طبعة جديدة من رواية «صورة دوريان جراي» رائعة الكاتب الإنجليزي الشهير أوسكار وايلد، صدرت عن دار التنوير بالقاهرة، بترجمة الدكتور لويس عوض. «صورة دوريان جراي»، إحدى كلاسيكيات الأدب الإنجليزي الكبرى، صدرت للمرة الأولى عام 1890، ومنذ صدورها احتلت مكانتها كأحد أيقونات الرواية الإنجليزية، وهي تدور حول شاب روحه معلقه بالرسم، حيث يلتقي الرسام طيب القلب "بازيل هولوورد" في أحد قصور لندن الفارهة، وأثناء إحدى الحفلات الرسمية، بالشاب "دوريان جراي"، فينبهر الرسام المفتون بالفن والخيال بشخصية الشاب الساحرة، وبجماله الطاغي. تتملك "بازيل" لحظة لقائه ب"دوريان جراي", وثنيته الفنية, وأدرك حينها أن دوريان بروحه النقية العذبة, وبجماله السماوي الخلاب, سيكون موضع ومحرك خياله وملهم ومسيّر وسيد فنه؛ فيطلب منه حينها الحضور لمرسمه, ويلبي دوريان طلبه, ويأتيه بعد عدة أيام, ويشرع "بازيل" برسم لوحة له, بالحجم الطبيعي, بكل ما أوتي من قدرة وموهبة ومهارة. الرواية صدرت للمرة الأولى قبل أكثر من 124 عاما، وأثارت حين ظهورها ضجة كبيرة وتمت مهاجمتها من قبل النقاد في ذلك الوقت، وتم اعتبارها "رواية مبتذلة" و"قذرة"، مما اضطر "جي ام ستودارت" المحرر الأدبي لكتابات أوسكار وايلد إلى القيام بالعديد من التغييرات فيها لإخفاء المقاطع التي تحتوي تعبيرات جنسية قبل نشرها في مجله ليبنكوت الشهرية عام 1890. كما قام ستودارت أيضاً بحذف بعض المقاطع التي وصفت بالانحطاط الأخلاقي لأحد أبطال الرواية "بازيل هولوارد" والتي تشير إلى مثلية دوريان جراي نفسه، وقام بحذف الإشارة إلى حبيبات جراي في الرواية ب "عشيقاته" وهي الأشياء التي اعتبرت حينها جارحة لامراة بريئة، بحسب نيكولاس فرانكل محرر النسخة التي صدرت عن جامعة هارفارد قبل حوالي 4 اعوام. أوسكار وايلد، كاتب وشاعر أيرلندي، ولد عام 1854 وتمكن في فترة قصيرة من أن يصبح أحد أشهر كتاب لندن المفضلين خلال فترة التسعينيات من القرن ال 19 ولكن مسيرته لم تظل على هذه الحال، فتمت محاكمته عام 1895 أمام محكمه كوينزبري بتهمة المجاهرة بعلاقته مع الفريد دوجلاس ابن دوق كوينزبري، وحكم عليه بالسجن مدة عامين، وأطلق سراحه في عام 1897 وقد تدهورت صحته للغاية في تلك الفترة، وتوفي عام 1900 عن عمر يناهز 46 عاما. وتعد رواية «صورة دوريان جراي» روايته الوحيدة, وله قصة طويلة بعنوان «شبح كانترفيل» (نقلها إلى العربية الدكتور لويس عوض)، ومجموعة قصصية تحت عنوان «الأمير السعيد وحكايات أخرى», وله في المسرح «مروحة الليدي وندرمير»، و«امرأة بلا أهمية» و«الزوج المثالي»، و«أهمية أن تكون جادًا»، و«سالومي»، وأعمال عديدة أخرى, وقد كتب أثناء سجنه خطاباً طويلاً, يعتبر من روائع أدب السجون, اسمه «من الأعماق». أما الدكتور لويس عوض (1915 - 1990)، فمفكر وناقد وكاتب مصري ولد في المنيا عام 1915. نال ليسانس الآداب، قسم اللغة الإنجليزية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1937. وحصل على ماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة كامبردج سنة 1943 ودكتوراه في الأدب من جامعة بريستن عام 1953 وعندما حصل على هذه الشهادات عمل مدرسا مساعدا للأدب الإنجليزي، ثم مدرسا، ثم أستاذا مساعدا في قسم اللغة الإنجليزية، كلية الآداب، جامعة القاهرة (1940 - 1954م)، ثم رئيسا لقسم اللغة الإنجليزية، عام 1954م وقام بالإشراف على القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام 1953م.