النمنم ل«ياسر جلال»: الدفاع عن الداخل المصري كان دائماً مهمة وطنية 100%    القومي للمرأة يكرم خريجات أكاديمية أخبار اليوم المشاركات في لجنة رصد دراما رمضان 2025    قداسة البابا يشهد احتفالية اللجنة المجمعية للطفولة بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية    نجل عبدالناصر: رواية إنزال قوات صاعقة جزائرية في التحرير غير صحيحة    متى يتم صرف الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    جمال شقرة: تهديد القاهرة بعد 1967 رواية لا أساس لها من الصحة    زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ: اتفاق محتمل لإنهاء إغلاق الحكومة    خارجية باكستان تبدي استعدادها للتحاور مع أفغانستان بعد فشل المفاوضات الأخيرة في إسطنبول    طائرة تابعة لإير فرانس تحول وجهتها إلى ميونخ بسبب رائحة حريق بقمرة القيادة    السوبر المصري | بن شرقي: الأهلي مع توروب قادر على تحقيق الكثير من البطولات    رسميا.. رينارد يستبعد نجم الهلال من معسكر السعودية    قناة الزمالك بعد الخسارة من الأهلي: معًا في السراء والضراء    عمرو أديب بعد هزيمة الزمالك: بنلاعب فرقة فيها 10 مهاجمين وحارس.. أقل لاعب غلبان اسمه تريزيجيه    مرتجي: توروب يعمل 20 ساعة يوميا لتطوير أداء الأهلي    محافظ الدقهلية: ضبط 4 طن دجاج وكبدة دواجن غير صالحة للاستهلاك    السجن المشدد 10 سنوات للمتهم بحيازة أقراص ترامادول وحشيش في الزيتون    الست موناليزا.. مي عمر تخوض سباق دراما رمضان 2026    محمد المنشاوى ل كلمة أخيرة: هليوبوليس يملك ناديين من الأفضل فى الشرق الأوسط    ختام منتدى إعلام مصر بصورة تذكارية للمشاركين فى نسخته الثالثة    مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكرم ياسر صادق عن عطائه للمسرح المصري    فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين    وزير الرياضة: مليار مشاهدة لنهائي السوبر تعكس مكانة الكرة المصرية    بينسحبوا في المواقف الصعبة.. رجال 3 أبراج شخصيتهم ضعيفة    بيطري القليوبية تطلق حملة لتحصين الماشية للوقاية من الأمراض    دايت من غير حرمان.. سر غير متوقع لخسارة الوزن بطريقة طبيعية    خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة    الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام واشنطن القوة ضد قوارب في الكاريبي    لو زوجتك مش على بطاقتك التموينية.. الحل فى 3 دقائق    «المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط    زينة تقدم واجب العزاء لوالد محمد رمضان بمسجد الشرطة    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    العربى الناصرى: المصريين بالخارج قدموا مشهد وطنى مشرف فى انتخابات مجلس النواب    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" يطلق ماراثون "حقهم يفرحوا.. واجبنا نحميهم"    زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هويدا طه : التضحية بمبارك واجب وطني الآن..لإنقاذ مصر

رسالة من مواطنة عادية إلى جيش مصر العظيم المصريون متوترون بعد نحو شهرين من نجاح الخطوة الأولى في ثورتهم الكبرى، وصل التوتر إلى ذروته في نهاية يوم جمعة المحاكمة والتطهير بعد التطورات السريعة التي حدثت بعد منتصف الليل..
