استكمال مقال الدكتور/ هانى أبو الفتوح.. فليستوعب الجميع الدرس جيدا ويتقوا غضْبات الشعوب وأنَّات الصدور حين تحول بيننا وبين حصاد كان زرعه دماء شهداء أطهار خضّبوا أرض الوطن بأرواحهم الذكية، فلنصبر، إذن، بعض الوقت ولا ننس أيضا أن ما تحقق هو تغيير جذرى لما كان قبل 25 يناير، وما يحدث الآن أكبر دليل أننا نكتب ونتكلم ونقول رأينا ونعبر عنه ونخرج إلى الشوارع ونحن على يقين أن اليوم غير الأمس، وأن المستقبل أفضل من الحاضر وأن صوتنا لن يكمم مرة أخرى وأنه لن يستطيع كائن من كان أن يعيد عجلة الزمن إلى الوراء وأن الذكى من تعلم من أخطاء غيره ووعى حكم التاريخ وتقلبات الأيام، ألا يستحق هذا منا الاحتفال بدلا من بث روح الرعب والخوف مما قد يحدث يوم 25 يناير الحالى، خصوصا أن هناك أصواتا نشازا تدعو لذلك وتحض عليه وتغذى روح الفتنة والوقيعة بين أبناء الشعب الواحد ونسيجه، فضلا عن تآمرات خارجية، يعلمها الله، لا تريد لنا التوحد ولا تريد لنا أن نعود أقوى مما كنا عليه وتلعب على كل أوتار الشقاق والخلاف وتغذيه وتدعمه ماديا وإعلاميا، ألا يجب علينا أن نتعامل مع الحدث بمنطق أكثر عدلا وشمولا، وأننا لسنا جميعا متحدى الفكر والأيديولوجيات والمطالب والمذاهب، فكل حسب ما خرج من عباءته الفكرية والثقافية، ولكننا جميعا يجب أن نتفق فى الهدف مادام أن فينا نبضا ينبض بحب الوطن، حقيقة لا رياء، وإيمانا صادقا، لا زيفا وخيالا ومجرد كلمات وشعارات. إن الأمم الكبرى تُبنى بعقول أبنائها الحقيقيين، من يزرعون الأمل فى النفوس ويعملون فى النور لا خفافيش الظلام ومدّعى الحب والوطنية. إن من يحاول أن يقسِّْم الوطن فى هذا اليوم سيقسمه الله، ومن يحاول أن يغذى الفتنة ويشعلها قاتله الله، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وأشعلها إلى يوم الدين. إن كل من يدعو لإراقة دماء طاهرة من أبناء هذا الوطن يوم 25 يناير هو عدو للوطن، لا خير فيه ولا أمل ولا سمع ولا طاعة، وكل من يتحرك كالأعمى دون وعى أو تفكير، ارتضى لنفسه أن يكون إمّعة، ولقد نهانا ديننا الحنيف عن ذلك فلا يكن أحدكم إمعة، إن مصر الحرة الآن تنادى ضمير كل حر وطنى شريف أن يتقى الله تعالى فيها، وأن يزرع ليحصد فمن زرع خيرا وحبا وجد وحصد، ومن دعا إلى فتنة وسفك دماء قصمه الله تعالى.. وما زال للمقال ختام.