تنسيق الجامعات 2025.. 70 ألف طالب يسجلون لأداء اختبارات القدرات    صراع بين مرشحي الشيوخ بالشرقية لكسب أصوات الناخبين    وزير الشباب والرياضة يزور رئيس مجلس الدولة لتقديم التهنئة    7.53 صادرات مصر لأعلى خمس دول خلال 4 أشهر من 2025    فنادق مرسى علم تحتفل باليوم الوطني البلجيكي    رئيس الوزراء يستعرض موقف توافر الأسمدة الزراعية ومنظومة حوكمة تداولها    عملية خطف في غزة.. الاحتلال يستهدف مدير المستشفيات الميدانية    أمجد الشوا: العالم بات يتعامل بلامبالاة خطيرة مع ما يحدث في غزة    الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان فى الصين سبتمبر المقبل    اليوم وديا .. بيراميدز يواجه "باندرما سبور" في معسكر تركيا    محمد إسماعيل مستمر فى معسكر زد.. وحسم موقفه النهائى مع الزمالك الليلة    الشناوي يعلق على كثرة النجوم في غرفة ملابس الأهلي    ريال مدريد يتمسك بأمل التعاقد مع إبراهيما كوناتي.. وليفربول يرفع سقف المطالب المالية    منتخب مصر للسلة يواجه إيران في بطولة بيروت الدولية الودية    بتروجت يعلن ضم عمر بدير لاعب الأهلي لتنس الطاولة    في مشهد صادم.. مصرع وإصابة 10 أشخاص بسبب سيارة تسير عكس الاتجاه| صور    مأساة دلجا بالمنيا تتفاقم.. فرحة ووالدها يصرعون المجهول بحثا عن الحياة والنيابة تواصل التحقيق    اليوم.. تعرف على برنامج عروض وندوات المهرجان القومي للمسرح    «هنو» يجتمع بمقرري لجان «الأعلى للثقافة» ويعلن آلية جديدة لاختيار أعضاء اللجان الدائمة    نادية رشاد: «أنا مش محجبة ولا صغيرة عشان أثير الفتن» (فيديو)    «أمنحتب الثاني».. تمثال يجسد السلطة الإلهية في قلب الدولة الحديثة    آمال ماهر تكشف كواليس ألبوم «حاجة غير» | فيديو    وزير الصحة يتفقد المجمع الطبي ومركز 30 يونيو للكلى بالإسماعيلية    مستشفى كفر الشيخ الجامعي ينقذ مريضة تعاني من ورم ضاغط على الوريد الأجوف العلوي    "الدراسات العليا" بجامعة قناة السويس يفتح باب القبول والتسجيل لبرامجه "دبلوم - ماجستير - دكتوراه"    آمال ماهر تتصدر تريند يوتيوب ب3 أغنيات بعد طرح ألبومها الجديد    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على نقل خبراتها المتراكمة في مكافحة الإرهاب لدعم القدرات النيجيرية    مدير صحة شمال سيناء يدعو المواطنين للمشاركة في المبادرة الرئاسية 100 يوم صحة    قيادي بحزب مستقبل وطن: محاولات الإخوان لضرب الاستحقاق الانتخابي مصيرها الفشل    ما الضوابط الشرعية لكفالة طفل من دار الأيتام؟.. الإفتاء توضح    المفتي يوضح حكم كيِّ الماشية بالنار لتمييزها    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    وصول الطفل ياسين مع والدته إلى محكمة جنايات دمنهور مرتديا قناع سبايدر مان    ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: حديث القرآن الكريم عن الليل والنهار شامل ودقيق لإظهار التعبير والمعنى المراد    "الزراعة" تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها بأسعار مخفضة في الجيزة    رئيس الوزراء يتابع موقف تقنين الأراضي المضافة لعدد من المدن الجديدة    بالفيديو.. الأرصاد: ارتفاع تدريجي في الحرارة والقاهرة تسجل 40 درجة مئوية    فات الميعاد.. أحمد مجدي: شخصية مسعد تعبتني.. وبحاول أتخلص منه لحد دلوقتي    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    السيطرة على حريق في مصنع زجاج بشبرا الخيمة    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 39 متهما ب«خلية العملة»    أسامة الجندي يوضح حكم الأفراح في الشرع الشريف    