مازالت فكرة إقامة المنطقة العازلة على الحدود بين تركياوسوريا تثير جدلاً واسعًا، خاصة بعد زيادة حدة الاشتباكات بين عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي ومسلحي وحدات حماية الشعب الكردي، وعلى الرغم من إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في وقت سابق، أن بلاده على استعداد لبحث فكرة إقامة منطقة عازلة، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية الاقتراح. كما أن الكونجرس اعتبر أن الاقتراح غير مطروح على الطاولة. وكان أردوغان قد دعا مرارًا إلى إقامة منطقة عازلة ومنطقة للحظر الجوي في شمال سوريا لحماية القطاعات التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسكان الذين يفرون من الحرب في بلدهم. بينما رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الفجوة بين تركيا والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، تختصر في الاختلاف على ترتيب الأولويات، مشيرة إلى أن "أنقرة تريد أولا إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تريد دول التحالف الحدّ من خطر داعش". أما صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية فرأت أن تردد أنقرة حيال الإقدام في عملية عسكرية ضد التنظيم، يكمن في كون المشكلة بالنسبة إلى حلفاء تركيا في الناتو هي "داعش"، وأن هؤلاء يرون في تسليح الأكراد جزءا من الحل. أما بالنسبة لتركيا، فإن الطموح الكردي في الاستقلال يبقى "التهديد المميت". ويؤكد الخبير الأمني في معهد واشنطن للأبحاث جيفري وايت أنه" في حال أقامت أميركا منطقة عازلة فينبغي لها حمايتها، كما تحتاج تلك المنطقة إلى حماية على الصعيد العسكري، إذا ما وقع هجوم من النظام السوري أو تنظيم داعش، وهذا ليس الوضع الذي تريده إدارة أوباما". أما الخبيرة في برنامج الأمن الدولي في مؤسسة "نيو أميركا" ليلى هلال، فرأت أن أحد العوامل المهمة والأساسية، وراء وقوف الولاياتالمتحدة ضد إقامة منطقة عازلة، هو خطر اضطرار أميركا وقوات التحالف للقتال ضد النظام السوري، أو إدخال الأخير في التحالف ضد "داعش".