المشهد يتكرر بحذافيره. نفس المشهد، نفس الهتاف، نفس الوجوه.. هكذا كان ميدان الجيزة أمس، فى مثل هذا اليوم تحرك الدكتور محمد البرادعى وعدد من الشخصيات العامة من مسجد الاستقامة وتعرضوا لسيل من المياه والقنابل المسيلة للدموع، ومع مرور أول عام على الثورة يتكرر نفس المشهد مسيرة تخرج من مسجد الاستقامة بالجيزة تضم كلا من الدكتور محمد البرادعى والزميل إبراهيم عيسى والعشرات من الكتاب والسياسيين، ثم توجهت إلى طريق الدقى وانضم إليها عشرات الآلاف القادمين من شارع جامعة الدول العربية فى مشهد مهيب، الكل يهتف «ثوار أحرار.. هنكمل المشوار»، «قول ماتخافشى.. المجلس لازم يمشى»، «يسقط يسقط حكم العسكر». الدكتور محمد البرادعى وصل إلى الميدان قبل دقائق من انطلاق أذان الظهر، واستقبله الشباب بهتاف «ثوار أحرار.. هنكمل المشوار»، من المتظاهرين بالميدان، وتوقف لتحيتهم لمدة دقائق ليصلى صلاة الظهر فى مسجد الاستقامة، وفور انتهاء الصلاة تحرك المتظاهرون من ميدان الجيزة فى مسيرتين إحداهما أخذت شارع مراد والثانية سلكت شارع الجامعة، لينضم إليها ألفان من أساتذة جامعة القاهرة، رافعين لافتات لمطالب محددة تشير إلى ضرورة تسليم السلطة إلى المدنيين قبل انتخابات مجلس الشورى، ومحاكمة القيادات العسكرية المتورطة فى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء. وارتدى عشرات الأساتذة تى شيرتات ولافتات مكتوبا عليها «مشروع شهداء لاستكمال الثورة»، «مش عايزينك يا مشير.. الثوار راجعين راجعين». وعندما وصلت المسيرة إلى ميدان الدقى انضم إليها العشرات من شباب الجبهة السلفية، رافعين لافتات تطالب برحيل المجلس العسكرى، ثم استقرت المظاهرة على كوبرى قصر النيل فى مشهد غير مسبوق.. عائلات بأكملها خرجت للتظاهر منذ العاشرة صباحا من ميدان الجيزة قبل أن تتوافد إليها مسيرات قادمة من شارعى الهرم وفيصل والعمرانية ليمتلئ ميدان الجيزة عن آخره مع أذان الظهر. بيانات كثيرة تم توزيعها بها مطالب للثورة، كما قام أحد المواطنين بتصميم نموذج لزنزانة تضم الشعب المصرى على سيارة نصف نقل وتحمل لافتات ضد حكم العسكر.. المشهد الشهير لصلاة الثوار على كوبرى قصر النيل يوم جمعة الغضب تكرر للمرة الثانية، بصلاة المئات صلاة العصر على الكوبرى ذاته وسط الدعاء بأن يتغمد الله الشهداء برحمته واستكمال الثورة.