استفز عدد من المحامين رئيس المحكمة المستشار مصطفى عبدالله أثناء نظره قضية «موقعة الجمل»، أمس، والمتهم فيها 24 من رجال النظام السابق، بعدما أثاروا الفوضى والهرج أثناء انعقاد الجلسة، فقرر رئيس المحكمة التأجيل لجلسة اليوم لتأمين المحاكمة. عادت أولى جلسات القضية بعد توقف أكثر من 5 أشهر، وبعد وفاة المتهم الخامس والعشرين عبدالناصر الجابرى، ورفض طلب رد المحكمة المقدم من المستشار مرتضى منصور ضد رئيس المحكمة المستشار مصطفى حسن عبدالله رئيس محكمة جنايات الجيزة.
شهدت الجلسة حالة من الفوضى والمشادات، وتحولت قاعة المحاكمة الى ساحة للمشادات والمشاجرات العنيفة بين الأمن الذى حاول إخراج أهالى المتهمين بناء على تعليمات القاضى، إلا أن الأهالى رفضوا الخروج، وتعالت صرخات النساء، بعد اعتلاء هيئة المحكمة المنصة، ونشبت مشادات بين القاضى والمحامين، عندما اعترض على الزحام الشديد فى قاعة المحكمة، وأمر بإخراج جميع الواقفين بالجلسة إلا أن المحامين رفضوا الخروج، وأمر القاضى أحد المحامين بالخروج لعدم ارتدائه «روب» المحاماة، إلا أن المحامى قال «هلبسه»، فاعترض محامٍ آخر وصاح فى وجه المحكمة «دى إهانة للمحامين احنا لا نقبلها»، وكرر عبارته 3 مرات بعدها صاح المتهم سعيد عبدالخالق من داخل قفص الاتهام قائلا: «يا الكل يتحبس يا الكل يخرج» أكثر من مرة, فصفق جميع الحاضرين، وردد المحامون «باطل باطل باطل»، مما اضطر المحكمة إلى رفع الجلسة والدخول إلى قاعة المداولة.
وتحولت القاعة فى لمح البصر إلى مظاهرة عارمة وتعالت الصرخات وردد أهالى المتهمين والمحامين هتافات تندد بالقاضى، وتطالب بإخراج المتهمين من محبسهم، وعلى رأسهم فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق، والمتهم سعيد عبدالخالق، ومنها «يسقط يسقط يسقط مصطفى عبدالله»، ولم يستطع الأمن السيطرة على المتواجدين داخل القاعة وصعد المحامون فوق مقاعد القاعة، وقاموا بتكسير منصة المحكمة، مرددين هتافات «يا مصطفى قول الحق أنت ظالم ولا لأ»، «مش هانمشى سعيد يمشى وسرور يمشى»، وتعالت صرخات السيدات قائلات «بالروح بالدم نفديك يا سرور» و«عايزين قاضى عادل» و«هو ماسك فيها ليه هو عايز منها إيه».
وتحدث المتهم رجب حميدة من داخل القفص بصوت مرتفع قائلا: نطالب باستمرار وسرعة الفصل فى القضية والقصاص لحقوق الشهداء والمصابين، وأضاف «مرتضى خايف لأنه متورط لكن احنا لأ»، وقال ساخرا «متهم فى قضية ورايح يرشح نفسه للرئاسة»، وردد المتظاهرون هتافات «يا حميدة قول الحق أنت قابض ولا لأ».
وقال المتهم إيهاب العمدة «أى واحد فينا بيدور على العدالة، واللى عمله مرتضى ضد حقوق الشهداء والمصابين، وانهمر فى نوبة من البكاء»، وقال «أنا مش ظالم يارب، المتورطون مخطئون وخائفون، لكن احنا على ثقة من سلامة موقفنا واتمنى سرعة الفصل فى القضية خلال أسبوع حتى نستريح، ولكن المتورطين يستخدمون البلطجية، ويطالبون بالتنحى وانا مظلوم وبقالى سنة فى القضية وعايز أخلص».
وقال المتهم إيهاب العمدة والذى كان يرتدى نظارة سوداء، إنه على ثقة من سلامة موقفه فى القضية.
وجلست المتهمة عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة السابقة وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، وكان بحوزته شنطة سوداء وقالوا «احنا محبوسين هنا وواحد قاعد بره فى الشارع حر طليق هو وابنه وابن اخته جايبين شوية بلطجية للتهديد، وقال من يخشى العدالة أكيد مجرم واحنا هنخرج إن شاء الله». فى حين تغيب مرتضى منصور وابنه وابن اخته عن حضور جلسة المحاكمة.