عندما تدخلت القوات المسلحة لفض الاعتصام بالقوة.. واعتقال بضع من ضباط الجيش الذين انضموا بزيهم العسكري إلى المتظاهرين تضامنا- كما قالوا- مع مطالب الثورة ومطالبة بتنحي المجلس العسكري، نعم نحن متوترون.. نحن الشعب.. ولنرى المشهد من أكثر من زاوية.. لكن قبل ذلك ربما ينبغي أن أوضح أن مشاركتي في الثورة هي ضمن مشاركة أغلبية كانت صامتة ثم تحركت حشودا في مشهد سجله التاريخ الإنساني.. كنت ضمن تلك الحشود لا أكثر ولا أقل.. وليس كل يوم من أيام الثورة الأولى.. الثمانية عشر يوما.. بل بضع أيام منها فقط.. لم أكن من القيادات الثورية ولا أي نوع من القيادات ولم أكن أبيت بميدان التحرير أو أيا من الميادين الأخر.. مثلي مثل الملايين الحاشدة التي استجابت لنداء التظاهر السلمي حين شعرت بالأمل ثم.. ثم عادت للمتابعة من بعيد.. المصريون أبناء الأغلبية التي كانت صامتة عادوا للمتابعة من بعيد.. يبكون الشهداء ويتابعون الجدال السياسي والطائفي والطبقي ويقبضون على قلوبهم خوفا من المجهول.. وكانت آخر مشاركة لي هي استجابة مفعمة بالأمل لنداء التظاهر يوم جمعة المحاكمة والتطهير.. ومرة أخرى.. شاركت كما الحشود شاركت وانصرفت عند غياب الشمس بمشاعر متضاربة.. منها ذلك الضيق بعدم التنسيق والتنظيم بين القوى المنظمة للتظاهرة وشعوري بالتصارع فيما بينها ومنها ذلك التوتر بسبب ما حل بالثورة من جمود.. لكن لماذا إذن أنقل ما أراه طالما أنني لا أنتمي لمحركي الثورة أو قياداتها أو منسقيها؟ أنقله لهذا السبب بالضبط.... أنقله لأنني مواطنة عادية تتابع المشهد من بعيد ومن زوايا مختلفة..
أولا: تطهير الجيش.. مسؤلية من؟
# الشعب يثق في جيش مصر هذه نقطة لا جدال عليها.. نحن المصريون لسنا فقط نحترم جيشنا وإنما نحبه أيضا ونطمئن إليه.. هذا شعور جمعي راسخ في الوجدان المصري.. وزعزعة هذا الشعور الراسخ ليس في صالح مصر أبدا ولن يكون إلا في صالح أعدائها داخليا وخارجيا، لكن هذا لا يعني أن الجيش مؤسسة ملائكية..
# الجيش قد يكون به فساد ما هنا أو هناك لأنه أولا يتكون من بشر مثلنا وثانيا ظل هذا الجيش كذلك أسيرا لمبارك المخلوع عقودا من الزمن.. فلا عجب إذن أنه قد يطاله فساد عند بعض رجالاته الكبار، وثالثا الجيش ليس هو المجلس العسكري.. المجلس العسكري الآن هو بالنسبة لنا الحاكم السياسي ولو مؤقتا.. والحاكم السياسي يمكن انتقاده في كل لحظة، لكن.. ونؤكد على تلك اللاكن.. ليس وقته في تلك اللحظة الحديث عن تطهير الجيش من بعض فساد طاله.. كما أن تطهير الجيش ليس مهمة شعبوية تنطلق من الشارع إنما هو مهمة دولة وأجهزة سيادية منتخبة الشعب يرضى عنها ولديها المعلومات وسلطات اتخاذ القرارات.. إذن لنبنى الدولة الديمقراطية أولا وتكون أجهزتها المنتخبة مخولة حينئذ بأن تقوم هي بتطهير الجيش (إن) كان فاسدا.. خاصة وخصوصا أنه ليس هناك معلومات لدى الشعب تؤكد ذلك أو تنفيه.. توجد فقط تخمينات أو استنتاجات أو حتى افتراءات لا يعرف مصدرها لكن لا توجد معلومات،
# الخلاصة إذن أن تطهير الجيش ليس مهمة الشارع، ومن الخطر حقيقة أن تنحرف الثورة عن مطلبها الأساسي والرئيسي وهو بناء نظام جديد ديمقراطي حقيقي إلى طريق وعر يدخل الشعب الأعزل في صدام مرعب وغبي مع مؤسسة مسلحة بالعتاد الثقيل! صحيح أننا نثق بأن مؤسستنا العسكرية لن تستخدم عتادها ضدنا أبدا.. لكننا إذا استسلمنا للثورية الغبية قد نجرها إلى هذا الطريق لا قدر الله.. والثورية الغبية هي ثورية قد تكون محقة في مطالبها إلا أنها ترتبها بغباء.. ومن يدفع ثمن هذا الغباء هو الشعب في نهاية المطاف.. إذن نحن الشعب لابد أن نساند فقط الثورية الواعية التي تركز على الهدف الكبير.. وكان هذا هدف جمعة التطهير والمحاكمة التي طالبت في مظاهرة سلمية بمطلب غاية في المشروعية وهو محاكمة مبارك المخلوع.. لكن هذا الهدف تاه بنهاية اليوم والنتيجة: أننا لا نتحدث الآن عنه إنما نتحدث فقط عن تحول التظاهرة إلى معركة بالرصاص مع المتظاهرين.. مات فيها قتيل على الأقل مع عشرات المصابين..
