مشعل: صامدون مهما طال العدوان.. وتل أبيب: لن نسمح بميناء أو مطار مفاوضات الفرصة الأخيرة.. هكذا وصف سامى أبو زهرى -المتحدث باسم حركة حماس- المباحثات التى تدور فى القاهرة من أجل هدنة دائمة فى قطاع غزة. هذا فى الوقت الذى بدأت فيه أمس الإثنين المفاوضات غير المباشرة بين وفدى إسرائيل وفلسطين فى مقر المخابرات العامة فى القاهرة . و قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إن «الهدف الذى نصر عليه هو تلبية المطالب الفلسطينية وأن يعيش قطاع غزة بدون حصار، هذا أمر لا تراجع عنه»، مضيفا «نحن مصرون على هذا الهدف، وفى حال حصول أى تسويف إسرائيلى أو مماطلة أو استمرار للعدوان فإن حركة حماس مستعدة هى وبقية القوى الفلسطينية للصمود فى هذه المعركة الميدانية والسياسية، ولدى الجميع الجاهزية لكل الاحتمالات». وأضاف «الهدنة هى إحدى الوسائل أو التكتيكات، سواء لغرض توفير مجال مناسب لإنجاح المفاوضات أو من أجل تسهيل إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة». فى المقابل قالت الإذاعة العبرية إن «المحادثات غير المباشرة فى القاهرة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى بدأت بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل ودائم فى قطاع غزة»، لافتة إلى أن «وفدا إسرائيليا قد توجه للقاهرة صباح أمس للمشاركة فى هذه المفاوضات، مضيفة أن هذه الخطوة الإسرائيلية تأتى بعد التأكد من استتباب الهدوء وتوقف الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية على الأراضى الإسرائيلية». وبعنوان «فشل المفاوضات سيؤدى لعملية موسعة فى غزة»، قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن وفدًا إسرائيليا سافر للقاهرة من أجل جولة مباحثات حاسمة ومصيرية تتعلق بالحرب فى القطاع. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المباحثات تتضمن عدة موضوعات، فالترتيبات بين القاهرة وحماس فى ما يتعلق بفتح معبر رفح وتوسيع منطقة الصيد وزيادة ساعات فتح معابر البضائع بين القطاع وإسرائيل، وإعادة جثث الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار جولدين. وأشارت إلى أن جولة المباحثات الحالية تبدو الأكثر أهمية على الصعيد المصيرى، وإذا فشلت فهناك فرصة كبيرة فى أن تشن تل أبيب عملية برية موسعة جدا فى غزة، مضيفة أن السؤال الأهم هو التوصل لاتفاق وقف نار دائم أمر يعتمد على اتفاق بين القاهرة وحماس؟ والقضية الأساسية الآن هى شروط فتح معبر رفح والذى من المتوقع أن يتم إدخال جنود السلطة الفلسطينية بموافقة تل أبيب ومصر وحماس وأطراف أخرى إليه. وذكرت أن المصلحة المصرية لكبح حماس كبيرة، وعلى هذا يمكن الاعتماد على أن القاهرة ستمنع نقل السلاح إلى غزة، وبهذه الطريقة يتم نزع سلاح القطاع بشكل فعلى. وأضافت أن تل أبيب مستعدة للموافقة على توسيع منطقة الصيد وزيادة ساعات فتح معبر البضائع كرم أبو سالم، أما فى ما يتعلق بإعادة جثتى الجنديين أورون شاؤول وهدار جولدين، فإسرائيل مستعدة لتسليم معتقلين غزاوية وجثث مقاتلين سقطوا خلال الحرب، لكنها أشارت إلى أن التوصل لاتفاق بشأن إعادة الجثث سيدار بشكل منفصل عن مفاوضات وقف النار الدائم. وبعنوان «مفاوضات وسط التهديدات.. الوفد الإسرائيلى فى القاهرة»، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن وقف النار دخل حيز التنفيذ فى قطاع غزة، لكن حماس ما زالت تهدد بأنها ستجدد قصفها لتل أبيب إذا لم يتوصل الطرفان الفلسطينى والإسرائيلى إلى انفراجة بعد مدة ال72 ساعة. ولفتت الصحيفة إلى أن موقف تل أبيب فى المفاوضات هو الرفض المطلق لإقامة ميناء بحرى أو مطار فى غزة، لكنها توافق على فتح معبر رفح بشرط إشراف المصريين عليه، كما أن تل أبيب ستوافق على توسيع نطاق الصيد، وفى ما يتعلق بالأموال التى