر من دور للمستشفى الإسلامى ودور للجان الزكاة والحج والعمرة والأعمال الخيرية ودور مصلى للسيدات ودور لدار الحمد للأيتام، وفى تلك الدار التقيت بطفل يبلغ من العمر 10 أعوام قال لى أنه وأطفال الشوارع ملتحقون بدورة صيفية تدعى دورة براعم الإسلام تكون فترة الدراسة فيها فى فترة الصيف على أيدى شيوخ المسجد وشيوخ من معهد إعداد الدعاة يدرسون خلالها 8 مواد منها مادة الفقة والشريعة والمتون والرقائق والقرآن والحديث، وهم الآن فى فترة الامتحانات، وأطلعنى على بعض الامتحانات قائلا من ينجح يأخذ جوائز والمسجد يأخذه فى رحلة، اللافت للانتباه أن هناك سؤالا للأطفال فى مادة القرآن يقول ذكرت البعوضة مرة واحدة فى القرأن اذكر اسم السورة ورقم الآية«؟. أما المستشفى الإسلامى فهو بأسعار مخفضة وبه جميع التخصصات ولكن لأنه إسلامى، فالرجال لايفحصهم إلا أطباء رجال والسيدات لا تفحصهن إلا طبيبات منقبات وأثناء صلاة العشاء جلست سيدة منقبة خارج المسجد تنتظر الطبيبة، وعندما سألتها قالت أنا من حلوان وأسنانى تؤلمنى ولا يجوز ليد رجل أن تمتد نحوى لذلك أنتظر الطبيبة حتى تنهى صلاتها كى توقع الكشف علَّى! لاحظت أنهم ألغوا الدرس ليومين متتاليين وفى اليوم الثالث اقتربت منى فتاة منقبة وقالت لى أنا أذهب لدروس فى مساجد أخرى قريبة من العزيز بالله وهناك داعيات سيدات، ففى مسجد الهداية بعين شمس هناك الشيخة هويدا الخطيب تعطى دروساً يومى الأحد والأربعاء وكذلك مسجد التقوى القريب منه هناك شيخة معروفة تتوافد عليها السيدات اسمها الشيخة فاطمة وتعطى دروساً يومى الأحد والثلاثاء. الفتاة المنقبة التى كانت تحاول استقطابى قالت لى أن الشيخة هويدا لها كتب كتبتها بنفسها منها كتاب الشرك بالله فى الجاهلية، والاستنجاء أى الاغتسال من الذنوب وأن لها مساعدتين وهما مروة وأميرة وهما من تقومان بتوزيع كتبها لأنها لا تبيعها فى مكتبات مستطردة: الشيخة فاطمة لم ترق لعلم الشيخة هويدا فهى لم تؤلف كتباً ولكن أنا لا أفوت فرصة أستطيع من خلالها أن أتقرب إلى الله وليتك تفعلين مثلى، وهناك مساجد عديدة فى منطقة عين شمس ذهبت إليها كلها وسأعرفك عليها وبداية سأجلب لك غدا ملحفا هدية على الله يجزينى فيك خيرا.. وقد استفاضت تلك الأخت فى شرح كيف يتم وضع البيشة على العين حتى تخفى العين التى تظهر من ثقب النقاب قائلة مزيدا من الإجلال والوقار والاحتشام هو ما يتناسب مع النقاب ويجب ألا تتركى عينيك هكذا مطلقتين للفتنة من تحت النقاب.
ممنوع .. صلة الرحم !
قالت لى الأخت التى دعتنى للذهاب معها للشيخة هويدا لابد أن تقطعى علاقتك بكل الرجال فى العائلة فأنا عندما يزورنا ابن عمى أو ابن خالتى أترك المنزل، يجب أن تقتصر حياتك على حب الله وطاعته فهن يعتقدن أنهن يصعدن على سلم من النور إلى الله. أحمد عبد الحفيظ محمد مهندس من أهالى المنطقة وأحد رواد المسجد يقول: المسجد له نشاط ملحوظ منذ الثمانينيات وحتى الآن فى مجال الدعوة والتبليغ، ورغم أن الاتجاه السلفى يغلب عليه لكون أغلب رواده من قيادات الجماعات السلفية مثل الشيخ جمال المراكبى الذى يلقى محاضرة أسبوعية بعد صلاة العشاء يوم الأحد وهو رئيس جمعية أنصار السنة، وكذلك الشيخ طارق العوضى أحد قيادات السلفية الذى تم اعتقاله من قبل، إلا أن المسجد له أنشطة جيدة مثل عمليات تحفيظ القرآن الكريم ودروس الفقة والحديدث وغيرها من الدروس الدينية خاصة عمليات تحفيظ القرآن للسيدات والمستوصف الطبى الذى يقوم بعلاج جميع أهل المنطقة بأجر رمزى، والمكتبة الضخمة التى تتيح لأى شاب الاطلاع على ما يشاء من كتب دينية. وحذر أحمد عبدالحفيظ من أن مشكلة هذا المسجد الكبرى هى فى سيطرة الاتجاه السلفى التكفيرى عليه، واتخاذه كقاعدة لإفساد عقول الشباب بفكر موجه، مما جعل المسجد مدرسة لتفريخ عدد كبير من أعضاء الجماعات الدينية المختلفة منذ جماعة الجهاد والجماعة السلفية منذ أيام الدكتور جميل غازى وحتى الآن.
