والنكتة قديمة.. عن ذلك اليهودى البخيل الذى مات ابنه فكتب نعيا له فى الصحيفة، ولكن بخله «نقح» عليه، فاستغل مساحة النعى فى الدعاية وكتب: «كوهين ينعى ولده.. ويصلح ساعات»! بايخة؟.. مش مهم.. ولكن الأبوخ بالتأكيد هو ما حدث بعد ظهور نتيجة أوائل الثانوية العامة منذ أيام.. تبارت الصحف كالعادة فى خطف الأحاديث الصحفية من الأوائل: التعليم رائع.. لن نترك الوطن.. نحن الأمل القادم.. مصر محتاجالك يا رأفت... كل هذا جميل، ولكن وسط كل هذه التصريحات لا بد أن تظهر عبارة: «وأؤيد الرئيس السيسى»! ما دخل العبارة السابقة فى تصريحات لا بد أن يكون مضمونها عن حال التعليم، والعقبات التى عانى منها الأوائل ليتم تداركها وحلها، ورؤية كل طالب لإصلاح المنظومة التعليمية إن كان لديه رؤية؟ ما سبب «حشر» تأييد الرئيس السيسى وكأنه ختم النسر على سنوات من المجهود الشاق من الطالب وعائلته؟ الإجابة المتوقعة: دعهم يمارسوا السياسة ويعبروا عن توجههم السياسى.. ماشى.. ماذا لو أجاب أحد الطلبة عن توجهه السياسى قائلا: «أنا أؤيد الرئيس مرسى الرئيس الشرعى للبلاد»، وخرم عين الصحفى بأصابعه الأربعة المكونة لإشارة «رابعة»؟.. هل ستسلط الصحافة الضوء على هذا الطالب النابغ المتفوق؟ هل ستذكر الصحافة الموقرة أن هذا الطالب ضد سياسة البلد الحالية، وأنه لا يؤمن بالرئيس الحالى، وأنه دليل دامغ على أن هناك من معارضى النظام الحالى العديد من الوجوه المشرقة المشرّفة؟ ثبتوا معاييركم يا اخوانّا وارحمونا.. واتركوا الشباب القادم ليختار ما يريد، وعاملوهم بما حققوه لا بما اتفق مع توجهاتكم وألاعيبكم السياسية.. وكفوا عن النفاق المأثور «ونُهدى هذا الفوز للرئيس راعى أى حاجة فى مصر».. بدلا من أن تصبح النكتة فى مصر «كوهين ينعى ولده.. ويؤيد السيسى»!