ستخصص لإعمار غزة، فإن تل أبيب تطالب بأن لا تصل تلك الأموال لحركة حماس، وإنما مباشرة لأياد المقاولين والهيئات والجهات المعنية بالإعمار. بدورها قالت مصادر أمنية لموقع «والا» الإخبارى العبرى إن التمويل السعودى لغزة هو الذى أدى لوقف النار، لافتة إلى أن المنظومة الأمنية فى إسرائيل ترى أن ما ساعد على عودة المفاوضات فى القاهرة هو استعداد السعودية والإمارات لتمويل إعمار القطاع، ومن ثم إضعاف السيطرة القطرية. من جانبها نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية شكوى بعض الوزراء فى حكومة نتنياهو من عدم إشراك الأخير له فى ما يتعلق بآخر تطورات المباحثات فى القاهرة. «معاريف»: فشل المباحثات سيؤدى إلى عملية برية موسعة هدوء فى غزة.. وتوتر فى الضفة هدنة ال72 ساعة المصرية بلا خروقات.. واشتباكات قرب نابلس تسفر عن استشهاد فلسطينى دخلت تهدئة ال72 ساعة التى توصلت إليها القاهرة، مساء أول من أمس، حيّز التنفيذ، وقال الجيش الإسرائيلى إنه «لا خرق لوقف إطلاق النار المؤقت فى قطاع غزة». وبدورها قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية: «احترمت كل من (حماس) وإسرائيل وقف إطلاق النار المعلن لمدة 72 ساعة، إذ إن هناك وقفا كاملا لإطلاق الصواريخ والهجمات الجوية منذ دخول التهدئة المؤقتة حيّز التنفيذ فى منتصف الليل». وكانت تل أبيب قد اغتالت 4 فلسطينيين، مساء أول من أمس، وقبل بدء الهدنة الجديدة فى سلسلة غارات على القطاع، ليرتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 1939 قتيلا و9886 جريحا، وهو ما ردّت عليه كتائب القسَّام، الجناح العسكرى لحركة حماس، وقبل 5 دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ، حيث قصفت بالصواريخ مدينة تل أبيب وعددا آخر من المدن والمستوطنات الإسرائيلية. وقالت الكتائب إنها «قصفت قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ تل أبيب بصاروخ من طراز (إم 75)، كما قصفت فى نفس التوقيت كلا من كريات ملاخى وكفار عزا وقاعدة سيدى تمان اللوجيستية بصواريخ جراد وقسام على دفعات»، لافتة إلى أن «هذا القصف يأتى ردا على جرائم الاحتلال بحقّ المدنيين وقصف المساجد والمنازل». وفى غزة، أعلن نزار حجاز، رئيس بلدية غزة، أن «خسائر بلديات قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع بلغت، وفق تقييم أوّلى، نحو 50 مليون دولار»، لافتا إلى أن «الاحتلال دمَّر ما يزيد على 5000 منزل، وطرقات وشبكات مياه وصرف صحى و12 بئر مياه بشكل كامل». هذا فى الوقت الذى بدأت فيه أنقرة إجراءات نقل جرحى غزة للعلاج فى تركيا، حيث توجَّهت طائرة إسعاف تابعة لوزارة صحة الأخيرة إلى مطار «بن جوريون» فى تل أبيب لنقل أوَّل دفعة منهم، والتى تضم 4 أشخاص، بينهم طفل، إلى العاصمة أنقرة، وقال محمد قوج، المسؤول عن الرحلة، إن «طبيب و3 ممرضين وجدوا على متن الطائرة الإسعافية المزوَّدة بتجهيزات العناية المشددة». وفى تل أبيب، طالبت وزارة الدفاع الإسرائيلية حكومتها بإضافة مبلغ يتراوح ما بين 16 إلى 19 مليار شيكل إلى الموازنة العسكرية الخاصة بالعام القادم، كما طالبت ب8 مليارات شيكل كتعويضات عن عملية «الجرف الصامد» المتواصلة على قطاع غزة. وفى الضفة الغربية، استشهد الشاب الفلسطينى، زكريا موسى داوود الأقرع، 23 عاما، وأصيب 5 آخرون خلال اشتباك مسلّح بينه وبين قوات الاحتلال الإسرائيلى التى اقتحمت، فجر أمس، بلدة قبلان جنوب شرق مدينة نابلس، وقال شهود عيان إن «قوات كبيرة من جيش الاحتلال يرافقها جرافة وآليات عسكرية اقتحمت بلدة قبلان، وحاصرت منزلا تحصّن فيه الشاب المقاوم، زكريا الأقرع، قبل أن يخوض معهم اشتباكا عنيفا استمر لساعات، حيث أطلقت قوات الاحتلال القنابل المتفجّرة والرصاص الحى بشكل كثيف تجاه المنزل، مما أدى إلى استشهاد الشاب».