أقوى من الاختراق
عبدالعال عبدالله- صاحب محل ملابس- حدثنا وقال: إن المسجد يحتل مساحة كبيرة جداً فى المنطقة سواء مساحة الأرض المقام عليها، أو المساحة التى يحتلها الباعة الجائلون الذين حولوا الشارع إلى سوق عكاظ، ولا أعلم لماذا تسكت عنهم أجهزة الأمن، فهم قوة ضخمة لا يستطيع أحد أن يقترب منهم، ورغم أننا تقدمنا بشكاوى عديدة ضد هؤلاء الباعة إلا أن أحداً من المسئولين لم يتحرك.
وفى نفس الوقت لا نستطيع أن نعترض على خطباء المسجد الذين يلقون الدروس الدينية كل يوم ويحضر خلفهم آلاف من الشباب، فالمسجد على سبيل المثال به درس يومى يكون يوم السبت بعد صلاة العشاء للشيخ فتحى غريب، والأحد بعد صلاة الظهر للشيخ أحمد شلبى عثمان، وآخر بعد صلاة العشاء للشيخ جمال المراكبى، والاثنين بعد صلاة العشاء الشيخ أسامة سليمان، والثلاثاء بعد صلاة العشاء الشيخ فتحى جمعة، والأربعاء المستشار سعيد عبدالكريم بعد صلاة المغرب والشيخ طارق العوضى بعد عشاء نفس اليوم والشيخ طارق إبراهيم بعد المغرب يوم الخميس، مما يجعل المسجد والمنطقة كلها تمتلئ بآلاف الشباب السلفى. ويضيف: هذا ليس جديداً، فهو فى الماضى كان أحد معاقل الجماعة الإسلامية بعد أن كان المسجد يستضيف عمر عبدالرحمن وطه السماوى وغيرهما من قادة الجماعات المتطرفة التى نشرت العنف فى كل ربوع مصر، وألقى القبض على عدد كبير من شباب المنطقة يزيد عددهم على مائة وخمسين شابا سواء فى عمليات تفجير أو إحراق محال فيديو أو غيرها، وآخرها تنظيم الزيتون الذى اعتدى على أحد محال الذهب والمجوهرات، ومع هذا لم يستطع أحد أن يخترق المسجد أو يمنع أنشطته المستمرة، خاصة أن المسجد له بعض الأنشطة الخيرية التى تجعلك تقف ساكناً أمامها. وفى النهاية أكد عبدالعال أنه يجب أن يكون هناك حل حاسم يمنع شيوخ السلفية من ارتياد المسجد والتأثير فى شبابه. ناصر عبدربه- مدرس- قال: الخطورة تأتى من استقطاب الشباب منذ سن الرابعة والخامسة بحجة تحفيظهم القرآن الكريم وبث السموم فى عقولهم منذ الصغر حتى يضمنوا ولاءهم عندما يصبحون فى سن الفعل العنيف.
بينما يقول محمد منير- عضو مجلس محلى: شكاوى عديدة ضد إشغالات الباعة الجائلين حول المسجد قمنا بإبلاغها للحى أكثر من مرة، بعدها تقوم قوة بإزالة التعديات إلا أن هؤلاء الباعة يعودون إلى سابق عهدهم بعد يوم أو يومين. الشيخ خالد العطفى- رئيس مجلس إدارة الجمعية الشرعية بالجيزة السابق- قال: مسجد العزيز بالله بالزيتون يعد أهم مساجد التيار السلفى فى مصر فى الوقت الحالى، مع مسجد الرحمة فى الهرم ومسجد النصر بالطالبية ومسجد التوحيد برمسيس، وغيرها من مساجد القاهرة، وهو منذ أواخر السبعينيات وحتى الآن له دور كبير فى نشر الفكر السلفى من خلال الدكتور جمال غازى فى الثمانينيات وأوائل التسعينيات حتى تولى من بعده عدد آخر من قيادات السلفية، وكان للدكتور جميل غازى دور بارز فى الحركة الإسلامية فى الثمانينيات والتسعينيات مع الشيخ عمر عبدالرحمن وطه السماوى ويوسف البدرى وحافظ سلامة وغيرهم من قيادات الجماعات الإسلامية، واستطاع هذا المسجد أن يحافظ على طبيعته السلفية حتى الآن وخرج منه عشرات الشباب الذين انضموا إلى جماعات أخرى مثل جماعات التكفير والجماعات الجهادية التى تبيح العنف والقتل والتدمير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.