مهما تسقّع مهما تمطّر.. يسقط يسقط حكم العسكر برودة الطقس فى عروس البحر الأبيض المتوسط زادت فاعليات يوم أمس وهجا. صيحات الغضب تحدت المطر، وغلفت المسيرات والمظاهرات التى عمت الإسكندرية، منذ الصباح الباكر. تزايد هطول الأمطار بعد صلاة الجمعة لم يزد المتظاهرين إلا إصرارا على تحدى البرد ومياه المطر، فابتدعوا هتاف «مهما تسقع مهما تمطر.. يسقط يسقط حكم العسكر». المسيرات ضمت آلاف الثوار من ائتلاف شباب الثورة، وناشطى القوى السياسية والحركات الشبابية، وانطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم، فى منطقة محطة الرمل، بعدها انقسمت المسيرة إلى اثنين، انطلقت واحدة لتستقر أمام مقر مبنى تليفزيون الإسكندرية «القناة الخامسة سابقا»، والثانية أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية فى منطقة سيدى جابر. مسيرة أخرى تضم آلاف الثوار، من مختلف التيارات والحركات السياسية، جابت شوارع الإسكندرية، وسارت على طريق الكورنيش، قامت بتنظيمها اللجنة التنسيقية لحماية الثورة والثوار، بينما انطلقت مسيرة أخرى من أمام كلية الهندسة فى الشاطبى، على أن تتجه جميع المسيرات فى ما بعد إلى مقر الاعتصام فى ميدان «فكتور عمانويل»، لاتخاذ القرار النهائى بمواصلة الاعتصام أو الدعوة إلى مسيرات أخرى. الثوار رفعوا نفس المطالب التى رفعوها يوم 25 يناير، وهى مطالب استكمال أهداف الثورة، والقصاص العادل لدماء الشهداء. مرددين هتافات «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، «عايزنها مدنية.. مش عسكرية»، «أيوه بنهتف ضد العسكر.. إحنا الشعب الخط الأحمر»، «ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة فى كل شوارع مصر»، «هنكمل ثورتنا.. ونحقق أحلامنا»، «قولى يا مجلس مين اختارك.. قولى مين غير مبارك»، و«يا شهيد نام وارتاح.. دمك غالى وعمره ما راح». كلمة واحدة غيرها مافيش.. ارحل ماتورطش الجيش سيناريو جمعة الغضب فى 28 يناير الماضى تكرر بكل تفاصيله فى مدينة السويس، باستثناء اختفاء المواجهات مع قوات الأمن فى الشوارع، وتحول الهتافات ضد نظام مبارك إلى هتافات ضد المجلس العسكرى ومطالبته بتسليم السلطة إلى المدنيين. ثوار السويس انطلقوا فى مسيرات، من أمام ثلاثة مساجد هى الشهداء والأنصارى والغريب، إحياء لفاعليات جمعة «العزة والكرامة» أو «الغضب الثانية»، واتجهت جميعها إلى نقطة تجمع واحدة هى ميدان الشهداء. بينما كان الهتاف الأعلى صوتا هو «كلمة واحدة غيرها مافيش.. ارحل ماتورطش الجيش». ثوار السويس وأهالى الشهداء أمهلوا مجلس الشعب شهرا واحدا فقط، للقصاص لدماء الشهداء، وأنذروا بأنه حال تراخيه عن اتخاذ مواقف جادة وخطوات جريئة، سيقومون هم بأنفسهم بالثأر والقصاص. المسيرات، كما هو مقرر لها، انطلقت بعد صلاة الجمعة، يتقدمها نشطاء حركة «6 أبريل» و«تكتل شباب السويس» و«القوى الثورية فى المدينة»، ورفعوا مطالب تنادى بتسليم السلطة والقصاص للشهداء والإفراج عن المعتقلين وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين. ثوار بلد الغريب لم يهدؤوا منذ الخامس