# وسبب تلك المعركة بين العسكر والمتظاهرين – الظاهر على الأقل- هو مساندة المتظاهرين لمجموعة من ضباط الجيش الذين انضموا للتظاهرة.. هذا يعني أن مساندة المتظاهرين السلميين لانضمام ضباط من الجيش متمردين على قيادتهم حتى وإن كانوا على حق هو خطأ كبير وهو قرار عاطفي وليس ثوريا.. فالضباط المتمردين على قيادتهم عندما احتموا بالمدنيين المتظاهرين سلميا هم في الحقيقة كمن اتخذوهم درعا بشريا أو رهائن لحماية أنفسهم من عاقبة التمرد على القيادة.. وما عرفناه من التاريخ أن الضباط حين يتمردون فإنهم إما يدبرون انقلابا بسرية تامة أو يمارسون تمردهم في مواقعهم العسكرية، أما أن ينزلوا إلى الميادين ويتخذوا من المدنيين درعا بشريا لحماية أنفسهم فهذا لعب خطر بمصير المجتمع والدولة بل والثورة.. نعم نتعاطف معهم فهم يؤيدون كل مطالب الثورة (هذا إذا كانوا بالفعل ضباطا بالجيش وليسوا أداة مدبرة للوقيعة بين الجيش والشعب.. ونحن لا نعرف لأننا- ولن أمّل من تردادها- لا تتوفر لنا معلومات في هذا الجو الغامض نبني عليها مواقفنا) ونعم قد يكون بعضنا ممتعضا حتى من بعض رجال المجلس العسكري.. لكن هؤلاء الضباط المتمردين انتهجوا طريقة غير مدروسة لم تحسب حسابا لسلام المجتمع ومستقبله بل ومستقبل الثورة ذاتها.. لكن السؤال.. لماذا لجأ الجيش إلى هذا الأسلوب العنيف ضد المتظاهرين لمعاقبة ضباطه المتمردين؟ بينما كان يمكنه ببساطة منعهم أصلا من الانضمام أو الانتظار إلى حين خروجهم بهدوء من الميدان.. لماذا؟ لماذا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس فيك يا مجلسنا العسكري؟
ثانيا: الحزب الوطني المجرم الطليق
هناك تحقيقات ولجان تقصي حقائق تثبت أن رجال الأعمال أثرياء الحزب الوطني الذين راكموا ثروات غير مشروعة هم من كانوا وراء توظيف البلطجية والخارجين على القانون: أولا في إفساد الحياة السياسية والانتخابات في عهد النظام البائد، وثانيا في إحداث الفوضى أثناء أيام الثورة، وثالثا في قنص المتظاهرين بالرصاص الحي، ورابعا فيما عرف بموقعة الجمل، وخامسا في حرق أقسام الشرطة، وسادسا في أحداث جمعة المحاكمة والتطهير سواء في القاهرة أو الاسكندرية.. فما هذا؟ هؤلاء مجرمون طلقاء.. البلطجية مجرد أداة بشرية بائسة فيها ما فيها من استغلال الفقراء اليائسين عديمي التعليم والحرفة والعمل.. لكن المجرم الحقيقي هو تلك البقايا الطليقة من مجرمي الحزب الوطني.. التي نسميها الفلول.. هذا المجرم يعيد الكرة مرة تلو المرة في تخريب الثورة ومع ذلك لا يجد من يردعه فمن المسؤول؟ لماذا تتركهم يا مجلسنا العسكري وأنت لديك من المعلومات ما هو أكثر بكثير مما لدينا نحن الشعب؟ لماذا يا مجلسنا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس؟
ثالثا: أسباب التوتر الحالية
لعلني من موقعي كمواطنة عادية استطيع أن أرى أسباب التوتر بعين الذي يرقب الميدان عن بُعد..
أولا: على رأس أسباب توتر المصريين بلا منازع وجود مبارك المخلوع وعائلته خارج دائرة الحساب حتى الآن.. وهو كان الأولى أن يقبض عليه منذ اليوم الأول بعد نجاح الثورة.. كيف إذن يغضب مجلسنا العسكري حين يسمع الناس تقول بأنه يحميه؟!
