صرخات المتهمين في مذبحة بورسعيد التي وقعت في مطلع فبراير الماضي وراح ضحيتها أكثر من 70 شابا من مشجعي النادي الأهلى، تعالت اليوم في قاعة محكمة جنايات بورسعيد بالتجمع الخامس، احتجاجا على تعرضهم لما وصفوه ب«التعذيب البشع»، داخل سجن ليمان طرة، أجبرت المستشار عادل عبد الحميد وزير العدل على أن يوصي بنقل المتهمين إلى ليمان طرة وحبسهم في عنبر واحد، ووضع حراسة خاصة عليهم، حماية لهم من أي إعتداءات أخرى. وكان المتهمون قد أشاروا من داخل القفص بأصابع الإتهام إلى المقدم سعيد شكري ضابط الترحيلات ببورسعيد، الذى قام ب«التوصية» عليهم اثناء دخولهم للسجن، وقال لهم «علشان تبقوا تعملوا رجالة». المتهمون قالوا إن المخبرين قاموا بسرقة ملابسهم ومتعالقاتهم وتعدوا عليهم بالعصي والصواعق الكهربائية والخراطيم، كما وجدوا علب تونة معدنية داخل الزنازين مع المساجين المسجلين خطر، المتهمين في قضايا قتل ومخدرات، الذين قاموا بسلب متعلقاتهم، كما تعرض أحدهم لإطفاء أعقاب السجائر في وجهه، في الوقت الذى أكد فيه المتهم أحمد عادل أبو العلا، 15 سنة، طالب ازهري، أنه تعرض للتعذيب وقال «أخدوا مني الفلوس وقلعوني هدومي وحلقولي شعري، وأجبروا زميلي على النوم داخل حمام الزنزانة». بعض المتهمين قالوا إن المخبرين قام بحجزهم داخل دورات المياه لاعتراضهم علي سرقة ملابسهم ومتعلقاتهم، وقال أحدهم إنه تعرض للإهانة رغم كبر سنه، وتم التعدي عليه بالضرب علي وجه، وحاولوا نتف ذقنه لتعذيبه، إلا أنه لم يقل ذلك أمام القاضي بسبب الحرج . إلى ذلك وقد شهدت رابع جلسات محاكمة المتهمين في قضية المذبحة الحزينة انسحاب دفاع المتهمين اعتراضا علي تعرض المتهمين للتعذيب والإهانة، بعد ترحيلهم إلى سجن ليمان طرة، وذلك قبل أن تبدأ الجلسة بصعود هيئة المحكمة علي المنصة حيث نشبت العديد من المشادات الكلامية داخل قفص الإتهام، في الوقت الذى ذهب فيه وفد من محامي المتهمين برئاسة نقيب محامي بورسعيد لمقابلة مدير الأمن اللواء محسن مراد، و شرحوا له ما تعرض له المتهمون من تعذيب، وطالبوا نقل محاكمتهم إلى بورسعيد لتعرض حياتهم للخطر.