والعشرين من يناير، فنظموا تظاهرات ومسيرات عديدة، مساء أول من أمس، تحت شعار «ماتعبناش ماتعبناش.. ثورة كاملة يا إما بلاش». قوات الأمن لم تقترب من المظاهرات، خصوصا مع انسحاب قوات الجيش من معظم الأماكن، داخل المدينة الباسلة، وتمركزها فى نقاط قريبة منها، تحسبا لأى طوارئ، وقامت قوات الشرطة بتأمين منشآت المحافظة، بمعاونة اللجان الشعبية وعدد من الجمعيات الأهلية، وأعضاء من جماعة الإخوان والدعوة السلفية، الذين ارتدوا سترات مميزة فى أثناء قيامهم بعملية التأمين. أسر الشهداء ألقوا آخر كرة لديهم فى ملعب مجلس الشعب، وأمهلوه حتى 25 فبراير القادم، قبل قيامهم بالقصاص لدماء أبنائهم. اشتباكات فى المنصورة بين شباب الثورة والإخوان أجواء ساخنة تحدت برودة الطقس، أمس، عمت ميادين المحافظات المختلفة فى جمعة تسليم السلطة، للمطالبة باستكمال مطالب الثورة، التى تسعى قوى لإجهاضها، بينما خرجت مسيرات من مساجد ميادين المحافظات المختلفة ضمت شباب الثورة لتؤكد أن الثورة مستمرة وأن المطالب تنتزع، وبينما بدت مدينة المنصورة الاستثناء بعد اشتباكات بين قوى شبابية وشباب الإخوان على خلفية هتافات منددة بمواقف الجماعة، عبرت مسيرات الميادين الأخرى عن وحدة الهدف والمصير والمطالب حتى تتحقق للوطن الحرية والكرامة والعدالة التى مات من أجلها خيرة من شباب مصر. المنصورة، فى ميدان الشهداء، عاشت أجواء ساخنة بعد اشتباكات بين شباب الثورة وشباب الإخوان المسلمين، بعد ترديد هتافات مناوئة للجماعة من بينها «الشعب يريد إسقاط الإخوان» وتنظيم كل طرف منصة مستقلة به فى الميدان، بينما حاول مجموعة من شباب التيار الإسلامى وأعضاء حركة شباب 6 أبريل تهدئة الأوضاع وتوحيد الصفوف، لكن الأمور تطورت سريعا بعد ظهور مجهولين معهم صواعق كهربائية واشتبكوا مع الطرفين، الأمر الذى أدى إلى انهيار منصة الإخوان وسيطرة حالة من الفوضى على المشهد أسفرت عن وقوع إصابات بسبب التدافع. لكن فى الشرقية تجدد الغضب الثورى موحدا، بعد خروج مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة من مسجد الفتح بمدينة الزقازيق ضمت أعضاء حركة 6 أبريل وائتلاف 25 يناير، طالبت بالقصاص وتسليم السلطة ومحاسبة المجلس العسكرى، بينما أخذت تجوب الشوارع الرئيسية. متظاهرو الزقازيق رددوا هتافات من بينها «عيش، حرية، كرامة إنسانية» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وفى المنوفية، نظم عدد من الحركات السياسية بالمنوفية مسيرة للمشاركة فى جمعة العزة والكرامة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد أبو بكر الصديق فى البر الشرقى بمدينة شبين الكوم. ورغم قلة أعداد المتظاهرين فإن إصرار شباب الثورة فى شوارع المدينة كان واضحا فى الاستمرار فى المطالبة بتسليم السلطة واستكمال مطالب الثورة. المتظاهرون نددوا بحكم العسكر ورددوا هتافات ضد المجلس العسكرى وسياساته من بينها «قالوا عدالة وقالوا حرية والسياسة هىّ هىّ»، و«اضرب اضرب فى الثوار.. قبلك حسنى عملها وغار» و«واحد اتنين.. تسليم السلطة فين»، و«قول اتكلم.. السلطة لازم