أحداث ساخنة شهدتها محاكمة المتهمين في قضية مذبحة بورسعيد، التي جرت في أوائل فبراير الماضي، وراح ضحيتها أكثر من 70 قتيلاً، فضلاً عن سقوط عشرات المصابين. بدأت الجلسة بالعديد من المشادات الكلامية التي نشبت داخل قفص الاتهام، وهتف المتهمون من داخله "عذبونا وعايزين يقتلونا"، والتف أهالي المتهمين حول قفص الاتهام يتحدثون مع المتهمين. وقام المتهمون بالطرق بشده علي قفص الاتهام، وطرق أحد المتهمين رأسه في القفص الحديدي، ثم ذهب وفد من محاميي المتهمين برئاسة نقيب محامين بورسعيد لمقابلة مدير الأمن اللواء محسن مراد، وتحدثوا عما تعرض لهم المتهمين من مقايضات من تعذيب وطالبوا توفير الحماية للمتهمين وأصرُّوا علي نقل المحاكمة إلى بورسعيد لخطورة الموقف. إلا أن دفاع المتهمين أعلن استيائه من موقف مدير الأمن الذي حاول تهدئتهم دون حل المشكلة، وقالوا له "انقذ نفسك علشان متبقاش زي زمايلك في القفص ...قل للوزير يتصرف أو قل للمشير"، وهددوا بالانسحاب من القضية، اعتراضا على ما وصفوه بتعذيب المتهمين داخل سجن طرة بعد انتهاء جلسة الأمس، متهمين جماهير الألتراس أهلاوي بالاعتداء على سيرات الترحيلات خلال ترحيل المتهمين من مقر المحاكمة إلى سجن طرة. بدأت وقائع الجلسة في تمام الساعة العاشرة والربع برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، وتم اثبات حضور المتهمين، وتقدم نقيب محاميي بورسعيد ببلاغ للمحكمة والنيابة العامة أكد فيه بحدوث تعذيب للمتهمين أمس داخل سجن ليمان طرة وصعقهم بالكهرباء، وأهاب من المحكمة والنيابة العامة أن تناظر المتهمين العشرة لاتخاذ الإجراءات القانونية للتحقيق في ذلك البلاغ، مشيرًا إلى أن المتهمين أمانة أعناق النيابة والمحكمة. كما أثبت نقيب محاميي بورسعيد في بلاغه ما قاله أن إحدى السيارات الخاصة بأهالي المتهمين تعرضت للتهشم أثناء وقوفها أمام البوابة الرئيسية لأكاديمية الشرطة -مقر المحاكمة- وكذلك تعرض أهالي المتهمين للاعتداء من قبل جمهور الأولتراس، ولولا تدخل رجال الشرطة لتم الفتك بهم. وطلب الرئيس هيئة دفاع المتهمين من المحكمة الفصل في الدفع بعدم اختصاصها وبطلان مكانها، وهنا انهارت والدة أحد المتهمين في نوبة من البكاء وتعالى صوت صراخها في أرجاء القاعة قائله للقاضي "ابني انضرب وأنا عارفه إنك هتحكم بالعدل ..لو عمل حاجة اقتص من إبني الوحيد"، وصرخت أخرى بجوارها، وأشارت بإصبعها إلى المحكمة قائلة "إبني أحمد عادل أمانة في رقبتك، وهو أصغر متهم في القفص عنده 15 سنة، وانضرب في ظهره"، وثار والد أحد المتهمين قائلا "سيادة الرئيس إحنا مش في مصر.. التعذيب وصل للكهرباء والحرق ".. وهنا ردّ رئيس المحكمة على أهالي المتهمين قائلةً: "لن ولم نسمح بإهانة شخص..مش عايز صوت بدل ما أخرجكم بره، وأي واقعة سيتم التحقيق فيها"، وأكدت المحكمة للمحامين أنه بالنسبة للدفع الخاص بنقل المحاكمة، فإن انعقاد المحكمة جاء طبقا للقانون بناء على قرار صادر من وزارة العدل، وأنها ليست مقتحمة علي القضية.
وأضاف رئيس المحكمة أنه لن يغادر المحكمة إلا بمناظرة المتهمين، ثم استمعت المحكمة للمحامي أشرف العزبي -أحد دفاع المتهمين- حيث قال إنه عقب جلسة أمس تم ترحيل المتهمين كل 3ثلاثه في زنزانة بين أكثر من 30 مسجون، وقام المسئولون بسجن طرة سواء بأنفسهم أو تعليمات بإدراة السجن بالتعدي بالضرب والصعق وجرح عشرة من المتهمين وهم كريم مصطفي أبو طالب، ويوسف شعبان محمد، ومحمد سعيد مبارك، وأحمد عوض عبدالله، ومحمد محسن حسني، ورامي مصطفي الملكي، وأحمد سعيد منسي، ومحمد السيد مصطفى، ومحمد حسني عبد المنعم، وأحمد عادل محمد . وطلب الدفاع مناظرة المتهمين لبيان الإصابات التي لحقت بهم واتخاذ اللازم قانونًا، وأنه تعرض للاعتداء من قبل أفراد الأولتراس أهلاوي عقب خروجه من المحكمة. وهنا صرخ أهالي المجني عليهم قائلين "والله ما حصل" ، ومن الناحية الأخرى رد عليه أحد أهالي المتهمين "احنا جايين من بورسعيد في حمايتك ياريس ..إحنا مش جاين نموت هنا". وهدّد القاضي لأكثر من مرة بإخراجهم خارج الجلسة إن لم يتوقفوا عن الصراخ، غير أنهم تواصلوا في الهتاف، فطلب رئيس المحكمة من الحرس إخراجهم خارج القاعة. وقرر رئيس المحكمة رفع الجلسة لتوقيع المناظرة علي المتهمين، وهنا صفق المتهمون داخل القفص وقالوا" الله أكبر ..يحيى العدل" ورد رئيس المحكمة بأنهم هم هؤلاء المتهمون المحترمون الذين يثقون في عدالة المحكمة، وأنهم لن يضيع حق أي طرف سواء في حق المتهمين أو الشهداء ،وهتف أحد المتهمين داخل القفص مخاطبًا رئيس المحكمة " ياريس أنظر لنا نظرة أبوية مش نظرة متهمين"، وقام رئيس المحكمة برفع الجلسة استعدادًا لخروج المتهمين لمناظرتهم في غرفة المداولة.