«فى اتصال هاتفى فى برنامج (هنا العاصمة) مع وزير الإسكان تم عرض مشكلة بناء وحدات الإسكان المتوسط ذات الأدوار الخمسة فى أرض الحى الترفيهى بمدينة العبور المخصصة ببناء ناد رياضى بنسبة بناء 25٪ من مساحة الأرض وارتفاعات لا تزيد على 8 أمتار حسب الخرائط لدينا كان رد المسؤول مع الوزير فى اللقاء أن الأرض ليست ناديًا، ولكن توسعات مستقبلية، وحتى لو هى توسعات مستقبلية فى هذا الحى فتسرى هذه الشروط على التوسعات حسب كراسة الشروط المطروحة من قبل الجهاز.. المواضيع مش عافية». هذه الرسالة القصيرة وردت إلى بريدى الإلكترونى، من أحد سكان مدينة العبور، المتضررين من تجاوزات جهاز المدينة ووزارة الإسكان. فى البداية أنا لست من سكان مدينة العبور يا ريس، وليست لدى ولا حتى رقعة فى حجم الجنيه المعدنى من أرض العبور، ولا مصلحة شخصية تربطنى بشبر منها، ولكننى مصرى، وصحفى وكاتب قديم، عاصرت أربعة عهود رياسية كصحفى، وستة عهود رياسية كمصرى، وما أراه يحدث اليوم، يجعلنى أدرك أن إصلاح مسار مصر عسير للغاية، فما يحدث معك هو نفس ما حدث للرئيس الأسبق، الذى سقط ويحاكم. طلبت مساكن لمحدودى الدخل، فهرجلت وزارة الإسكان وتعجّلت، ليثبت لك (وليس لنا) وزير الإسكان، أنه جامد ومتين وضد الكسر، ولا بأس، ما دام الهدف هو أنت وليس نحن، من أن يتجاوز القوانين، وينقض العهود والعقود، ويخرج نائبه على شاشات التليفزيون ليكذب، ويبرّر التجاوزات والأخطاء، باعتبار أنه ما دام الهدف هو إرضاؤك وحدك، دون شعب مصر، فطظ فى شعب مصر، وفى القوانين وشروط التعاقدات، وحتى فى الأخلاق والقيم. المهم أن ترضى أنت.. وحدك.. وكما أصاب من سبقك، يطمئن الوزير، مهما بلغت تجاوزاته، إلى أنك ستصدّق تبريراته وأكاذيبه، لأنه وزير، ونحن مجرد شعب، وأنك ستترك له الحبل على الغارب، لأنه سيتحدّث إليك فى حماس، وسيكذب ما شاء له أن يكذب أمامك، ليبدو كذبه وتبدو تجاوزاته بطولة. استمع إليه وأهمل صوت الناس وشكواهم ياريس، لو أن هذه هى الأمانة التى تحملها، من منظورك الشخصى. استمع إليه وساعد الفساد على النمو، فقط لأن صوت الوزير أصدق من صوت الشعب. اترك رجالك يقهرون الشعب، ويشعرونه أن الحكومة هى أكبر حرامٍ ونصّاب فى مصر، ولكن تذكر أن الناس لو فاض بها الكيل (وهو دومًا يفيض)، فسيخرجون للمطالبة بسقوطك أنت، وليس بسقوط مَن خدعوك بمعلومات وهمية وأرقام زائفة. استمع إلى رجالك وتجاهل شعبًا تراصّ بالآلاف ليمنحك صوته، متصوّرًا أنك الأمل، فى الخلاص من فساد استشرى، لأن أحدًا لم يقتله فى مهده، ولأن من سبقوك تصوّروا أن الوزراء ملائكة والشعب شياطين. استمع إلى شكوى شعبك يا ريس، ولا تكن ككل من سبقوك، أذنًا للمسؤولين فقط. أرسل محققًا واحدًا إلى العبور، وسيدرك أن سبعين فى المئة على الأقل، ممن يمتلكون مساكن الشباب، هم موظفون ومهندسون وقيادات للإسكان وجهاز مدينة العبور، فلو أردت أن تكافئهم على فسادهم، وتعينهم عليه، على حساب أصحاب الحق من شعبك فأنت حر.. ونحن أحرار فى أن نرفضك، عندما تصم آذانك عنا من أجل رجالاتك.. يا ريس.