فى حديث مع سياسى لبنانى صديق، قال إنهم فى لبنان فى انتظار مصر. .. فكان ردّى أيضًا أن العرب جميعًا فى تلك المرحلة فى انتظار مصر أيضًا. .. بل إن المصريين أيضًا فى انتظار مصر. .. مصر التى أبهرت العالم بالتخلّص من الديكتاتورية والاستبداد فى ثورة 25 يناير ضد عصابة مبارك التى قزّمت مصر ودورها وأضاعت فرص التقدّم فى مصاف الدول التى يُعمل لها حساب.. لكن العجز وقهر الناس من أجل التمسّك بكرسى الحكم.. ومحاولة توريثه من بعده وكأن مصر أصبحت عزبة خاصة.. وإشاعة الفساد بين الناس.. لتصبح البلاد فى قبضة عصابة تحكم وتسيطر على موارد البلاد. .. ومصر التى تخلّصت من عصابة الجماعة التى تاجرت بالدين واستطاعت أن تقدّم نفسها بأنها مضطهدة خلال سنوات طويلة.. فإذا بها تسطو على حقوق الشعب.. وتهدر كرامته.. وأرادت هدم البلاد ومؤسساتها. .. فقدم الشعب درسًا عظيمًا فى التخلّص من تلك العصابة فى ثورة 30 يونيو التى كانت نتيجة نضال الملايين من المصريين ضد استبداد الجماعة لما يزيد على 6 أشهر بعد أن أظهرت طمعها وسرقتها لثورة 25 يناير ومبادئها.. وحاولت تحويل مصر إلى عزبة خاصة تابعة لمكتب إرشادها.. ولم تختلف أبدًا فى حكمها عما كان يفعله مبارك وعصابته. .. فقدم الشعب المصرى نموذجًا فى التخلّص من الاستبداد الجديد الذى كان يغلّف نفسه بالدين. .. فقد كانت مصر وشعبها مقدامًا فى التخلّص من الاستبداد وقدم الشعب نموذجًا جديرًا فى القضاء على نظام ديكتاتورى عتيد يحاول البعض هدمه الآن وتلويثه بادعاءات كاذبة. .. لقد قدّمت مصر خدمات جليلة ليس للشعوب العربية فقط، خدمات جليلة بالتخلّص من تلك العصابات التى كانت تحكم البلاد ولم يكن يهمها أى وطن.. فقد كانت تسعى إلى بناء عزب خاصة على حساب الأوطان. .. ولعل بعض الدول تعى ذلك تمامًا الآن.. فقد كانت معرّضة لكوارث كثيرة تؤثّر عليها وعلى مستقبلها. .. إذن ليست المساعدات التى تقدّمها تلك الدول لمصر نوعًا من إرضاء التسوّل كما يدّعى البعض.. فهو أمر واجب على تلك الدول التى تريد استعادة مصر فى ظل الظروف الدولية التى ساعدت على نشر الإرهاب. .. فالكل فى انتظار مصر الديمقراطية الفنية. .. فى انتظار مصر بتاريخها وجغرافيتها.. وبشرها الذين يبهرون العالم دائمًا وفى لحظات مهمة وتاريخية. لقد كان لمصر دور مهم فى الربيع العربى، ويتبعها الكثير من الشعوب.. لكن كانت هناك أيادٍ آثمة عملت على تلويث ثورات الشعوب العربية ضد الاستبداد، وعملت على نشر الإرهاب والتطرّف فى المجتمعات العربية فى مواجهة تلك الثورات الشعبية.. وهو الأمر الذى استغلته رموز الأنظمة الاستبدادية وعملاؤها والذين استفادوا منها للتهكّم على تلك الثورات. .. كما كان لمصر دور مهم فى كشف إرهاب عصابة جماعة الإخوان والمتحالفين معها من الإرهابيين القدامى. .. والآن فى انتظار مصر لاستعادة مكانتها ودورها فى التنوير. .. فى انتظار مصر الديمقراطية التى تقدّم دروسًا للعالم. .. فى انتظار انتخابات رئاسة بشفافية ونزاهة. وفى انتظار رئىس قوى للبلاد يسهم فى استعادة مصر على الخريطة مرة أخرى ودورها المؤثّر على جميع المستويات. .. وفى انتظار برلمان يسهم فى بناء مجتمع ديمقراطى يؤكد أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو. .. نعم، العالم فى انتظار مصر.