بعدما أثار الكثير من الجدل، وتزامن عرضه مع حادثة استشهاد 11 شرطيا فى انفجار لغم أرضى فى مدرعتهم برفح، قررت إدارة قناة «القاهرة والناس» وقف عرضه وإعادة النظر فى طرحه من الأساس، وأصبحت الحلقة الأولى من برنامج «الراقصة»، والذى يقدمه الإعلامى عمرو سمير، محور اهتمام الجمهور ما بين مؤيد ومعارض ومتسائل عن مدى قبول وقف عرض برنامج لسبب أخلاقى، وما إذا كان ذلك يتعارض مع حرية الرأى والتعبير، ليفتح الباب مجددا حول هذا الموضوع. «التحرير» انفردت بحضور ومشاهدة الحلقة الأولى من البرنامج الموقوف، وتعرض لقرائها محتوى الحلقة، والبرنامج فكرته تقوم على إجراء مسابقة للفتيات الموهوبات فى فن الرقص الشرقى، ويحمل عنوان «الراقصة»، والذى أكد القائمون عليه أن هدفهم منه هو إحياء فن الرقص الشرقى، والدفاع عنه ضد من ظلمه. يشارك فى «الراقصة» 27 متسابقة، من عدة دول عبر العالم، 9 منهن من مصر، و5 من روسيا، و2 من الجزائر، و3 من أمريكا، و2 من لبنان، والبقية من أستراليا، والأرجنتين، وأوكرانيا، وفرنسا، وموسكو، واليابان. البرنامج يتكون من 3 مراحل يتم إجراء مسابقة فى كل حلقة بين ثلاث متسابقات لتفوز واحدة منهن فى نهاية الحلقة، ويكون لها نصيب فى مواصلة الرحلة، ليصبح بعد 9 حلقات عدد المتسابقات 9 فقط. لجنة التحكيم تتكون من 3 أعضاء هم الراقصة دينا، والسيناريست تامر حبيب، والممثلة التونسية فريال يوسف، ويقوم كل واحد منهم بمهمة مختلفة عن الآخر، فمثلًا يتولى حبيب تدريب المتسابقات على الأداء على خشبة المسرح، ويعلمهن كيفية التمثيل بإحساس مع الموسيقى التى يستمعن إليها ويرقصن على ألحانها، سواء كانت هناك كلمات مرافقة لها أم موسيقى فقط. أعضاء لجنة التحكيم حددوا معايير الحكم على الراقصة وأهمها لدى فريال يوسف هو الإحساس بينما اقتناع تامر حبيب بدراما حركاتها هو الأهم، أما دينا فقالت إن معيارها سيعتمد على تكنيك الراقصة، مشيرة إلى أنها «متعاطفة» معهن تمامًا، لكنها فى نهاية كل حلقة مجبرة على الاختيار، لذا ستنحى مشاعرها جانبًا، وستتعامل بجدية تامة. مصمم الأزياء اللبنانى فؤاد ساركيس الذى صمم أزياء الراقصات، بينما تولت ريتا هاشم مهمة تدريب الراقصات على 100 رقصة استعراضية يقدمنها خلال حلقات البرنامج. وفى الحلقة الأولى «الموقوفة»، شاركت 3 متسابقات، هن جانا من أستراليا، وسونيا من الجزائر، وفريدة من مصر، رقصت الأولى على أغنية «زى العسل»، بينما رقصت الثانية على أغنية «زى الهوا»، أما الثالثة فرقصت على أغنية «غزال الدرب الأحمر». تقييمات أعضاء لجنة التحكيم تباينت بشدة حول أداء المتسابقات الثلاث، فبينما أجمعوا على أن جانا «صاحبة دم خفيف ولم تفارقها ابتسامتها طوال مدة الرقصة»، فإنها لم يكن لديها أسلوب جديد فى الرقص، وهو ما وافقتهم عليه جانا نفسها، التى أرجعت ذلك إلى «التوتر». بينما كانت الراقصة الثانية سونيا السبب فى نشوب خلاف حاد بين دينا وفريال يوسف، إذ رأت الأولى أن سونيا قدمت أداءً جيدًا بخطوات منضبطة وحضور واضح، أكدت فريال أن رشاقتها عامل مهم بالنسبة إليها، وهنا قاطعتها دينا محتدة قائلة: «بالنسبة إليك وحدك، وليس بالنسبة إلينا أيضًا، فالرشاقة ليست معيارًا. فمثلا نبوية مصطفى كانت راقصة رائعة ومع ذلك جسمها لم يكن رشيقًا بالمرة»، وهو ما أحرج فريال قليلًا حتى ساعدها المذيع عمرو سمير فى توضيح رأيها بأنها تقصد من الرشاقة مرونة جسد سونيا، وبين هذين الرأيين أبدى تامر حبيب إعجابه بسونيا، مؤكدًا أنها «مالية المسرح وعرفت إزاى تخطف عينيا»، وعلقت سونيا على آراء اللجنة بأنها «منصفة»، وأنها لم تكن فى أحسن حالاتها. جاء دور المتسابقة الثالثة، وهى فريدة التى حظيت باستحسان اللجنة، فقد اعتبرها تامر حبيب «شقية»، ودينا وجدت فيها «راقصة شعبية» أحسنت اختيار الدخلة بالزغرودة، وكذلك استخدمت أدواتها الشعبية فى الرقص، فى حين قالت فريال إن أداءها التمثيلى لم يسرق من خطوات رقصها. وعقب متابعة الراقصات الثلاث جاء وقت اختيار واحدة منهن فقط، ليتجدد الخلاف مرة أخرى بين دينا، وفريال يوسف، حيث قالت الأخيرة إنها تخشى من ظلم إحداهن لأن واحدة منهن «أكلت المسرح»، بحسب تعبيرها، لتبادرها دينا قائلة: «انتى مش هتفهمى فى الرقص أوى زيى»، لترد فريال: «لو كده أنا هروح بقى خلاص، أنا لم أتدخل فى التكنيك»، لتختتم دينا الحديث قائلة: «هذه قواعدى»، ليتصاعد الخلاف إلى مناقشة حادة وساخنة بقول فريال: «خايفة لجنة التحكيم تطلع بطيخة»، وتطلب أن يتم وضع استثناء باختيار اثنتين من المتسابقات الثلاثة، لأنهما متميزتان، فبادرتها دينا قائلة: «هو انتى لسه شفتى حاجة». الحلقة الأولى من «الراقصة» لم تتوقف فقراتها على حد المسابقة بين الراقصات، وإنما تضمنت جانبا متعلقا بحكايات الراقصات الشرقيات فى الزمن الماضى عبر قصاصات سريعة عن إحدى الراقصات الشهيرات، يقدمها الإعلامى عمرو سمير، إما من خلال حكى سريع عبر تقرير وإما من خلال مسابقة يجيب عنها أحد أعضاء لجنة التحكيم.