ثانيا: هذا البطء القاتل في محاكمة المسئولين عن خراب مصر.. البطء الذي جعل الشعب يصغ لمن يقول له إن التباطؤ تواطؤ.. حتى سائق التاكسي حين سألته عن رأيه في اعتقال زكريا عزمي علق قائلا: (بعد إيه؟ سابوه شهرين يهرب فيهم كل شيء وبعدين افتكروا؟ احنا شعب غلبان لا مجلس عسكري واقف جنبه ولا غيره.. ملناش غير ربنا) هذه المشاعر تساوى فيها سائق التاكسي مع المثقف والأفندي.. الجميع يا مجلسنا العسكري يرى التباطؤ إلا أنت!
ثالثا: هذه الريبة التي تداخل قلوبنا بسبب وجود بعض الفاسدين حتى الآن في مواقع القرار في كل أجهزة الدولة: الإعلام الشرطة التعليم الجامعات الصحة الجهات الإدارية بالمحافظات والمحليات.. لا عجب إذن أن يبحث الناس عن القائد الخفي للثورة المضادة فلا يجد أمامه إلا مجلسنا العسكري، والمجلس مستمر في تعاليه الصامت عن الشرح والتفسير.. فلماذا يا مجلسنا وحامينا العسكري تتيح الفرصة لمن يريد الوقيعة فينجح في جذب الناس إلى مقولاته؟!
رابعا: صدور قرارات تثير تحفظ ثم غضب الشعب من قبل حكومة أسميناها حكومة الثورة.. مثل قانون تجريم الإضرابات العمالية ومثل طلب جهاز الأمن الوطني- وريث أمن الدولة غير المأسوف عليه- كشوفا بأسماء الطلاب النشطين في الجامعة ومثل صدور قرار بضرورة موافقته المسبقة على ندوات الجامعة وكأن جهاز أمن الدولة عاد إليهم فقط باسم جديد وغيرها من قرارات تعيد الإحباط للشعب الذي كان مفعما بالأمل مبتسما ملتزما صبيحة يوم خلع الرئيس.. ثم تحول بعد شهرين إلى شعب محبط يمزقه الشك في كل قواه وفي اهم مؤسسة لديه تضمن له البقاء وهي الجيش،
خامسا: الفلتان الأمني الذي يقوض المجتمع بشكل مرعب والشعور الجمعي عند الناس أنه متعمد من قبل الشرطة كمعاقبة للشعب على تحديه لها وانتصاره عليها أيام الثورة.. وظهور تصريحات تؤكد هذا الشعور مثل ذلك الضابط الذي صرح بأن الشرطة لن تعود لحفظ الأمن العام حتى ينتهك البلطجية البيوت ويأتي الشعب ليقبل يد الشرطة .. صحيح أن وزير الداخلية منصور العيسوي أحال هذا الضابط إلى التحقيق بسبب تصريحه هذا- وهذا قرار جيد وسريع- لكن الفلتان الأمني مستمر واسباب استمراره غير واضحة وتلكؤ الشرطة في العودة مازال مستمرا ويثير حفيظة الناس.. وينبئ بأخطار تزيد من توتر المصريين
سادسا: ترك المجتمع لقمة سائغة لمتطرفين خرجوا من جحورهم ليطبقوا أفكارهم السادية القادمة من ظلمات التاريخ على الناس وتناقل الأخبار يوتر الناس فهذا قطعت أذنه وتلك طردت من بيتها وذاك أجبر جبرا على الصلاة ووو.. فمن المستفيد ياترى من هذا الضغط على أعصاب الشعب ومن بيده حل بؤر التوتر تلك ومع ذلك يتقاعص عن المبادرة ..
