مايكل نبيل سند اسم اقترن بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، وكان أول سجين رأْى بعد ثورة 25 يناير. مايكل ذاك الشاب العشرينى صار حوله جدل واسع بسبب رؤيته لعلاقة المجلس العسكرى بالثورة ومقاله على مدونته الخاصة «الجيش والشعب عمرهم ما كانوا إيد واحدة»، وآراؤه حول إسرائيل، وتعبيره عن معتقده الخاص بأنه «ملحد»، جعل كثيرين يتضامنون معه رغم اختلافهم مع آرائه، والبعض بسبب اختلافه مع أفكار مايكل قرر أن لا يتضامن. «التحرير» التقت مايكل وتحدثت معه عن تجربة سجنه وما سيفعله بعد خروجه وعن آرائه وأفكاره فى قلب ميدان التحرير. ■ ما الذى تسعى لتحقيقه بعد خروجك من السجن؟ - سأسعى مع كل الثوار لإسقاط نظام يوليو العسكرى، وإنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإلغاء نصوص القانون التى تسمح بالسجن فى قضايا النشر والرأى. ■ ما وصفك لتجربة السجن بسبب آراء؟ - السجن تجربة انتهاك قاسية، ولم أتمنَّ دخول السجن، ولن يستفيد أحد فى حياته من خلال سجنه وانتهاك حريته الإنسانية. ■ الناس التى لم تتضامن معك تقول إنك ملحد وكافر.. فما رأيك؟ - أنا فعلا ملحد ولن يستطيع أحد أن يمنعنى فى أى معتقد فكرى أريد اعتناقه بما فى ذلك القانون المصرى الذى يجرّم الإلحاد.. وبشكل عامّ المعتقدات الدينية والفكرية هى شىء خاص بكل إنسان ليس للناس دخل فيه، كما أن من حق المسلم المصرى والمسيحى المصرى والبهائى المصرى والشيعى المصرى والملحد المصرى والبوذى المصرى التعبير عن عن معتقده الدينى والفكرى، وأنا أكتب على مدونتى الخاصة ولا أستطيع إجبار الناس على تصفحها وقراءة مقالاتى رغما عنهم. ■ وما وجهة نظرك تجاه إسرائيل؟ - أنا لا أستطيع الدفاع عن أى انتهاك ترتكبه إسرائيل ولا الاحتلال ولا الاستيطان، وأنا أرفضه تماما، لكن أنا مع التعايش السلمى بين كل الشعوب وحل الصراعات بشكل سلمى، وهذا نفس موقف الرئيس الراحل السادات، ومعاهدة السلام تم عرضها على الشعب فى استفتاء شعبى ووافق أغلب الشعب عليها. ■ لكن البعض يتهمك بالتطبيع والعمالة لإسرائيل.. فما ردك؟ - أنا لا أحب خداع الناس، أنا مع التعايش السلمى بين الشعوب، ولن أكون مثل ناس تتظاهر ضد إسرائيل وفى النهاية تسجل مع «إذاعة الجيش الإسرائيلى». أنا نفسى لا أقبل الحديث معها لأنى ضد الجيوش فى أى مكان فى العالم، أنا مناهض للعسكرية بأى شكل. هل يفضل الناس السياسى الصريح أم الذى يخدعهم؟ ثم إن الشعب المصرى نفسه صوّت فى الانتخابات البرلمانية للقوى المؤيدة للسلام مع إسرائيل (الإخوان والسلفيين) الذين طمأنوا جيمى كارتر على معاهدة السلام.. اشمعنى أنا اللى بيخوّنونى؟! ■ إلامَ تحتاج الثورة من وجهة نظرك؟ - تحتاج من الناس إنهم ياخدوا فرصة يسمعوا ويفهموا الأفكار الجديدة عليهم، ويوزنوا بعقلهم، لأن فيه ثوار وشباب بيطرحوا مبادرات جيدة ومهمة، لكن بقية الثوار لا يسمعون ولا يفهمون، مما يجعل الثورة تخسر كثيرا، وتحتاج الثورة إلى توحيد جهود الثوار، مثل حملة «كاذبون»، أما الخطأ الأكبر للثورة فهو البحث عن بطل أو كبير لها، للأسف كل اللى ركبوا فوق أكتافنا أذلّونا ولم ينزلوا من فوق أكتافنا، كفانا صناعة الأبطال الوهميين، الثورة لها مبادئ ونحن مؤمنون بها، وهى الأكبر من أى شخص.