الفلفل ب10 جنيهات.. أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ اليوم    جامعة القاهرة تحتل المركز 487 بتصنيف ويبومتريكس الأسبانى يوليو 2025    تمهيدا لرفع الكفاءة.. متابعة علمية لمحطة بحوث الموارد المائية بطور سيناء    استمتع بمذاق الصيف.. طريقة عمل آيس كريم المانجو في المنزل بمكونات بسيطة    محافظ مطروح يهنئ السيسى بمناسبة الذكرى ال73 لثورة 23 يوليو المجيدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    وكيل صحة الدقهلية: أكثر من 35 ألف جلسة علاج طبيعي استفاد منها 6 آلاف مريض خلال يونيو    ترامب ينشر فيديو مفبرك بالذكاء الاصطناعي لاعتقال أوباما في البيت الأبيض    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    شهداء وجرحى فى قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "صعبة".. وكيل مصطفى شلبي يكشف تفاصيل انتقاله للبنك الأهلي    اليوم.. «الداخلية» تعلن تفاصيل قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة في مؤتمر صحفي    جريمة داخل عش الزوجية.. حبس المتهمة بقتل زوجها بالقليوبية    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 21 يوليو 2025    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هويدا طه : التضحية بمبارك واجب وطني الآن..لإنقاذ مصر

رسالة من مواطنة عادية إلى جيش مصر العظيم المصريون متوترون بعد نحو شهرين من نجاح الخطوة الأولى في ثورتهم الكبرى، وصل التوتر إلى ذروته في نهاية يوم جمعة المحاكمة والتطهير بعد التطورات السريعة التي حدثت بعد منتصف الليل..
عندما تدخلت القوات المسلحة لفض الاعتصام بالقوة.. واعتقال بضع من ضباط الجيش الذين انضموا بزيهم العسكري إلى المتظاهرين تضامنا- كما قالوا- مع مطالب الثورة ومطالبة بتنحي المجلس العسكري، نعم نحن متوترون.. نحن الشعب.. ولنرى المشهد من أكثر من زاوية.. لكن قبل ذلك ربما ينبغي أن أوضح أن مشاركتي في الثورة هي ضمن مشاركة أغلبية كانت صامتة ثم تحركت حشودا في مشهد سجله التاريخ الإنساني.. كنت ضمن تلك الحشود لا أكثر ولا أقل.. وليس كل يوم من أيام الثورة الأولى.. الثمانية عشر يوما.. بل بضع أيام منها فقط.. لم أكن من القيادات الثورية ولا أي نوع من القيادات ولم أكن أبيت بميدان التحرير أو أيا من الميادين الأخر.. مثلي مثل الملايين الحاشدة التي استجابت لنداء التظاهر السلمي حين شعرت بالأمل ثم.. ثم عادت للمتابعة من بعيد.. المصريون أبناء الأغلبية التي كانت صامتة عادوا للمتابعة من بعيد.. يبكون الشهداء ويتابعون الجدال السياسي والطائفي والطبقي ويقبضون على قلوبهم خوفا من المجهول.. وكانت آخر مشاركة لي هي استجابة مفعمة بالأمل لنداء التظاهر يوم جمعة المحاكمة والتطهير.. ومرة أخرى.. شاركت كما الحشود شاركت وانصرفت عند غياب الشمس بمشاعر متضاربة.. منها ذلك الضيق بعدم التنسيق والتنظيم بين القوى المنظمة للتظاهرة وشعوري بالتصارع فيما بينها ومنها ذلك التوتر بسبب ما حل بالثورة من جمود.. لكن لماذا إذن أنقل ما أراه طالما أنني لا أنتمي لمحركي الثورة أو قياداتها أو منسقيها؟ أنقله لهذا السبب بالضبط.... أنقله لأنني مواطنة عادية تتابع المشهد من بعيد ومن زوايا مختلفة..
أولا: تطهير الجيش.. مسؤلية من؟
# الشعب يثق في جيش مصر هذه نقطة لا جدال عليها.. نحن المصريون لسنا فقط نحترم جيشنا وإنما نحبه أيضا ونطمئن إليه.. هذا شعور جمعي راسخ في الوجدان المصري.. وزعزعة هذا الشعور الراسخ ليس في صالح مصر أبدا ولن يكون إلا في صالح أعدائها داخليا وخارجيا، لكن هذا لا يعني أن الجيش مؤسسة ملائكية..