تتسلم»، و«استفتاء مارس بيقول الرئيس قبل الدستور». محمد كمال منسق حركة شباب 6 أبريل بالمنوفية وأحد المنظمين لتظاهرة الأمس قال إن سبب قلة أعداد المتظاهرين يرجع إلى مشاركة معظمهم فى ميدان التحرير. وفى كفر الشيخ، خرج متظاهرو المدينة من مسجد الاستاد لتنطلق مسيرة ضمت 500 شخص، يمثلون جميع التيارات والأحزاب السياسية ومنها الجمعية الوطنية للتغيير، وشباب عيون الحرية، وائتلاف شباب الثورة، وسلاسل الثورة، وحركة شباب 6 أبريل، وأحزاب «الوفد والمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى والعدل». شباب الثورة فى كفر الشيخ رددوا هتافات منددة بسياسات المجلس العسكرى مطالبين بتسليم السلطة واستكمال مطالب الثورة، ومطالبين بتطهير المؤسسات من رموز النظام السابق، ومحاكمة عادلة لقتلة الثوار وأفراد النظام السابق، وتطهير القضاء، وإقالة النائب العام وتطهير الإعلام من أبواق النظام السابق، ومحكمة ثورة لمحاكمة النظام السابق بتهمة الفساد السياسى والخيانة العظمى. ثوار الصعيد: يا مجلس يا ابو بندقية.. تعالى شوف الثورجية حضور لافت للقوى والائتلافات السياسية والشبابية، فى جمعة الغضب الثانية أمس. الكل فى هتاف واحد «يسقط حكم العسكر». مسيرات طافت شوارع محافظات الوجه القبلى. ميادين المحافظات الكبرى تزينت واستقبلت المتظاهرين، بينما فضلت بعض القوى الإسلامية، إما عدم المشاركة والاكتفاء بما سموه «احتفالات العيد الأول للثورة»، يوم الأربعاء الماضى، وإما المشاركة فى ميدان التحرير فى القاهرة. المتظاهرون رفضوا تماما فكرة الاحتفال، وأكدوا ضرورة القصاص للشهداء. المئات من القوى الشبابية، نظمت مظاهرة كبرى فى ميدان قارون فى جمعة «العزة والكرامة». ثوار الفيوم، خرجوا من مسجد عبد الله وهبة، وبعض المساجد الأخرى القريبة من ميدان قارون، عقب صلاة الجمعة، هاتفين ضد العسكر. من جانب آخر، أعلن مدير أمن الفيوم، اللواء صلاح العزيزى، حالة الطوارئ القصوى، حيث تم تأمين شارع مديرية الأمن وأقسام الشرطة بسيارات الأمن المركزى والمدرعات. فى الوقت ذاته، لم يظهر رجال الشرطة أو الجيش فى أثناء المظاهرة، حيث قام شباب الميدان بتأمينها. الإخوان لم يشاركوا فى تظاهرات الأربعاء الماضى. كان هذا هو رد مجموعة من القوى السياسية والثورية، فى الفيوم، على ما زعمته بعض وسائل الإعلام، أن الإخوان قادوا مسيرات حاشدة من مسجد الشبان المسلمين، والتحمت ببعض القوى السياسية والشبابية الأخرى فى ميدان السواقى، من دون مشاركة الإخوان. القوى أصدرت بيانا غاضبا، حمل توقيع حملة «كاذبون»، والاشتراكيون الثوريون، والجبهة الشعبية لحماية وتدعيم مطالب الثورة، والحزب المصرى الديمقراطى». شباب الحركات والائتلافات الثورية تجمعوا فى ميدان المديرية فى محافظة بنى سويف، عقب صلاة الجمعة. ورددوا هتافات منها، «الجيش المصرى بتاعنا.. والمجلس باعه وباعنا». فى حين خلت شوارع المحافظة تماما من قوات الشرطة، بينما قامت مديرية أمن بنى سويف، بتعزيز قواتها على أقسام الشرطة. ثلاث مسيرات حاشدة انطلقت من أمام مساجد «الشبان المسلمين» وسط مدينة