دمار كبير فى معبر رفح بعد قصف إسرائيلى.. و«حماس»: مساع حقيقية للتهدئة 50 يوما على الحرب الإسرائيلية الدموية فى غزة ولا يزال المدنيون الفلسطينيون من شيوخ وأطفال ونساء هم أهداف تل أبيب التى ترى فيهم خطرا على مدنها وما تسميه أمنها القومى. أمس أسفرت سلسلة غارات إسرائيلية جوية جديدة عن استشهاد المواطنة فرحانة العطار (44 عامًا) جراء قصف أرض زراعية بجوار منزلها فى بيت لاهيا شمال القطاع، كما استشهد الشاب ياسين البلتاجى (23 عامًا)، متأثرًا بجراحه التى أصيب بها خلال أيام العدوان. كما دمرت طائرات الاحتلال فى ساعة مبكرة من فجر أمس (الإثنين) مسجدين و7 منازل، وقال شهود عيان إن «طائرات حربية من نوع (إف 16) أطلقت فى ساعة مبكرة عددًا من الصواريخ تجاه مسجد عمر بن عبد العزيز فى بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ودمرته بالكامل». من جانبه قال قال ماهر أبو صبحة، مدير المعابر فى غزة، إن «طائرات الاحتلال أقدمت فجر أمس على استهداف الساحات الخارجية والصالات فى معبر رفح الحدودى مع مصر ب3 صواريخ»، موضحا أن «القصف أدى إلى إلحاق دمار كبير بالمعبر وإلى وجود حفر يزيد عمقها عن خمسة عشر مترا»، لافتا إلى أنه «رغم الدمار أعطيت التعليمات للبدء فى العمل فى المعبر؛ حيث وصل إليه المئات من المواطنين». وفى الضفة الغربية كانت آلة القتل الإسرائيلية حاضرة؛ حيث استشهد المواطن الفلسطينى حسان عاشور (14 عاما) متأثرا بجراح أصيب بها الجمعة الماضية، إثر إصابته برصاص حى خلال مواجهات اندلعت فى مدينة نابلس مع قوة عسكرية إسرائيلية، وهى المواجهات التى جاءت تضامنا مع غزة، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلى عليها. فى المقابل استأنفت المقاومة الفلسطينية قصفها للمستوطنات المحيطة بقطاع غزة وأطلقت عشرات القذائف الصاروخية بعد يوم أول من أمس الذى اعترفت فيه إسرائيل بسقوط 126 صاروخا وقذيفة هاون، وبعد توقف استمر ما يقارب ال6 ساعات تجدَّد القصف الصاروخى، فى الوقت الذى انطلقت فيه صفارات الإنذار فى مدينة تل أبيب وعديد من المدن المجاورة. يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه خالد البطش، عضو الوفد الفلسطينى المفاوض بالقاهرة، أن «هناك مساعى حقيقية للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يتم بموجبها وقف إطلاق النار»، ولم يحدد البطش الإطار الزمنى لهذه المساعى، لكنه قال إنه يتوقع التوصل إلى هذه التهدئة فى أى وقت. وبدوره قال عزت الرشق، عضو الوفد، إنه «ليس هناك جديد بخصوص وقف إطلاق النار، وإذا حدث أى تطور سنعلن عنه مباشرة». كما قال زياد نخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، إن «الوفد الفلسطينى المفاوض فى القاهرة توصل إلى صيغة تضمن المطالب الفلسطينية من فتح المعابر وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار»، متوقعا التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار خلال الساعات المقبلة. فى حين أعلن أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الخارجية بحركة حماس، أن جهودا سياسية تُبذَل لوقف العدوان على غزة، مؤكدا عدم وجود نتائج نهائية حتى اللحظة، لافتا إلى أن «الجهد السياسى تصاعدت وتيرته فى هذه الأوقات لوقف إطلاق النار على القطاع»، مطالبا القاهرة ب«تحميل الاحتلال مسؤولية إفشال المفاوضات التى جرت فى القاهرة منذ أسبوعين». أما خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس، فقد صرح بأن الحركة الفلسطينية «ترحب بأى جهود سواء كانت قطرية أو تركية أو مصرية لتحقيق مطالب الشعب الفلسطينى لإنهاء الحرب»، لافتا إلى أن «المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى لن تصل إلى نتيجة إن لم تتعرض إسرائيل لضغوط المقاومة». وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد قالت لموقع «والا» الإخبارى العبرى إن «مصر تقوم بمساعٍ لوقف إطلاق النار لمدة شهر، وقد وصلت هذه المساعى لمراحل متقدمة قد يجرى الإعلان عنها قريبا». وأضافت أن «الجانب الفلسطينى بما فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامى أبدى موافقته على وقف إطلاق النار لمدة شهر على الأقل»، ومقابل هذه الموافقة سيتم فتح معبر رفح لمرور المواطنين الفلسطينيين كمرحلة أولى وفى المرحلة الثانية سيتم توسيع منطقة الصيد البحرى لتصل إلى 12 ميلا فى حال تمت المحافظة على وقف إطلاق النار، وكذلك فتح معبر كرم أبو سالم التجارى على مراحل لإدخال البضائع التجارية وصولا إلى إدخال مواد البناء. وعلى الصعيد الدولى وجَّه الرئيس النمساوى هاينز فيشر، انتقادات إلى الاحتلال الإسرائيلى، قائلا فى بيان له «عدد الضحايا الفلسطينيين كبير جدا مقارنة بتبريرات إسرائيل أفعالها وحماية أراضيها». من جانبها عقَّبت تسيبى ليفنى وزيرة القضاء الإسرائيلية، على التوقعات بوقف النار بين تل أبيب وغزة برعاية مصرية، قائلة لموقع «والا» العبرى: «المصريون قالوا إن وقف النار أولا ثم يمكن بعد ذلك التحدث وإجراء المباحثات، والمصريون محقون فى ذلك، دولة إسرائيل أعلنت أنه لن تجرى مفاوضات تحت النار ولهذا أعادت وفدها من القاهرة عندما تم تجديد القصف من قبل حركة حماس».