الاندبندنت : هيئة الإذاعة البريطانية تعتذر لمشاهديها عن خرق القواعد المهنية

ما يقرب من 74 مليون مشاهد حول العالم كانوا على موعد أمس مع اعتذار هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»عن فضيحة إعلامية – كشفت عنها صحيفة الأندبندت البريطانية- أدت لخرق قواعد التحرير التي تشتهر الهيئة بالالتزام بها.
جاء اعتذار البي بي سي عن خرق القواعد التي تضمن سلامة التحرير الإعلامي، وذلك على إثر تحقيق قامت به الأندبندنت في العام الماضي عن سلسلة من البرامج من إنتاج شركة «اف بي سي»- وهي شركة إنتاج إعلامي مقرها الرئيسي بلندن- كانت الهيئة البريطانية تعاقدت معها لإنتاج عدد من البرامج.
تحقيق الاندبندنت كشف عن تعامل الشركة مع قائمة من عملاء العلاقات العامة تضم حكومات أجنبية وشركات دولية قامت الشركة بخدمة مصالحهم من خلال بعض البرامج التي تقوم بانتاجها، حيث انتجت الشركة لصالح ال” بي بي سي” على سبيل المثال 8 برامج عن ماليزيا بتمويل من الحكومة الماليزية للشركة بلغ 17 مليون جنيه استرليني وتضمن تغطية إيجابية بشأن صناعة زيت النخيل المثيرة للجدل في ماليزيا.
أيضا، تعاقدت «بي بي سي» مع الشركة ذاتها لانتاج برنامج وثائقي عن انتفاضة الربيع في مصر وهو برنامج «العين الثالثة» دون أن تعلم عن تلقي الشركة أموال من القاهرة في مقابل القيام بتغطية «تروج لنظام مبارك وتظهر مصر كدولة ليبرالية مفتوحة، وتحذر من خطر سيطرة الإسلاميين الاصوليين على البلاد».
بعد قيام لجنة البي بي سي لمراجعة المعايير التحريرية بعمل تحقيق حول هذه القضية في نوفمبر الماضي، سجلت 15 مخالفة لإرشادات التحرير وذكرت البي بي سي في اعتذارها أمس «عدد قليل من البرامج المذاعة على الشبكة في الفترة من فبراير 2009 إلى يوليو 2011 خرقت قواعد الهيئة التي تهدف لحماية سلامتها التحريرية .. هذه القواعد تضمن أن البرامج لابد أن تكون حرة ومنزهة عن الدعاية أو الضغوط الخارجية».
عندما نشرت صحيفة الأندبندنت تحقيقها في هذا الشأن، علقت شركة« اف بي سي» بقولها أنها تقوم بفصل صارم بين عملها التحريري وعملها الخاص بالعلاقات العامة، وبعدها أغلقت الشركة مكاتبها بلندن.