شهدت رابع جلسات محاكمة المتهمين في قضية مذبحة بورسعيد مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أعلن دفاع المتهمين انسحابهم اعتراضا علي تعرض المتهمين للتعذيب والإهانة، بعد ترحيلهم أمس إلي سجن ليمان طره، وعلى قيام أحد الضباط بالسجن برمي المصحف على الأرض الذي كان يحمله احد المتهمين قائلا له أنت ها تعمل فيها مؤمن بدأت الجلسة في أجواء ساخنة قبل صعود هيئة المحكمة علي المنصة حيث نشبت العديد من المشادات الكلامية داخل قفص الاتهام وهتفوا " عذبونا وعايزين يقتلونا " والتف أهالي المتهمين حول قفص الاتهام يتحدثون مع ذويهم والدموع تنهمر من عيونهم، حزنا علي ما وقع علي أبناءهم من تعذيب. وقعت مشادات كلامية في القفص الخاص بمتهمين قيادات الشرطة مع المتهمين الذين يشكلون موقف مغاير في القضية لشهادتهم ضد المتهمين الآخرين في القفص الرئيسي بسبب ما تعرضه لهم هم الآخرين من تعذيب، وقاموا بالطرق بشده علي قفص الاتهام، وطرق احد المتهمين رأسه في القفص الحديدي. ذهب وفد من محامين المتهمين برئاسة نقيب محامين بورسعيد لمقابلة مدير الأمن اللواء محسن مراد ، وتحدثوا عما تعرض لهم المتهمين من مقايضات من تعذيب وطالبوا توفير الحماية للمتهمين وأصروا علي نقل المحاكمة إلي بورسعيد لخطورة الموقف ، إلا أنهم أعلنوا استيائهم من موقف مدير الأمن الذي حاول تهدئتهم دون حل المشكلة . وقالوا له " أنقذ نفسك علشان متبقاش زي زمايلك في القفص ...قول للوزير يتصرف أو يقول للمشير " بدأت وقائع الجلسة في تمام الساعة 15 .10 برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وتم إثبات حضور المتهمين، وتقدم نقيب محامين بورسعيد ببلاغ للمحكمة والنيابة العامة أكد فيه بحدوث تعذيب للمتهمين أمس الأول داخل سجن ليمان طرة وصعقهم بالكهرباء، وأهاب من المحكمة والنيابة العامة أن تناظر المتهمين العشرة لاتخاذ الإجراءات القانونية للتحقيق في ذلك البلاغ، مشيرا بان المتهمين ليس مجرد أمانة وإنما هم في أعناق النيابة والمحكمة، وأضاف بتعرض احدي السيارات الخاصة بأهالي المتهمين بتهشم أثناء وقوفها أمام البوابة الرئيسية للأكاديمية، وكذلك تعرض أهالي المتهمين للاعتداء من قبل جمهور الالتراس، ولولا تدخل رجال الشرطة لتم الفتك بهم، كما طلب من المحكمة الفصل في الدفع بعدم اختصاصها وبطلان مكانها..وهنا انهارت والدة احد المتهمين في نوبة من البكاء وتعالي صوت صراخها في إرجاء القاعة قائله للقاضي "ابني اضرب وأنا عارفه انك هتحكم بالعدل ..لو عمل حاجة اقتص من ابني الوحيد" ، وصرخت أخري بجوارها مرتدية النقاب ، وأشارت بإصبعها إلي المحكمة قائلة" ابني احمد عادل أمانة في رقبتك ...وهو اصغر متهم في القفص عنده 15 سنة ...واضرب في ظهره" ...وثار والد احد المتهمين قائلا " سيادة الرئيس إحنا مش في مصر التعذيب وصل للكهرباء والحرق " ..وردت المحكمة " لن ولم نسمح بإهانة شخص مش عايز صوت بدل ما أخرجكم برة ..