ردود الأفعال حول العدوان الصهيونى على الحدود المصرية، كانت مغلفة بالغضب الشديد، الذى وصل فى بعض الأحيان إلى المطالبة ببدء الجهاد ضد إسرائيل. الشيخ يوسف البدرى يرى أن إسرائيل «من أعداء الله»، ويضيف «ما تفعله عدوان يستحق الجهاد بأى سلاح كان حتى لو وصل الأمر لتصنيع قنبلة ذرية». مفتى الجمهورية الأسبق الدكتور نصر فريد واصل، يشير إلى ضرورة إعداد العدة لمواجهة كل من يتربص بنا، ولكن من خلال قرار سيادى، «الجهاد لا يجب أن يكون عن طريق الدعوات الفردية لأنها أمر خطير يشتت وحدة الشعب، ونحن فى أشد الحاجة إلى استقرار البلاد»، بينما يرى الأستاذ فى جامعة الأزهر، والقيادى الإخوانى الدكتور عبد الخالق الشريف أن «الجهاد قرار بيد الدولة». جماعة الإخوان المسلمين قالت فى بيان صدر أمس، إن إسرائيل غفلت عن أن مصر تغيرت بعد الثورة، واسترد شعبها حريته وكرامته وإرادته، ومن ثم لن يسمح بمرور جريمة قتل أبنائه فى سيناء، دون عقاب. البيان أشار إلى أنه «إذا كان الصهاينة يتصورون أن الجيش المصرى العظيم منشغل بإدارة شؤون الوطن، وأن ذلك سيصرفه عن واجبه المقدس، فى حماية الوطن والشعب، فهم واهمون»، مضيفا «الشعب المصرى كله ظهير داعم للجيش، بل يمكن أن يتحول إلى جيش يدافع عن تراب الوطن وسيادته». «مصر لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد». العكس صحيح، كما قال المرشح المحتمل للرئاسة، الدكتور محمد سليم العوا، فى مؤتمر جماهيرى حاشد، عقد فى الغربية، مساء أول من أمس، مدينا بشدة العدوان الإسرائيلى على الحدود المصرية، نافيا وجود أى صفقات بين القوات المسلحة المصرية وإسرائيل، لإجراء عمليات أمنية مشتركة فى سيناء، للتصدى لعناصر متطرفة، وأضاف «لا بد من تعزيز عدد الجنود المصريين فى سيناء، من 3 آلاف إلى 30 ألف جندى». أما الجماعة الإسلامية فرفعت شعار «لا وقت للخلافات أو الجدليات السياسية، أمن مصر خط أحمر»، مؤكدة إدانتها العدوان الإسرائيلى «الذى تسبب فى إراقة دماء طاهرة من جنود مصر على تراب سيناء». الجماعة طالبت فى بيان لها صدر أمس، بإجراء تحقيق فورى للوقوف على حقيقة الاعتداءات الإسرائيلية، التى لا يمكن التغاضى عنها من قبل مصر ما بعد الثورة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد تل أبيب، وإلزامها بتعويض أسر الضحايا. من جانبه، قال رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة، إن الجماعة تنتظر ما ستسفر عنه التحقيقات التى تجرى بصدد الحادثة، لإطلاع الرأى العام عليها، لافتا إلى أن الجماعة تدرس القيام «بمزيد من الإجراءات العملية، إزاء ما حدث من اعتداء وقح من قبل إسرائيل على السيادة المصرية».