اعتلاء «الجزيرة 2» عرش الإيرادات يؤكد فوزنا باحترام الجمهور خالد صالح ممثل لن يتكرر.. وأعيش حالة «صدمة» منذ وفاته «كريمة» من أنجح شخصيات مشوارى الفنى.. ومشاهدى مع «منصور» أشبه بالمشى فوق الحبال الفنانة هند صبرى استطاعت وخلال سنوات معدودة، إثبات موهبتها ونجاحها فى السينما المصرية، حتى تصدرت قائمة النجمات، وكان آخر أعمالها فيلم «الجزيرة 2»، وعلى الرغم من وجود 7 سنوات تفصل بين جزأى الفيلم، فإنها استطاعت استعادة شخصية «كريمة» التى قدمتها فى الجزء الأول، ولكن بعد إضافة تطورات عليها، منها أن تصبح هى «كبيرة الجزيرة» بدلا من «منصور الحفنى»، الذى يجسد شخصيته الفنان أحمد السقا، والذى ما إن يتمكن من الهروب من السجن، حتى يقرر العودة إلى مكان نشأته، واستعادة ما فقدته عائلته فى غيابه من أراض ونفوذ، ومن هنا يبدأ الصراع؛ فأحباب الأمس هم أعداء اليوم، وإن كان هذا لا يمنع من استقرار المشاعر العاطفية بينهما. «التحرير» التقت هند صبرى للحديث حول كيفية موازنتها بين مشاعر الحب والعداوة، والرغبة فى السيطرة والحفاظ على النفوذ والمكانة، التى اعتلتها فى غياب «منصور»، وأيضا رؤيتها للانتقادات السياسية التى وجهت إلى الفيلم، وفكرة اعتلاء امرأة صعيدية منصب «الكبيرة»، فى ظل وجود رجال بالجزيرة، ومدى تقبلهم لها، وتعاونها الثالث مع الراحل خالد صالح. ■ بداية.. ما الذى دفعك إلى المشاركة فى تقديم جزء ثان من فيلم «الجزيرة» الذى تم عرضه منذ نحو 7 سنوات؟ - فيلم «الجزيرة» وشخصية «كريمة» من أقرب وأنجح الشخصيات التى قدمتها فى مشوارى الفنى، ولها معزة خاصة فى قلبى، كنت متحمسة للغاية لتقديمها فى جزء ثانٍ، خصوصا أن الشخصيات فى الفيلم كلها تحتمل أن يتم تقديم تفاصيل جديدة فى إطار قصة جديدة وحكاية جديدة مثيرة للجمهور، لذا لم أتردد مطلقا عندما بدأ المشروع، وعندما قرأت سيناريو الجزء الثانى ازداد حماستى وشغفى بالمشاركة نظرا إلى التطور الكبير فى الشخصية. ■ كيف ترين التطور والتغيير الكبير الذى طرأ على شخصية «كريمة» وتحولها من الفتاة الرومانسية التى تحاول الفصل فى صراع عائلتها مع عائلة حبيبها إلى «كبيرة» عائلتها، التى تسعى بكل الطرق للحفاظ على مركزها؟ - هذه هى شخصية «كريمة» منذ البداية، فلو تذكرنا الجزء الأول من الفيلم نجد أنه بعد المشكلات التى تعرضت لها عائلتها مع عائلة «منصور الحفنى»، كانت «كريمة» امرأة قوية، كما أنها كانت تحضر الأغذية للعائلة، فما حدث هو تطور طبيعى للشخصية أسعدنى للغاية، فقد قدم المرأة الصعيدية فى صورة جديدة وقوية، ف«كريمة» منذ البداية تظهر كامرأة قوية مسيطرة، كبرياؤها وكرامتها أغلى عندها من أى شىء، وهو ما ظهر بوضوح فى الجزء الثانى. ■ كيف استطعت تحقيق موازنة بين الفتاة التى فقدت عائلتها وأجهضت الظروف قصة حبها، وبين المركز والمكانة التى وصلت إليها، خصوصا فى المشاهد التى جمعتك ب«منصور»؟ - كانت من أصعب المشاهد بالفعل فى الفيلم، فعلاقتها بمنصور كانت علاقة شائكة، كأنها تمشى على الحبل، فهى أحبته وما زالت تحبه، ولكن عائلتها وكبرياءها كانا أكبر من حبها، فى بعض الأحيان تفلت بعض المشاعر منها تجاهه، ولكنها تعود إلى رشدها سريعا فى مشاهد أخرى، هى علاقة مركبة ظهرت من الجزء الأول واستمرت فى الثانى. ■ انتقد البعض فكرة اعتلاء امرأة منصب «الكبيرة» فى عائلتها رغم وجود رجال كثر ما زالوا على قيد الحياة، لا سيما أن المجتمع الصعيدى لا يسمح لامرأة بتولى شؤونه.. فما رأيك؟ - «الجزيرة» مكان خاص ومختلف، ولكن المرأة فى الصعيد وفى الأقاليم دورها أكبر مما نتخيل، قد تتحكم المرأة فى مصائر عائلة، وقد تكون كلمتها هى الأكبر، فالمرأة المصرية قوية، وأذكرك مثلا بمسلسل «الوتد» للعظيمة هدى سلطان، التى كانت كبيرة العائلة فى المسلسل، وهى من كانت تسير الأعمال، وتحدد لكل ابن من أبنائها عمله ووظيفته، ولم يستطع ابن واحد أن يخالفها الرأى، كما أن أحداث الفيلم أظهرت أن كل الرجال فى عائلتها قد قتلوا أو ماتوا، وتبقت «كريمة» فقط كأفضل النساء فى العائلة سيطرة وقدرة على التحكم فى أعمالها. ■ إلى أى مدى استطاع الفيلم التعبير عن الأحداث السياسية التى دارت خلال الفترة من اليوم السابق لثورة 25 يناير وحتى منتصف 2012؟ - لكل شخص وجهة نظره فى ما حدث، فلا توجد معلومة حقيقية، والفيلم قدم وجهة نظر صناعه فى ما حدث من قبل الثورة وحتى منتصف 2012، كان هناك كثير من الكواليس والأسرار التى حدثت ولا نعلم عنها شيئا، فلا يوجد شخص عادى فى المجتمع يعرف بالتحديد ما حدث فى هذه الفترة، وستبقى هذه الفترة فى التاريخ من الفترات المحيرة للغاية. ■ وما رأيك فى الهجوم الذى شنه البعض على مؤلفى الفيلم بأن «الجزيرة 2» ضد ثورة يناير؟ - هى آراء ووجهات نظر كما قلت لك، فمن حق أصحاب وجهات النظر المخالفة أن ينتقدوا ما رأوه، ولكن الأفضل أن يبرهنوا على أن ما قدم كان مختلفا سواء فى عمل فنى أو غيره، كما أننى أسجل ملحوظة مهمة للغاية، الفيلم قدم وجهات نظر مختلفة، ولكن أكثر من تعرض للهجوم هو شخصية خالد الصاوى أو الضابط «رشدى» فى الفيلم، هل تريدون من ضابط أن يقول وجهة نظر مختلفة عما قاله، هو يرى من وجهة نظره الدرامية كضابط أن ما حدث مؤامرة، فهل سنقدمه وهو يقول شيئا معاكسا، هى شخصيات درامية تتحدث وتعيش فى عالمها، وكان طبيعيا أن تكون وجهة نظرها كما قدمت. ■ وبالنسبة إلى تصوير العمل.. أيهما أرهقك أكثر تصوير الجزء الأول أم الثانى؟ وما أصعب مشاهدك فى الجزء الجديد؟ - الاثنان كانا صعبين للغاية، فالتصوير مرهق، خصوصا أنه يصور فى أماكن صحراوية تمتاز بالحرارة العالية، كما أننا كنا نقضى ساعات طويلة فى التصوير، وبالنسبة إلى المشاهد الصعبة ففى الجزء الجديد وبسبب تطور الشخصية كان معظم المشاهد التمثيلية صعبا، وذلك بسبب تعقد علاقات «كريمة» مع باقى الشخصيات فى الفيلم سواء شخصية «منصور الحفنى» أو الشيخ «جعفر»، وكذا علاقتها مع عائلتها وكبار الجزيرة. ■ انضم إليكم فى الجزء الثانى الفنانان خالد صالح وأروى جودة.. فماذا عن المباراة التمثيلية التى دارت بينكما فى أثناء التصوير؟ - وجود كثير من النجوم فى عمل واحد يخلق نوعا من المنافسة الشريفة بين فريق العمل، وهو ما يعود بالنجاح على العمل نفسه، وهو ما حدث فى الجزء الثانى من الفيلم، فعلاقتنا كانت قبل العمل هى علاقة صداقة وود كبير بين أفراد العمل جميعهم، وهو ما انعكس على العمل نفسه، خصوصا أننا كنا نقضى أوقاتا طويلة فى التصوير، فساعدت بين فريق العمل فى مرور هذه. ■ «الجزيرة 2» هو التعاون الثالث لك مع الراحل خالد صالح.. حدثينا عن العلاقة الإنسانية والفنية التى جمعت بينكما؟ - خالد صالح من الممثلين الموهوبين الكبار، كان محبوبا للغاية، وكلنا لمسنا ذلك فى ردود أفعال الجمهور بعد وفاته، يكفى أن ترى جنازته التى أقيمت فى الفجر، وحضرها الآلاف سواء من زملائه أو جمهوره.. هو ممثل لن يعوض. فخالد صالح من الممثلين الذين أحب أن أمثل أمامهم، فالممثل الموهوب «يعلى» الممثل الذى أمامه، أحب أعمالى معه، سواء فى السينما فى فيلم «أحلى الأوقات» أو فى التليفزيون ومسلسل «بعد الفراق»، وما زلت فى حالة صدمة منذ وفاته.. ولكننى أؤكد أن ممثلا مثل خالد صالح من الصعب أن يتكرر. ■ يتسم «الجزيرة 2» بكونه واحدا من الأفلام الملحمية التى تصل مدتها إلى أكثر من ساعتين ونصف.. فى رأيك ما الذى ابتعد بالفيلم عن دائرة الملل واستدعى تركيز المشاهد لهذه الدرجة؟ - احترامنا الجمهور، وقرارنا بأن نقدم عملا جيدا، كذلك القصة المثيرة التى أثيرت فى هذا الفيلم، والأحداث المترابطة التى جعلت الجمهور يحبس أنفاسه فى انتظار مصير تلك الشخصيات التى تتعلق ببعضها وكره البعض الآخر. ■ هل توقعت أن يتصدر «الجزيرة 2» عرش الإيرادات فى موسم عيد الأضحى؟ - نجاح الفيلم كان متوقعا لوجود عديد من الأسباب التى تساعده على النجاح، من بينها النجوم الكبار، وكذلك المعجبون وجمهور الجزء الأول الذى نجح نجاحا كبيرا، وكذا فريق العمل خلف الكاميرا، المخرج الرائد والموهوب شريف عرفة، ومدير التصور والمؤلفون وكل فريق العمل.. الحمد لله على نجاح الفيلم وما وصل إليه يؤكد فوزنا برهان الاحترام المتبادل بيننا وبين الجمهور. ■ فى رأيك.. ما الذى ميّز «الجزيرة 2» عن الأعمال المنافسة له فى الموسم الراهن؟ - عوامل كثيرة، منها الظروف، فالأفلام المعروضة معنا كانت متنوعة ومختلفة، ولكن كل فيلم منها له نوعية معينة من الجمهور، أما «الجزيرة 2» فهو مقدم لكل الفئات ولكل الطبقات. ■ ألمح المؤلف محمد دياب فى صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» إلى أنه قد يتم تقديم جزء ثالث من «الجزيرة».. فهل إن تم تنفيذه ستوافقين على الانضمام إليه؟ - الأمر يتوقف على السيناريو، والشخصيات التى تحتمل أن يتم تقديمها فى عديد من الأجزاء الأخرى، ولكن القصة والحدوتة المثيرة هى التى ستحدد نجاح الفيلم من عدمه، ولكن أنا ومنذ البداية أقول إننى أتمنى تقديم جزء ثالث من الفيلم، لحبى الشديد للفيلم ولشخصية «كريمة». ■ وماذا عن أعمالك الفنية الجديدة؟ - اتفقت على المشاركة فى فيلم تونسى بعنوان «زهرة حلب» للمخرج الكبير رضا باهى، ومن المنتظر أن نبدأ فى التصوير قريبا.