أعلنت كولومبيا أمس الحداد الوطنى لمدة 3 أيام حزناً على رحيل الأديب العالمى جابرييل جارسيا ماركيز الذى وافته المنيه فى منزله بالعاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتى عن عمر يناهز 87 عاماً. وأكد الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس أمس الأول خبر وفاة صاحب جائزة نوبل للآداب ماركيز عقب إصابه بالتهاب رئوى حاد. وبعد بضع ساعات على إعلان نبأ الوفاة ، أوضحت العائلة فى بيان أن الجثة ستحرق «فى مراسم خاصة» ، وعلى الفور، تجمعت الحشود أمام منزله فى حى «إل بيدريجال دى سان أنجل « الراقى فى مكسيكو سيتى . وكانت شقيقة الكاتب عايدة جارسيا ماركيز طالبت سابقا بإعادة الجثة الى مسقط رأسه كولومبيا، لكنها أضافت أن القرار النهائى يعود لزوجته وولديه. كما نوه الكاتب البرازيلى باولو كويلو بالروائى الذى كسر الجدار بين الحقيقة والخيال، ممهدا الطريق لجيل برمته من الكتاب الأمريكيين اللاتينيين. وأثار نبأ رحيل الأديب الكولومبى الشهير ردود فعل متعددة على مستوى العالم ، حيث أعرب الرئيس الكولومبى فى تغريدة له على موقع «تويتر» عن بالغ حزنه لوفاة «أعظم كولومبى على مر العصور»، وقال فى كلمة مقتضبة عبر التليفزيون : «تخليدا لذكرى جابريال جارسيا ماركيز أعلنت الحداد الوطنى لمدة ثلاثة أيام»، كما أمر الرئيس ب»تنكيس الاعلام» فى كل المؤسسات العامة مطالباً الكولومبيين بالقيام بالشيء نفسه فى منازلهم. وتلقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة ماركيز، مؤكداً أن العالم فقد برحيله أعظم كتابه. ونعى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أمس الكاتب الكولومبى، وأثنى فى بيان صادر عن الإليزيه على مسيرة ماركيز الذى وصفه بأنه «عملاق الآداب»، موضحا أنه بوفاته فقد العالم أحد أكبر المثقفين فى أمريكا اللاتينية والأكثر تأثيراً فى العصر الحالى. واعتبرت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أن شخصيات رواياته ، وما كشف عنه من حياة أمريكا اللاتينية الفطرية ، علامات محفورة فى قلوب وعقول ملايين البشر. وأكد رئيس الإكوادور رافائيل كوريا أن «جابو رحل وتركنا فى سنوات من العزلة» ، فى إشارة إلى عنوان روايته الأشهر ، لكن «أعماله وعشقه للإنسانية سيبقيان .. وداعا حتى النصر يا جابو». وقال الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون: «حين قرأت روايته مائة عام من العزلة قبل 40 عاما ، شعرت بالذهول من قدرته على التخيل ، وأشعر بالفخر لأننى كنت أحد أصدقائه طوال 20 عاما». ولد الكاتب الكولومبى الشهير فى السادس من مارس عام 1927 بقرية أراكاتاكا فى كولومبيا، ودرس القانون بناء على طلب والديه فى بوجوتا بين عامى 1946 و 1950 ثم بدأ العمل الصحفى كمراسل فى كولومبيا. وأقام جارسيا ماركيز الذى يعتبر أحد أهم كبار الكتاب فى تاريخ الأدب باللغة الأسبانية فى المكسيك منذ عام 1961 مع فترات متقطعة عن الإقامة فى كولومبيا وأسبانيا وكوبا ، وقد ابتعد منذ سنوات من الحياة العامة. واشتهر ماركيز بين أصدقائه ومعجبيه باسم «جابو» أشهر روائى فى أمريكا اللاتينية ، ونال شهرة كبيرة بعد نشر رواية «مائة عام من العزلة» عام 1967 ، إذ نال عنها جائزة نوبل فى الأدب عام 1982 ، كما كتب أعمالا أخرى نالت شهرة مثل «خريف البطريرك» و»الحب فى زمن الكوليرا» و»وقائع موت معلن» ، كما حصل ماركيز على لقب «رائد الواقعية السحرية» .