«الثورة وسيلة وليست غاية» بتلك العبارة بدأ الدكتور محمد مجدي مرجان رئيس المنظمة العالمية للكتاب الإفريقيين والآسيويين كلمته في مؤتمر «الإحتفال بأعياد الثورة والشرطة» التي نظمتها المنظمة العالمية للكتاب الأفريقيين والآسيويين بمكتبة مصر العامة، وقد وصفها مرجان بثورة الشعب والجيش العمل والبناء، وأنه لا يمكن إنكار دور القوات المسلحة التي حمت الثورة وساندتها بعد أن أشعلها الشباب وإلتف حولها الشعب، مؤكدا أن القوات المسلحة فعلت ومازالت تفعل الكثير الذي تعجز الألسنة عن ذكره وشكره. السفير التونسي بالقاهرة محمود الخميري وجه التهنئة للشعب المصري وثورته المباركة لإحيائهم للذكرى وليس الإحتفال، فهناك شهداء سقطوا ولم يؤخذ حقهم بعد، وبين أن الرسالة التي وجهتها ثورة الياسمين بتونس وتلقفتها مصر تؤكد أن التغيير ممكن في الوطن العربي، فالعرب عرف عنهم ما يسمى بالعجز العربي، ولكن بعد ربيع الثورات العربية كسرت تلك القاعدة. وأوضح الخميري أن هناك تشابه واضح بين الثورة التونسية والثورة المصرية، وعلى الدوام كانت تجرى مقارنة بين ما يحدث هنا وما يحدث هناك، وتحدث عن كيفية تشكيل الحكومة التونسية الحالية وانتخاب الرئيس التونسي، وقارن بين نسبة البطالة قبل ثورة الياسمين وبعدها حيث ذكر أنها كانت 500 ألف قبل الثورة، ووصلت إلى 800 ألف الآن، ووصف ذلك بأنه ضريبة الثورات العربية لكنه قال «رغم ذلك الأمور ماشيه في تونس». وأكد اللواء أركان حرب حمدي بخيت على أن يوم 25 يناير يوم عظيم كريم نلتقي فيه لإحياء ذكرى 25 يناير التي رسمت معالم جديدة للحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ومايحيط بها من الإقليم الدولي، مشيرا إلى أن أزمة مصر أزمة متعددة مركبة، وصلت بنا إلى درجة مستنقع من الأزمات المركبة في البعد الأمني والإقتصادي والسياسي والإجتماعي، وهذه الأزمات فرضت علينا ولا ننسى أننا لنا يد فيها، وما ورثناه خلال 30 عاما من تسطيح وتهميش ولا فهم ولا رؤية أودت بنا إلى هذا المستنقع، لكننا سنخرج منه لان هذا الشعب شعب عظيم فقد نهض من نكسة عسكرية سنة 67 واستطاع تحقيق نصر عظيم فى 73، كما أكد أن مصر لها مراكز ثقل نرتكز عليها أبرزها الشرطة والجيش ويجب الحفاظ عليهم وأن الشعب المصري لن يسمح بهدم مراكز الثقل هذه. وشن بخيت هجوما عنيفا على ثوار التحرير حينما قال، «بدأنا بمسرح الأحداث في كل ميادين مصر، والثورة اليوم إختذلت في ميدان واحد، ولابد من إستلهام كافة ميادين مصر الآخرى لمقاومة هذا الضغط الغير مبرر وإحكام صوت العقل، كما أن التوجه الثوري في البداية كان سلميا ثم انتقلنا إلى التخريب، وإندس بيننا ناس واستغلوا عدم إدراك الشعب وبدأو في التخريب، وبدأت الفتنه تستفحل شيئا فشيئا، مشيرا الى أن حجم التأييد للثورة في البداية كان كاملا ثم إختذل هذا إلى تأييد محدود في «الشوية اللي في التحرير واللي في ماسبيروا واللى في الاربعين بالسويس» على حد قوله. وقال «وللأسف بعض الثوار حرقوا المجمع العلمي لذلك يجب أن نكون عقلانيين ونعرف أن الثورة أهدافها بتتحقق على المدى الطويل، وماعادش ينفع كل يوم تجمعات وإعتصامات وإضرابات وقطع طرق». وتحدث عن دور القوات المسلحة في حماية الثورة والثوار وتأمينها حتى الوصول بها إلى بر الامان، أكد أن القوات المسلحة لا تعرف الفشل أو التقصير لأن شعارها إما الموت أو الشهادة، وبقوله «ما ينفعش حد يقولها كفاية وروحى دلوقتى ! فلابد ان تستكمل المشوار إلى آخره حتى تسلم البلد إلى سلطة مدنية منتخبه». والمفارقة العجيبة حدثت عند إلقاء مؤمن كويفاتيه نائب رئيس الهيئة الإستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر كلمته ، حيث إنصرف كافة أعضاء المنصة تقريبا بعد أن تم تكريمهم وتسليمهم شهادات تكريم عرفانا بما قدموه أثناء الثورة-على حد تعبيرهم- وإنصرف معهم بعض الحاضرين، إلا أن المناضل السوري أحرج الجميع حينما أصر أن يقف دقيقه حداد على أرواح شهداء ثورة 25 يناير وشهداء ثورة سوريا التي لم تكتمل بعد، وهذا ما لم يفعله أعضاء المنصة انفسهم. وأثناء كلمته هاجم كويفاتيه الموقف المصري الرسمي الذي وصفه بالضعيف والمخزي تجاه ثورة سوريا والذى لم يتماشا مع ثورة ليبيا، الذين طردوا السفير السوري من بلادهم. وبصوت متقطع وحزين قال «أن الجيش السوري يقتلنا ولا أحد يتحرك ! وما يجرى الآن داخل أروقة الجامعة العربية دفع شعبنا السوري ثمنه آلاف من دماء الشهداء التي أريقت على كل شبر من أرض سوريا». وأضاف نحن لا نريد سلاح من مصر، فقط نريد موقف رسمي عادل، وبقوله «لقد إلتقينا مع أكثر من 500 حزب مصر وما أكثرهم، أعطونا الكلام المعسول ولكن قلوبهم معنا وسيوفهم في أغمادهم، مئات الشهداء يسقطون يوميا، والله لو كنا كلاب لأرتجت الدنيا بأكملها». وضرب مثلا بالمواطن المصري وبقوله «حيث كان قبل الثورة لا قيمة له ولا أحد يسأل عنه وبعد الثورة قتل 30 شخصا فقامت الدنيا ولم تقعد، وفي سوريا اليوم 100 شهيد ولا أحد يبالي وسط تخاذل من العالم العربي والمجتمع الدولي، وحتى عند إقامة تظاهراتنا في مصر لا نجد بيننا غير القليل من المصريين، فالثورات حين تقوم لم تأخذ الاذن من أحد، وكل ما نريده من المصريين أن يقفوا بجانب اخوانهم السوريين ويضغطوا على أصحاب السلطة لإتخاذ قرار رسمى بشان ما يحدث فى سوريا الشقيقة».