لم نكن فى حاجة إلى هذه الموجة الجديدة من الإرهاب الأسود لكى نتأكد من أن «الإخوان» وحلفاءهم قد ساروا فى طريق بلا عودة، عنوانه الأساسى هو «العنف والإرهاب وخيانة الوطن». ولم يكن «إخوان الإرهاب» وحلفاؤهم فى حاجة إلى مزيد من هذه الجرائم المنحطة لكى يتأكد كل مواطن مصرى أنه كان على حق حين أسقط الحكم الفاشى لهذه الجماعة، وحين قرر أن يخوض المعركة ضد الإرهاب حتى نهايتها، بينما كان العالم ما زال فى غيبوبته، وقوى كبرى مثل أمريكا تواصل (مع حلفائها وأذنابها) دعم هذه الجماعة وتغض الطرف عن إرهابها. كنا منذ البداية نتوقع نشاطا إرهابيا متزايدا يحتفل من خلاله «الإخوان» ببداية العام الدراسى الجديد!! ويردون به هم وحلفاؤهم على الضربات التى يتلقونها خصوصا فى سيناء. ويرسلون إلى جماعات «الدواعش» فى المنطقة ما يقول إنهم ما زالوا شركاء أصليين فى عملية تدمير المنطقة باسم الإسلام البرىء مما يفعلون!! وزاد التوقّع مع سفر الرئيس السيسى للمشاركة فى اجتماعات الأممالمتحدة فى ظروف أصبح العالم كله يدرك أنه فى مواجهة مع الإرهاب، وأصبح عليه أن يستمع إلى صوت مصر التى سبقت الجميع فى التنبيه إلى خطره، وفى إعلان الحرب عليه، بينما كان «الآخرون» ما زالوا يتفرجون أو يهادنون أو يحاولون إزالة آثار جريمتهم حين دعموا هذه الجماعات وسعوا لتمكينها من حكم المنطقة!! ثم أصبح التوقع يقينا بعد حديث السيسى إلى وكالة أنباء «أسوشيتد برس» الذى ألمح فيه إلى إمكانية ممارسة أنصار الإخوان للعمل السياسى إذا قاموا ب«نبذ العنف»!! فكان ردّ «الإخوان» وحلفائهم المعتاد بهذه الجرائم الإرهابية المنحطة التى تقول إن ما تحدّث عنه السيسى هو «المستحيل»، لأن العنف هو الأساس فى فكر الجماعة منذ نشأت، ومنذ سقط أولى ضحايا عنفها وإرهابها فى بورسعيد عام 1942 وحتى الآن، مرورا بالاغتيالات المعروفة ومحاولات الانقلاب ومؤامرات التخريب التى لم تتوقّف يوما عبر كل العهود التى مرت بها مصر منذ قامت الجماعة قبل أكثر من خمسة وثمانين عاما!! لم تكن جريمة بولاق أبو العلا هى الوحيدة فى «احتفالية»!! الإخوان بافتتاح المدارس، وسفر السيسى إلى الأممالمتحدة. كانت هناك عدة تفجيرات خارج القاهرة، لكن الله سلّم ولم تسقط ضحايا، لكن الأبشع من كل هذه الجرائم كانت محاولة نسف قضبان السكة الحديد فى «الشرقية» لكى ينقلب قطار أو أكثر ويسقط الضحايا بالمئات من ركاب هذه القطارات. لقد نسفوا بالفعل أجزاء من القضبان، لكن رحمة الله كانت واسعة، ويقظة المواطنين ورجال الأمن ومؤسسات الدولة مكّنت من إصلاح الضرر وتلافى أى خسائر لهذه الجريمة التى تمثّل حقيقة هؤلاء الذين تركوا الانتماء للوطن قبل ذلك، ويتركون الآن مجرد الانتماء لجنس البشر!! الإرهاب -كما قلنا مرارًا- خطير لكنه غبى!! وربما تصور «الإخوان» أن حديث السيسى لوكالة «أسوشيتد برس» يحمل نوعا من التراجع فى مواجهتهم، فكان ردهم الذى يليق بجماعة هى منبع كل الجماعات الإرهابية التى تحاول السطو على الإسلام والتحدث باسمه، لكنهم لا يدركون أن معركتهم الحقيقية ليست مع السيسى أو حتى مع أجهزة الدولة، معركتهم الحقيقية هى مع الشعب الذى كشف حقيقتهم وأسقط حكمهم ويواجه الآن إرهابهم. السيسى نفسه قال قبل أسابيع وهو يعقب على أحاديث «المصالحة» إن الأمر ليس خلافا بينه وبين الإخوان، لكنه قضية شعب بأكمله يواجه هذه الجماعة الإرهابية، الأمر كان هكذا منذ نشأة هذه الجماعة على العنف واحتكار الإسلام، لكنه لم يكن أكثر وضوحا كما هو اليوم. الموقف بالنسبة إلى مصر واضح، حاربنا الإرهاب حين كنا بمفردنا، وسنواصل الحرب حتى النهاية، وأهلا بكل مَن ينضم إلى هذه الحرب، ويدرك أن الخطر لن يستثنى أحدا، لكن السؤال هو لأمريكا وحلفائها وأذنابها: هل ما زلتم تراهنون على وجود «إرهاب معتدل»؟! لعلهم يصلون للإجابة قبل فوات الأوان!!