فى كل يوم يتم كشف النقاب عن عمق المستنقع، الذى هوى إليه إخوان الإرهاب! هؤلاء الذين ظنوا يومًا أنهم خدعوا الناس بالحديث عن أنهم «يحملون الخير لمصر»، يدركون الآن أن حقيقتهم انكشفت، وأن سقوطهم الحقيقى لم يكن حين فقدوا سيطرتهم على حكم مصر بإرادة الشعب، الذى خرج ليسترد ثورته، لكن السقوط الأكبر كان هذا الوحل الذى سقطوا فيه، وهم يمارسون أحط أنواع الإرهاب بعد سنوات، زعموا فيها أنهم تابوا عن إرهابهم القديم! الآن.. تسقط كل محاولات التخفى تحت أسماء لجماعات أخرى تمارس الإرهاب، تحت رعاية الجماعة الأم! ولم يعد خافيًّا أن كل الإرهاب الذى يهدد حياة الملايين نشأ فى حضن هذه الجماعة، وتحت عباءتها، بما فيها «داعش» نفسه، الذى يقول لنا القرضاوى بكل ثقة وافتخار إن زعيمه البغدادى عضو قديم فى الإخوان! والآن، تنكسر كل محاولات الجماعة لادعاء السلمية، وكانت آخرها ما قاله أحد دعاتهم من أن الكثير من القنابل، التى تستخدم فى الإرهاب بدائية الصنع! وكأنهم يعترفون بأنهم، بحكم خبرة ثمانين عاما فى الإرهاب، تجاوزوا ذلك إلى ما هو أخطر وأكثر فتكا بعباد الله المؤمنين حقا، وبالدولة التى يسعون لتدميرها، وبالوطن الذى لا يعترفون به! الآن.. تسقط خلاياهم، فلا تجد إلا مجموعة من المجرمين، الذين فقدوا كل ضمير حى، ولا تجد إلا إصرارًا على التخريب والدمار والمحاولات الفاشلة لزرع الفوضى والإضرار بمصالح البلاد والعباد. يتصور البعض أن هذا جديد فى فكر الجماعة وسلوكها، لكنه، فى الحقيقة، لازمها منذ البداية، ويلازمها حتى النهاية التى تكتبها بنفسها الآن بعد أن سقطت عنها كل الأقنعة، ولم يعد لديها ما تقدمه لإثبات أنها ما زالت على قيد الحياة إلا المزيد من الانحطاط فى الإرهاب، فتضع القنابل فى مولد السيد البدوى، وفى ميدان الإسعاف، بعد أن وضعتها فى القطارات، ومحطات المترو، وتنفق الأموال الحرام القادمة من قطر وغيرها، لكى تجند المجرمين لتفجير أبراج الكهرباء، أو إشعال النيران فى محطاتها، أو فى السعى لتعطيل الدراسة أو إثارة الفتنة والأزمات فى طريق شعب يواجه التحديات، ويحاول أن يبنى ما هدموه، وإصلاح ما أفسدوه. ومع ذلك.. فإن الحقيقة تقول إن كل ما يفعلوه الآن هو دليل إفلاس، وإنهم بذلك يعلنون، بأنفسهم وباعترافات مرتكب جرائمهم، أنهم جماعة لم تغادر الإرهاب منذ نشأتها وحتى الآن. وأنهم يؤكدون، باستهدافهم المواطنين الأبرياء وتدميرهم مرافق الدولة، أن الشعب على حق، حين أسقط حكمهم الفاشى، وأنه على حق حين كتب نهايتهم فى مصر، لتكون نهايتهم ونهاية جماعات الإرهاب باسم الدين الإسلامى الحنيف فى العالم أجمع. نعرف جيدا أنه كلما انحط الإرهاب اقتربت نهايته. وكلما أوغل فى الدماء ظنا منه أنه يبعث برسالة عن قوته، فإنه لا يفعل شيئا إلا الإعلان عن ضعفه ويأسه، ولهذا فالفشل محتوم والنهاية مؤكدة، خصوصا حين تكون المواجهة مع شعب متحد ودولة متماسكة وجيش وطنى لا يعرف الطائفية، ولا يتخلى عن مؤازرة الإرادة الشعبية منذ عرابى وحتى الآن. من هنا.. فليس إرهاب الإخوان وحلفائهم هو ما نخشاه، لأننا نعرف جيدا أننا نكتب نهايته، وأنه يشاركنا، بانحطاطه وخيانته، فى كتابة هذه النهاية. ما نخشاه حقًا، وما ينبغى أن تتوجه كل الجهود لمعالجته، هو تشتت قوى الثورة، وتفشى الخلافات بين صفوفها، فى مقابل عودة فلول الحزب الوطنى ورموز فساده إلى الواجهة، ومحاولاتهم البائسة لتشويه الثورة، وإثارة الفرقة بين تياراتها المختلفة، وجهودهم المحمومة لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، وتوريط النظام فى سياسات لا تعكس آمال الجماهير وأهداف الثورة. هذا هو الخطر الحقيقى، الذى يستدعى من الجميع الانتباه، ويفرض علينا أن نواصل فتح هذا الملف الأخطر فى حياتنا.. وسنفعل بالتأكيد.