سئل ابن عمر رضى الله عنهما: هل كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان فى قلوبهم أعظم من الجبل. هل تضحك هذه الأيام؟ اضحك يا أخى.. لماذا أصبحت تكتم الضحكة وتثقلك الهموم إلى هذه الدرجة؟ هل همومك الآن أشد من هموم رسول الله الذى حمل لواء دعوة اعتنقها المليارات؟ بالطبع لا، ومع ذلك رسول الله يضحك، ويبتسم مع صحابته، ويداعب زوجاته، ولا يقلل هذا من التفكير فى حمله الثقيل، والبحث عن نجاح دعوته، والتخطيط لهزيمة أعدائه. كان أحد الصحابة يقول إن الرسول ما رآه بعد أن أسلم إلا وتبسم فى وجهه. هل تضايقك الابتسامة؟ هل تشعر بحمل ثقيل وأنت تتعامل بود ولطف مع أصدقائك؟ هل تصيبك طعنات الخناجر عندما تبتسم فى وجوههم وتعطيهم أملا فى الحياة؟ هل التجهم والعبوس والصوت العالى والنرفزة هى الصورة الصحيحة للمثقف الواعى المهتم بشؤون أمته؟ هل تفرح مع أهلك؟ رسول الله بنفسه كان يسابق زوجته السيدة عائشة، سبقته عندما كانت صغيرة خفيفة الوزن، وسبقها عندما امتلأت، وضحك فى وجهها وقال: «هذه بتلك».. متى وجد النبى الوقت ليضحك ويسابق زوجته؟ هل قبل أُحُد؟ قبل الخندق؟ قبل فتح مكة؟ قبل خيبر؟ قبل تبوك؟ حياته كلها صلى الله عليه وسلم كانت جهادا وعبادة وتفكيرا فى حياة المسلمين، ورغم ذلك لم يشغله هذا كله عن مداعبة زوجته. الكآبة التى على الوجوه ليست دليلا على الفكر والاهتمام بالشأن العام والقلب المرهف والعقل العبقرى، وإنما هى دليل على عقول خربت، وقلوب تحجرت، ونفوس استسلمت، وأرواح قنطت من رحمة الله. البسمة ليست عيبا، بل هى الأمل والرحمة.. لا تفقدوا الأمل، ولا تقطعوا سبيل الرحمة.. افرحوا.. ابتسموا.. اضحكوا.