# الجيش قد يكون به فساد ما هنا أو هناك لأنه أولا يتكون من بشر مثلنا وثانيا ظل هذا الجيش كذلك أسيرا لمبارك المخلوع عقودا من الزمن.. فلا عجب إذن أنه قد يطاله فساد عند بعض رجالاته الكبار، وثالثا الجيش ليس هو المجلس العسكري.. المجلس العسكري الآن هو بالنسبة لنا الحاكم السياسي ولو مؤقتا.. والحاكم السياسي يمكن انتقاده في كل لحظة، لكن.. ونؤكد على تلك اللاكن.. ليس وقته في تلك اللحظة الحديث عن تطهير الجيش من بعض فساد طاله.. كما أن تطهير الجيش ليس مهمة شعبوية تنطلق من الشارع إنما هو مهمة دولة وأجهزة سيادية منتخبة الشعب يرضى عنها ولديها المعلومات وسلطات اتخاذ القرارات.. إذن لنبنى الدولة الديمقراطية أولا وتكون أجهزتها المنتخبة مخولة حينئذ بأن تقوم هي بتطهير الجيش (إن) كان فاسدا.. خاصة وخصوصا أنه ليس هناك معلومات لدى الشعب تؤكد ذلك أو تنفيه.. توجد فقط تخمينات أو استنتاجات أو حتى افتراءات لا يعرف مصدرها لكن لا توجد معلومات،
# الخلاصة إذن أن تطهير الجيش ليس مهمة الشارع، ومن الخطر حقيقة أن تنحرف الثورة عن مطلبها الأساسي والرئيسي وهو بناء نظام جديد ديمقراطي حقيقي إلى طريق وعر يدخل الشعب الأعزل في صدام مرعب وغبي مع مؤسسة مسلحة بالعتاد الثقيل! صحيح أننا نثق بأن مؤسستنا العسكرية لن تستخدم عتادها ضدنا أبدا.. لكننا إذا استسلمنا للثورية الغبية قد نجرها إلى هذا الطريق لا قدر الله.. والثورية الغبية هي ثورية قد تكون محقة في مطالبها إلا أنها ترتبها بغباء.. ومن يدفع ثمن هذا الغباء هو الشعب في نهاية المطاف.. إذن نحن الشعب لابد أن نساند فقط الثورية الواعية التي تركز على الهدف الكبير.. وكان هذا هدف جمعة التطهير والمحاكمة التي طالبت في مظاهرة سلمية بمطلب غاية في المشروعية وهو محاكمة مبارك المخلوع.. لكن هذا الهدف تاه بنهاية اليوم والنتيجة: أننا لا نتحدث الآن عنه إنما نتحدث فقط عن تحول التظاهرة إلى معركة بالرصاص مع المتظاهرين.. مات فيها قتيل على الأقل مع عشرات المصابين..