المنيا، و«عمر بن الخطاب» فى الجنوب، و«الفتح» و«صلاح الدين» فى الشمال، اتجهت كلها نحو ميدان بالاس. الهتافات هزت أرجاء المدينة، وظلوا يغنون «مجلس يا أبو بندقية.. تعالى شوف الثورجية». فى سوهاج، تجمع المئات من شباب حركة «6 أبريل»، عقب صلاة الجمعة، فى ميدان الشهيد عبد المنعم رياض، وطافوا فى مسيرات توجهت فى النهاية إلى ميدان الثقافة، للاعتصام فيه. ائتلاف ثورة 25 يناير فى الأقصر، دعا كل القوى السياسية وأبناء الأقصر البسطاء إلى الخروج لميدان أبو الحجاج للتظاهر، لتأكيد مطلب تسليم السلطة. أما فى أسوان، فقد احتشدت القوى الثورية، فى ميدان المحطة وسط أسوان. حركة «6 أبريل»، وائتلاف شباب الثورة، والجبهة الديمقراطية، والحركة المصرية من أجل التغيير، وحملة دعم البرادعى، تصدروا الميدان فى غياب تام للتيار والقوى الإسلامية، التى غابت عن الحضور. مسيرات بميادين الإسماعيلية.. وبورسعيد تطالب بتسليم السلطة مئات النشطاء، وأعضاء الحركات الثورية، فى الإسماعيلية، انطلقوا فى مظاهرة حاشدة، فى ميدان الشهداء، الممر سابقا، يطالبون برحيل المجلس العسكرى وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، معلنين تضامنهم مع مطالب ثوار التحرير. مسيرات الإسماعيلاوية، التى انطلقت من عدة مساجد، أبرزها مسجد المطافئ، عقب صلاة الجمعة مباشرة، تضم القوى الشبابية والحزبية وأهالى المحافظة، الذين رددوا هتافات تطالب برحيل العسكر، وسرعة إصدار الأحكام ضد المتورطين فى قتل المتظاهرين، كما وقف المتظاهرون دقيقة حدادا على أرواح الشهداء، داخل ميدان الشهداء، قبل أن تنطلق المظاهرات مرة أخرى فى خطوط سير مختلفة، تجنبت المرور بجانب المنشآت الشرطية والحيوية، التى شددت أجهزة الأمن إجراءات تأمينها، لمنع الاشتباكات. اللجان الشعبية، تولت تأمين مظاهرات ميدان الممر، ومسيرات الإسماعيلية، التى جابت عددا من الشوارع والميادين عقب الصلاة، لتأكيد استمرارية الثورة، وللمطالبة بتحقيق مطالبها، التى خرجت من أجلها الجماهير فى يناير الماضى، من «عيش وحرية وعدالة اجتماعية»، ورحيل حكم المجلس العسكرى فى أسرع وقت، والقصاص من قتلة الثوار. وفى بورسعيد، انطلقت ثلاث مسيرات، تطالب بإسقاط حكم العسكر، تضم الآلاف من مختلف القوى السياسية، من أمام مساجد الحرمين بحى الزهور، ومريم القطرية، ومسجد الإحسان، طافت شوارع الثلاثينى، ومحمد على، و23 يوليو حتى استقرت فى ميدان الشهداء، وغاب عنها الإخوان والسلفيون. بينما قابلتهم مظاهرات مضادة، تهتف «الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة»، وكاد الأمر يتطور إلى معركة، لكن المتظاهرين حافظوا على سلمية مسيراتهم. المتظاهرون، الذين رفعوا لافتات كتبوا عليها «ثوار أحرار.. هنكمل المشوار»، و«لولا الثورة لكان جمال رئيسا لمصر»، و«الشهداء أكرم منى ومنك»، حرصوا على التمسك بمطالب الثورة، حيث تعالت هتافاتهم، «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم» و«لا دستور تحت حكم العسكر»، و«يا بلدنا يا تكية للعسكر والحرامية»، و«استفتاء مارس بيقول.. الرئيس قبل الدستور».