وان أي واقعة سيتم التحقيق فيها " وأكدت المحكمة للمحامين أنهم بالنسبة للدفع الخاص بنقل المحاكمة، أن انعقاد المحكمة جاء طبقا للقانون بناء علي قرار صادر من وزارة العدل وأنها ليست مقتحمه علي القضية ، وأضاف رئيس المحكمة انه لن يغادر المحكمة إلا بمناظرة المتهمين حتى إذا لزم الأمر لمناظرتهم جميعا . واستمعت المحكمة للمحامي اشرف العربي دفاع المتهمين بأنه عقب جلسة أمس تم ترحيل المتهمين كل 3ثلاثه في زنزانة بين أكثر من 30 مسجون ، وقام المسئولون بسجن طرة سواء بأنفسهم أو تعليمات بادارة السجن بالتعدي بالضرب والصعق وجرح عشرة من المتهمين وهم كريم مصطفي أبو طالب ، يوسف شعبان محمد ، محمد سعيد مبارك ، احمد عوض عبد الله ، محمد محسن حسني ،رامي مصطفي الملكي ، احمد سعيد منسي ، محمد السيد مصطفي ،محمد حسني عبد المنعم ، احمد عادل محمد . وطلب الدفاع مناظرة المتهمين لبيان الإصابات التي لحقت بهم واتخاذ اللازم قانونا ، وانه تعرض للاعتداء من قبل أفراد الالتراس الأهلي عقب خروجه من المحكمة ....وهنا صرخ أهالي المجني عليهم قائلين " والله ما حصل " ، ومن الناحية الاخري رد عليه أهالي المتهمين " إحنا جاين من بورسعيد في حمايتك ياريس ..إحنا مش جاين نموت هنا " هدد القاضي لأكثر من مرة بإخراجهم خارج الجلسة أن لم يقفوا عن الصراخ ، غير أنهم تواصلوا في الهتاف فطلب رئيس المحكمة من الحرس إخراجهم خارج القاعة . وأشارت المحكمة إلى أنها ليست جهة لتلقي البلاغات ، وأنها لن تسمح بإهانة أحد، وهنا اعتذر المحامون وأعلنوا انسحابهم من الجلسة اعتراضا على ما حدث للمتهمين وأهليتهم، وقال أحد المحامين "موكلي كان معاه مصحف وضابط خده ورماه على الأرض"، وأوضح القاضي بأن كل محام يتحدث عن المتهم الذي يخصه ولا علاقة له بباقي المتهمين، قائلا "اللي عايز يحضر على عيننا وراسنا واللي ينسحب نفس الشئ، واللي حصل في مصر كارثة لازم نكون قدها ونحلها بالعدل مش بالذراع"، وهنا صرحت إحدى السيدات من أهالي المتهمين وقالت أنها معتصمة بالأكاديمية لمدة 20 يوما حتى تحصل على حق ابنها، فرد عليها المستشار وقال لها "حاضر يا ست هانم، قدموا بلاغ بكل واقعة وسيتم التحقيق فيها حالا، وهذا ليس تسويفا وكل واحد أخطا هياخد جزاؤه. طلبت المحكمة من رئيس الحرس إخراج المتهمين العشرة الذين تم الاعتداء عليهم مؤكدا أنه سيجري تحقيق فوري ولن يتخاذل عن حماية المتواجدين في الجلسة وسيتابع الإجراءات بنفسه، وهنا صفق المتهمون داخل القفص وقالوا" الله اكبر ..يحيي العدل " ورد رئيس المحكمة بأنهم هم هؤلاء المتهمون المحترمون الذين يثقون في عدالة المحكمة وإنهم لن يضيع حق أي طرف سواء في حق المتهمين أو الشهداء . وهتف احد المتهمين داخل القفص مخاطبا رئيس المحكمة " يا ريس انظر لنا نظرة ابوية مش نظرة متهمين " ، وقام رئيس المحكمة برفع الجلسة استعدادا لخروج المتهمين لمناظرتهم، وسمح لخمسة من محامين المتهمين بحضور المناظرة داخل غرفة المداولة.