# وسبب تلك المعركة بين العسكر والمتظاهرين – الظاهر على الأقل- هو مساندة المتظاهرين لمجموعة من ضباط الجيش الذين انضموا للتظاهرة.. هذا يعني أن مساندة المتظاهرين السلميين لانضمام ضباط من الجيش متمردين على قيادتهم حتى وإن كانوا على حق هو خطأ كبير وهو قرار عاطفي وليس ثوريا.. فالضباط المتمردين على قيادتهم عندما احتموا بالمدنيين المتظاهرين سلميا هم في الحقيقة كمن اتخذوهم درعا بشريا أو رهائن لحماية أنفسهم من عاقبة التمرد على القيادة.. وما عرفناه من التاريخ أن الضباط حين يتمردون فإنهم إما يدبرون انقلابا بسرية تامة أو يمارسون تمردهم في مواقعهم العسكرية، أما أن ينزلوا إلى الميادين ويتخذوا من المدنيين درعا بشريا لحماية أنفسهم فهذا لعب خطر بمصير المجتمع والدولة بل والثورة.. نعم نتعاطف معهم فهم يؤيدون كل مطالب الثورة (هذا إذا كانوا بالفعل ضباطا بالجيش وليسوا أداة مدبرة للوقيعة بين الجيش والشعب.. ونحن لا نعرف لأننا- ولن أمّل من تردادها- لا تتوفر لنا معلومات في هذا الجو الغامض نبني عليها مواقفنا) ونعم قد يكون بعضنا ممتعضا حتى من بعض رجال المجلس العسكري.. لكن هؤلاء الضباط المتمردين انتهجوا طريقة غير مدروسة لم تحسب حسابا لسلام المجتمع ومستقبله بل ومستقبل الثورة ذاتها.. لكن السؤال.. لماذا لجأ الجيش إلى هذا الأسلوب العنيف ضد المتظاهرين لمعاقبة ضباطه المتمردين؟ بينما كان يمكنه ببساطة منعهم أصلا من الانضمام أو الانتظار إلى حين خروجهم بهدوء من الميدان.. لماذا؟ لماذا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس فيك يا مجلسنا العسكري؟
ثانيا: الحزب الوطني المجرم الطليق
هناك تحقيقات ولجان تقصي حقائق تثبت أن رجال الأعمال أثرياء الحزب الوطني الذين راكموا ثروات غير مشروعة هم من كانوا وراء توظيف البلطجية والخارجين على القانون: أولا في إفساد الحياة السياسية والانتخابات في عهد النظام البائد، وثانيا في إحداث الفوضى أثناء أيام الثورة، وثالثا في قنص المتظاهرين بالرصاص الحي، ورابعا فيما عرف بموقعة الجمل، وخامسا في حرق أقسام الشرطة، وسادسا في أحداث جمعة المحاكمة والتطهير سواء في القاهرة أو الاسكندرية.. فما هذا؟ هؤلاء مجرمون طلقاء.. البلطجية مجرد أداة بشرية بائسة فيها ما فيها من استغلال الفقراء اليائسين عديمي التعليم والحرفة والعمل.. لكن المجرم الحقيقي هو تلك البقايا الطليقة من مجرمي الحزب الوطني.. التي نسميها الفلول.. هذا المجرم يعيد الكرة مرة تلو المرة في تخريب الثورة ومع ذلك لا يجد من يردعه فمن المسؤول؟ لماذا تتركهم يا مجلسنا العسكري وأنت لديك من المعلومات ما هو أكثر بكثير مما لدينا نحن الشعب؟ لماذا يا مجلسنا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس؟
ثالثا: أسباب التوتر الحالية
لعلني من موقعي كمواطنة عادية استطيع أن أرى أسباب التوتر بعين الذي يرقب الميدان عن بُعد..
أولا: على رأس أسباب توتر المصريين بلا منازع وجود مبارك المخلوع وعائلته خارج دائرة الحساب حتى الآن.. وهو كان الأولى أن يقبض عليه منذ اليوم الأول بعد نجاح الثورة.. كيف إذن يغضب مجلسنا العسكري حين يسمع الناس تقول بأنه يحميه؟!
ثانيا: هذا البطء القاتل في محاكمة المسئولين عن خراب مصر.. البطء الذي جعل الشعب يصغ لمن يقول له إن التباطؤ تواطؤ.. حتى سائق التاكسي حين سألته عن رأيه في اعتقال زكريا عزمي علق قائلا: (بعد إيه؟ سابوه شهرين يهرب فيهم كل شيء وبعدين افتكروا؟ احنا شعب غلبان لا مجلس عسكري واقف جنبه ولا غيره.. ملناش غير ربنا) هذه المشاعر تساوى فيها سائق التاكسي مع المثقف والأفندي.. الجميع يا مجلسنا العسكري يرى التباطؤ إلا أنت!
ثالثا: هذه الريبة التي تداخل قلوبنا بسبب وجود بعض الفاسدين حتى الآن في مواقع القرار في كل أجهزة الدولة: الإعلام الشرطة التعليم الجامعات الصحة الجهات الإدارية بالمحافظات والمحليات.. لا عجب إذن أن يبحث الناس عن القائد الخفي للثورة المضادة فلا يجد أمامه إلا مجلسنا العسكري، والمجلس مستمر في تعاليه الصامت عن الشرح والتفسير.. فلماذا يا مجلسنا وحامينا العسكري تتيح الفرصة لمن يريد الوقيعة فينجح في جذب الناس إلى مقولاته؟!