سابعا: تصارع القوى السياسية المختلفة وتعجلها الغنائم يشيع يأس الشعب منها جميعا.. لو أنها تنظر إلى مصر نظرة استراتيجية لما تحاربت الآن من أجل أهداف صغيرة.. اصدقكم القول أنني كرهتهم جميعا.. يسارا ويمينا ووسطا ومن لا عقيدة لهم.. ويدهشني حقا ثم يؤلمني هذا الشعور العام بين الناس بالاستياء منهم.. على سبيل المثال لماذا يعكر بعضهم صفو التظاهرات السلمية الأسبوعية الضاغطة على ولاة الأمر لتحقيق مطالب الثورة بقرار الاعتصام الذي يشق الصفوف هذا؟ كان للاعتصام دور عظيم في مرحلة ما قبل خلع المخلوع مبارك لكن الآن.. لم يعد الاعتصام الا وسيلة للشقاق بين مختلف القوى المنظمة للمظاهرات ووسيلة لاختراق فلول الحزب الوطني وبلطجيته لقوى الثورة.. واحداث مثل ما حدث في نهاية يوم جمعة المحاكمة.. ربما يكون السبب هو غياب قيادة للثورة وهو الغياب الذي يمثل نقطة ضعف هذه الثورة العظمى.. لكن الآن لعل ما حدث يكون فرصة لحسم هذا الأمر بين منسقي المظاهرات للاتفاق على تعليق الاعتصامات والاكتفاء بالمظاهرات الضاغطة وليكن تعليقها بإرادة الشعب أو ثواره بدلا من فرضها بأحكام عرفية كارثية
ثالثا: المطلوب من المجلس العسكري
المجلس العسكري مسؤول بدرجة كبيرة عما يعانيه المصريون من توتر.. فهو منذ تولىه أمور البلاد يشيع حالة من الغموض المريب المستفز.. لا شفافية هناك.. لديه نوع من التعالي على المجتمع وكأنه الأسمى.. تتملكه روح التمايز فهو من يعرف وأنتم لا تعرفون هو من يفهم وأنتم لا تفهمون هو من يرى المصلحة العليا وأنتم لا تدرون.. (ربما يكون على حق إذا كان لديه وهو بالضرورة لديه معلومات لا تتوفر للعامة.. لكن غياب الشفافية والمعلومات يقتلنا يا مجلسنا.. فلتشعر بنا رجاءً!) المجلس تباطؤه المستفز يدفع الناس لشق صدورهم من الضيق.. لا عجب إذن أن تخرج الاتهامات للمجلس بالتواطؤ خاصة بعد انتشار صور للفيلا الراقية التي يقيم فيها الرئيس المخلوع اقامة جبرية وبعد انتشار الأخبار عن نقل جمال مبارك حقائب ممتلئة بالأموال لنقلها في باخرة هربا بها من البلاد وتواتر الأخبار أن مواطنين حاولوا إبلاغ القوات المسلحة لكنهم لم يجدوا مجيبا.. وكثير من الأخبار التي تثير بلبلة فلا أنت تستطيع التأكد من صحتها ولا أنت بقادر على نفيها وليس أمامك من مفر إلا أن تعيش حالة من الشك في المجلسس العسكري.. هل هو متواطأ مع المخلوع هل هو يحميه فعلا هل يبيعنا المجلس العسكري هل يتغاضى عن أثرياء الحزب الوطني ويتركهم طلقاء يؤجرون البلطجية كل يوم وليلة لنشر الذعر والقلق في المجتمع هل هل هل..
كيف ننقذ مصر
الشفافية الشفافية الشفافية.. أرجوك يا جيشنا العظيم.. بل نرجوك يا مجلسنا العسكري الذي يمسك بالأمور في بلدنا.. هذه لحظة حرجة للغاية.. ضحي به أرجوك إلق به في مزبلة التاريخ من أجل مصر.. اجلبه للمحاكمة أو افعل به ماتراه مناسبا ثم أعلن ذلك بالطريقة التي تراها مناسبة ونعدك نحن الشعب أن نصدق روايتك!.. فقط انزع هذا الفتيل المستفز الذي يأخذ ببلدنا إلى طريق وعرة لا نريدها لنا ولأبنائنا.. التضحية بمبارك الآن مهما كان يعني هذا الرجل بالنسبة لك هي واجب وطني أعظم الآن.. التضحية بمبارك إن كنت تحمه فعلا سوف تهدئ هذا التوتر وتنزع فتيل الشك من قلوب المصريين.. وتعيد إليهم الفرح بالثورة والثقة بك والتي تستحقها فعلا (لكنك مستفز رغم ذلك)! محاكمة مبارك اليوم وليس غدا سوف تعيد الثورة إلى مسارها الأول المتحضر.. أرجوك يا جيش إن كنت فعلا مع الشعب.. ضح به من أجل مصر.. أو.. ليكن الله في عون مصر وشعبها ومجلسها وجيشها إذا ظل هذا المخلوع هناك يرقبنا من بعيد ونحن إلى هذا الحد متوترون بسبب وجوده نستشعر أنه يخرج لسانه لنا.. مرة أخرى.. يا مجلسنا وحامينا العسكري.. تخلص من عبء هذا الرجل وحاكمه.. ضح به من أجل مصر
هويدا طه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.