كان هذا وقت البرازيليين لكرة القدم، حيث يجدون أكبر نجوم اللعبة في العالم داخل ملعبهم. بيليه، وجارنيشا، وجيرسون، وجيرزينيو، وكارلوس ألبرتو، وتوستاتو، جميعهم لعبوا في دوري واحد ما بين الستينيات والسبعينيات على سبيل المثال. كما أن زيكو وجونيور وفالكاو وسقراط وروبرتو فعلوا ذلك في الثمانينيات. تدريجيا، بدأ البرازيليون يرون نجومهم يلعبون في الخارج. كان هناك رونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس ورونالدينيو وكاكا وروبينيو.. ما رأيناه أول من أمس كان بمثابة الحلم. البرازيليون في ملعب فونتي نوفا يمكن أن يروا بأم أعينهم أفضل لاعبي العالم على نفس الملعب، وهم يتواصلون معهم أيضا. شعرت بأنها أفضل الأوقات الجيدة بالنسبة لي. هولندا 5 إسبانيا 1.. هذا مثال لماذا تستحق كأس العالم أن تكون أقوى بطولة. مثل هذه المباريات تجعلنا ننسى كل المشكلات والتفكير الذي يؤرقنا.. أجل تلك المباريات تستحق ذلك. كاسياس، بيكيه، تشافي، إنيسيتا، ديفيد سيلفا، روبين، سنايدر، فان بيرسي.. كانوا جميعا يلعبون معا مرة أخرى، كما هو الحال في نهائي عام 2010. ولكن هذه المرة من أجل الانتقام. بعد ركلة جزاء أخرى مثيرة للجدل (الكل تذكر طبعا ركلة فريد ضد كرواتيا)، تمكنت هولندا من انتزاع التعادل برأسية رائعة من فان بيرسي. عندما سجل هذا الهدف، فكرت قائلا: «هذا الرجل الذي ينفق كل أمواله من أجل شراء تذكرة لهذه المباراة، هو فعلا محظوظ». لم أكن أعلم ما القادم بعد.. في الشوط الثاني طارت الكرة إلى نصف الملعب الإسباني، ومن شأن الرجل أو اللاعب العادي أن يحاول السيطرة عليها بصدره. ولكن روبن ليس رجلا عاديا.. إنه عبقري. في الطريق لمست قدمه اليسرى الكرة في الهواء؛ ليرواغ بتلك الطريقة بيكيه ويسجل هدفا في كاسياس يمكن وصفه ب«السحر الخالص». بعد هذا الهدف، كان لي ذكرى أخرى مع تلك المباراة. استيقظت الساعة الخامسة صباح أمس؛ للحصول على رحلة إلى فورتاليزا؛ لأشاهد مباراة أوروجواي وكوستاريكا. في مطار ريو دي جانيرو، رأيت الآلاف من المشجعين الأجانب فخورين بارتدائهم القمصان الخاصة بمنتخباتهم الوطنية للحصول على طائرة أخرى، بينما بينهم مجموعة أثارت انتباهي: هم خمسة رفاق، يرتدون الأزياء البرتقالية والأحذية البرتقالية، وفي أيديهم زجاجات البيرة. والساعة أصبحت السادسة صباحا وهم يغنون في المطار! فعندما سجل روبن، فكرت قائلا: «في هذا الوقت، هؤلاء الرجال هم على الأرجح الأكثر سعادة في السلفادور». كيف يمكن لأي شخص أن لا يحب كأس العالم؟ هل هناك مكان آخر يمكن أن ترى فيه مثل تلك المشاهد؟ هذا هو الجو الذي كنت أتحدث عنه عندما بدأت في كتابة تلك المقالات. لقد كنت في جنوب إفريقيا قبل أربع سنوات، وسافرت إلى جوهانسبرج قبل شهر كامل من انطلاق البطولة، وشعرت بأجواء البطولة في كل ركن من أركان المدينة. كان من المستحيل على شخص أن يفكر: «البرازيل ينبغي أن تكون أكبر من ذلك بكثير.. البرازيل بلد كرة القدم». ولكن الآن فقط، عندما بدأت اللعبة، نحن نشعر بأجواء كأس العالم. شواطئ كوباكابانا بات لديها مزيد من السياح يسيرون عليها الآن، بجانب البرازيليين. أنا أحب هذا الأمر. وهذا هو الوقت الذي كنت أتساءل فيه قبل أربع سنوات. ما حدث حقيقة في سلفادور كان حلمًا: ستة أهداف، وفريقان كبيران، التاريخ يمكن فقط أن يكون مكتوبا في بطولة مثل هذه. روبين وفان بيرسي في ملعب فونتي نوفا سبب رئيسي لوجود مثل تلك البطولات.. علينا أن ننسى ملايين الريالات (العملة البرازيلية) التي أنفقت. إنها أسست لنا لمباراة كرة قدم رائعة. وليحدث ما يحدث ويحتج من يحتج. فتلك المباراة أثبتت أنه على إسبانيا أن تقدم كثيرا إذا ما أرادت الاحتفاظ باللقب. رجال فيسنتي ديل بوسكي هم أكبر أربع سنوات الآن، تشافي وإنيسيتا لا يمكن أن يقدما طريقة لعبهما المعتادة، ودييجو كوستا يعاني من صافرات الاستهجان المطلقة منه من قبل الجماهير؛ فالبرازيليون لا يغفرون له اختياره اللعب باسم إسبانيا بدلا من البرازيل. كما توقعنا، فازت تشيلي على أستراليا. الآن، إسبانيا لديها معضلة كبيرة في المستقبل: هناك احتمال كبير لأن تحتل المرتبة الثانية، وهذا من شأنه أن يضع البرازيل في طريقها، أو بعبارة أخرى، أن تكون إسبانيا في طريق البرازيل. لا أحد يفضل أن تكون تلك المواجهات في المرحلة الثانية فقط، لا الفيفا، ولا الجماهير، ولا المنتخبات. تلك هي المباراة التي ينبغي أن تكون في النهائي ب«ماراكانا». النجوم يقومون بوظائفهم، لكن هناك مشكلة واحدة تشوه الصورة حتى الآن في المونديال: وهي الحكام. يوم الخميس منح الحكم الياباني يويتشني نيشيمورا البرازيل ركلة جزاء ليست صحيحة، وكانت حاسمة في تحقيق البرازيل للانتصار ضد كرواتيا. لقد أخطأ الحكم، والكروات غاضبون؛ حتى إن بعض المشجعين الكروات التقوا نيشيمورا في المطار، وبعد المباراة هددوا بضربه، لكن حراس الأمن قاموا بحماية الحكم. في مؤتمر صحفي في استاد ماراكانا، أظهر رئيس لجنة الحكام التابع لفيفا، ماسيمو بوساكا، صورة لفريد وهو يتم دفعه في منطقة الجزاء، ودافع عن الحكم الياباني، وقال: «هذا ما تم الاتفاق عليه، إذا لم يحدث أي خطأ لم نكن سنناقش ذلك في الوقت الحالي. كما أن الحكم لديه ثوان معدودة كي يتخذ فيها القرار». بعد بضع ساعات من المؤتمر الصحفي، لعبت المكسيك والكاميرون في ناتال. وشاهدنا ما حدث: سجل جيوفاني دوس سانتوس هدفين، صحيحين قانونيا، ولكن الحكم لم يحتسبهما. على الأقل، حصلت المكسيك على الهدف من بيرالتا، وفاز فريقه. ولكن اللاعبين خرجوا من الملعب ولديهم قلق كبير من الحكام في لقائهم البرازيل يوم الثلاثاء المقبل. وقال رافا ماركيز: «أجل، لكن هذا شيء لا يمكن محاربته أو مجابهته، عليك أن تتقبل الأمور، وآمل ألا تحدث مثل هذه الظروف مرة أخرى»، مضيفا «كان واضحا أنها لم تكن ركلة جزاء التي حصل عليها فريد». النجوم في المونديال، بدأوا يلعبون، نيمار وتياجو سيلفا وروبين وفان بيرسي وسانشيز وجيوفاني دوس سانتوس.. دعونا نتركهم يقدمون أفضل ما لديهم ويتألقوا، من دون أي إزعاج، خصوصا من الحكام.