أعلنت الحكومة المصرية أن المنطقة بها 4.8 مليارات برميل نفط ما قد يرفع احتياطات مصر إلى الضعف, ما مكن الشركات النفطية العالمية التي نجحت في إزالة مخلفات الحرب من هذه المنطقة من تحقيق بعض المكاسب النفطية، إضافة إلى أن هذه المناطق تحتوي أيضا على أكثر من 600 مليون طن من الثروات المعدنية ومجموعة من الأراضي الصالحة للتنمية الزراعية والسياحية, ومما لا شك فيه أن وجود مثل هذه الألغام يعرقل كثير من المشروعات التنموية والخدمية مثل مشروع منخفض القطارة.وتعكس هذه الحقائق أهمية البحث عن حلول مبتكرة لمشكلة الألغام الأرضية في مصر باستخدام التقنيات الروبوتية المتطورة لضمان أفضل كفاءة في تنفيذ عملية التطهير في وقت أقل ودرجة أمان أعلىِ. قال خالد الطوخي، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تعليقا على المسابقة الدولية لاكتشاف الألغام الأرضية تحت عنوان "نحو عالم خالٍ من الألغام الأرضية"إن الأمل في شباب مصر كبير ،وأنهم يستطيعون بطموحهم وإبداعاتهم المساهمة بشكل كبير في حل الكثير من مشكلات مصر ،وأشار إلى أن جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لن تدخر جهداً لمساعدة هؤلاء الشباب في تحقيق طموحاتهم وآمالهم. وأشار المهندس محمد عبود، مدير مؤسسة "حدث"، إلى أن هذه المسابقة تسعى لتشجيع الشباب في جميع أنحاء العالم على تصميم وتصنيع ربوتات لديها القدرة على السير في الصحراء أو الأراضي الطينية الوعرة والتعرف على الألغام الأرضية وتحديد مكانها بدقة عالية، مما سيكون له فائدة عظيمة في تطوير تقنيات جديدة بخبرات وكفاءات مصرية ودولية تساهم في حل مشكلة الألغام المستعصية والتي تمنع مصر من الاستفادة من جزء كبير من مواردها الطبيعية خاصة في منطقة الساحل الشمالي ووسط سيناء حيث يوجد في هذه الأماكن أكثر من 22 مليون لغم تم زرعها خلال الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب مع إسرائيل. وأشار إلى إن الهدف الأساسي للمسابقة هو زيادة الوعي العام بمشكلة الألغام الأرضية ومخلفات الحروب في مصر والعالم وتشجيع الباحثين والشركات على التوصل إلى حلول مبتكرة لهذه المشكلة باستخدام التقنيات الروبوتية. فعادة ما يقال أن اللغم هو الجندي المثالي، الذي يدمر ولا يأكل ولا ينام ويستمر في الخدمة لسنوات طويلة، ونتيجة لهذا الاعتقاد فقد تكالبت العديد من الدول في التوسع لاستخدام الألغام في الصراعات العسكرية الدولية والتي يستمر تأثيرها إلى ما بعد انتهاء النزاعات مخلفة ورائها 20 ألف حادثة سنوية بمعدل 1500 حادث كل شهر أو ما يقرب من 40 حادث يوميا قد ينجم عنها وفاة أو الإصابة بالعمى أو الحروق أو بتر الأعضاء. وتصنف مصر عالميا من أكثر الدول تلوثا بالألغام الأرضية ويأتي ترتيبها خامس دول العالم من حيث عدد الألغام المزروعة بأراضيها بالنسبة للمساحة الكلية، التي تشغلها، حيث تحتوى على ما يقرب من 22.7 مليون لغم. ويتركز معظم هذه الألغام في الساحل الشمالي و بعض مناطق البحر الأحمر وخليج السويس، وتحتوي منطقة الساحل الشمالي الغربي على ما يقرب من 17.2 مليون لغم تمثل الذخائر ومخلفات الحروب، التي لم تنفجر 75% من هذا العدد و تمثل الألغام الموجهة ضد الدبابات 5.2% منها والباقي يمثل ألغام ضد الأفراد. يشكل وجود هذا العدد الهائل من الألغام الأرضية و الذخائر التي لم تنفجر تهديدا خطيرا لحياة وسلامة البشر ممن يرتادون هذه المناطق الموبوءة بالإضافة إلى حرمان مصر من الاستفادة طوال العقود الماضية من عائد تنمية الموارد الطبيعية الهائلة بتلك المناطق التي هي حاليا رهينة للألغام، وتتمتع المناطق الموبوءة بالعديد من المصادر الطبيعية والثروات التي يمكن أن تساعد فى تنمية ودعم الاقتصاد المصري، على سبيل المثال تحتوي منطقة الساحل الشمالي الغربي على ما يقرب من 14% من احتياطي البترول والغاز.