برز نائب رئيس محكمة النقض السابق، المستشار محمود الخضيرى، خلال انتخابات مجلس الشعب وكأنه مرشح الإخوان المسلمين. الإخوان أخلوا له الدائرة ودعموه بقوة فى هذه الانتخابات وزايدوا على السلفيين «الذين أعلنوا دعمه أيضا»، متهمين حزب النور بالتحالف مع خصمه طارق طلعت مصطفى. فلماذا تخلى الإخوان عن ترشيح حليفهم الخضيرى، الذى أعلن منذ فترة ترشحه لرئاسة المجلس، مدعوما بمعظم القوى السياسية، بالإضافة إلى الخبرة القانونية والدستورية التى تجعله أكثر النواب تأهيلا لترؤس المجلس التشريعى. الخضيرى، الذى تلقى عديدا من الاتصالات من قبل «التحالف الديمقراطى» وعدد من الأحزاب السياسية، ومنها «النور» و«المصريين الأحرار»، لطرحه مرشحا لرئاسة البرلمان، لتمتعه بخبرة قانونية وعدم انتمائه إلى أحزاب، رفض التعليق على الأمر، وقال «لا يهمنى المناصب». المستشار محمد الشبراوى، مسؤول حملة المستشار الخضيرى الانتخابية، نقل عن الخضيرى تأكيده الدائم أن «مجلس الشعب المقبل يحتاج إلى التوافق لا إلى التنافس والخلاف على المناصب، وأن الأمر داخل البرلمان يجب أن لا يتوقف على الأغلبية ولكن بأخذ رأى جميع الأحزاب وكذلك المستقلين الذين يمثلون كتلة كبيرة داخل البرلمان، وأن أمر ترشيحه لرئاسة مجلس الشعب متروك للنواب». الشبراوى توقع أن تتوافق الأحزاب على رئاسة الخضيرى اللجنة التشريعية، معتبرا أن ما قام به حزب الحرية والعدالة من ترشيح رئيس للبرلمان لا يملك الخبرة القانونية الكافية، سابقة لم يتجرأ على فعلها الحزب الوطنى المنحل. لكن منسق «التحالف الديمقراطى»، الدكتور وحيد عبد المجيد، دافع عن اختيار الإخوان، قائلا «إن اختيار الدكتور سعد الكتاتنى نابع من قناعة التحالف الديمقراطى بأن الكتاتنى هو الشخص المناسب فى المكان المناسب، لما يتمتع به من إمكانيات لم تكن فى باقى الأسماء التى تم ترشيحها لتولى هذا المنصب، كالمستشار محمود الخضيرى، والدكتور عصام العريان، وغيرها من الأسماء الأخرى». عبد المجيد يرى أن «الكتاتنى يتمتع بقدرة هائلة على الإدارة والنجاح والعمل فى أحلك الظروف صعوبة، وأنه وجه ذو قبول فى الأوساط السياسية والإعلامية المختلفة، وأن لديه قدرة على التحمل بشكل كبير، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن البرلمان المقبل يحتاج إلى قائد وإدارى ناجح لا إلى خبير قانونى، منوها إلى أن النظام السابق خدع الشعب بإصراره على اختيار شخصيات لها خلفية قانونية لتولى رئاسة البرلمان، وهو ما ترسخ عند الجمهور، ولكن الواقع فى كل برلمانات العالم أن الرئيس يكون رجلا ذا خلفية سياسية لا قانونية. عبد المجيد أشار إلى خبرة الكتاتنى فى الدورة الماضية وقدرته على تولى رئاسة الكتلة البرلمانية للإخوان، ونجاحه فى قيادتها فى ظل الظروف الصعبة من صدامات مع النظام السابق. منسق «التحالف الديمقراطى»، أشار إلى أن الحزب هو الذى رشح الدكتور محمد سعد الكتاتنى ولا دخل للجماعة فى ذلك، لافتا إلى قرار الكتاتنى بالاستقالة من الحزب فى حالة تسلم مهام رئيس مجلس الشعب الجديد فى الفترة المقبلة.