رابعا: صدور قرارات تثير تحفظ ثم غضب الشعب من قبل حكومة أسميناها حكومة الثورة.. مثل قانون تجريم الإضرابات العمالية ومثل طلب جهاز الأمن الوطني- وريث أمن الدولة غير المأسوف عليه- كشوفا بأسماء الطلاب النشطين في الجامعة ومثل صدور قرار بضرورة موافقته المسبقة على ندوات الجامعة وكأن جهاز أمن الدولة عاد إليهم فقط باسم جديد وغيرها من قرارات تعيد الإحباط للشعب الذي كان مفعما بالأمل مبتسما ملتزما صبيحة يوم خلع الرئيس.. ثم تحول بعد شهرين إلى شعب محبط يمزقه الشك في كل قواه وفي اهم مؤسسة لديه تضمن له البقاء وهي الجيش،
خامسا: الفلتان الأمني الذي يقوض المجتمع بشكل مرعب والشعور الجمعي عند الناس أنه متعمد من قبل الشرطة كمعاقبة للشعب على تحديه لها وانتصاره عليها أيام الثورة.. وظهور تصريحات تؤكد هذا الشعور مثل ذلك الضابط الذي صرح بأن الشرطة لن تعود لحفظ الأمن العام حتى ينتهك البلطجية البيوت ويأتي الشعب ليقبل يد الشرطة .. صحيح أن وزير الداخلية منصور العيسوي أحال هذا الضابط إلى التحقيق بسبب تصريحه هذا- وهذا قرار جيد وسريع- لكن الفلتان الأمني مستمر واسباب استمراره غير واضحة وتلكؤ الشرطة في العودة مازال مستمرا ويثير حفيظة الناس.. وينبئ بأخطار تزيد من توتر المصريين
سادسا: ترك المجتمع لقمة سائغة لمتطرفين خرجوا من جحورهم ليطبقوا أفكارهم السادية القادمة من ظلمات التاريخ على الناس وتناقل الأخبار يوتر الناس فهذا قطعت أذنه وتلك طردت من بيتها وذاك أجبر جبرا على الصلاة ووو.. فمن المستفيد ياترى من هذا الضغط على أعصاب الشعب ومن بيده حل بؤر التوتر تلك ومع ذلك يتقاعص عن المبادرة ..
سابعا: تصارع القوى السياسية المختلفة وتعجلها الغنائم يشيع يأس الشعب منها جميعا.. لو أنها تنظر إلى مصر نظرة استراتيجية لما تحاربت الآن من أجل أهداف صغيرة.. اصدقكم القول أنني كرهتهم جميعا.. يسارا ويمينا ووسطا ومن لا عقيدة لهم.. ويدهشني حقا ثم يؤلمني هذا الشعور العام بين الناس بالاستياء منهم.. على سبيل المثال لماذا يعكر بعضهم صفو التظاهرات السلمية الأسبوعية الضاغطة على ولاة الأمر لتحقيق مطالب الثورة بقرار الاعتصام الذي يشق الصفوف هذا؟ كان للاعتصام دور عظيم في مرحلة ما قبل خلع المخلوع مبارك لكن الآن.. لم يعد الاعتصام الا وسيلة للشقاق بين مختلف القوى المنظمة للمظاهرات ووسيلة لاختراق فلول الحزب الوطني وبلطجيته لقوى الثورة.. واحداث مثل ما حدث في نهاية يوم جمعة المحاكمة.. ربما يكون السبب هو غياب قيادة للثورة وهو الغياب الذي يمثل نقطة ضعف هذه الثورة العظمى.. لكن الآن لعل ما حدث يكون فرصة لحسم هذا الأمر بين منسقي المظاهرات للاتفاق على تعليق الاعتصامات والاكتفاء بالمظاهرات الضاغطة وليكن تعليقها بإرادة الشعب أو ثواره بدلا من فرضها بأحكام عرفية كارثية
ثالثا: المطلوب من المجلس العسكري
المجلس العسكري مسؤول بدرجة كبيرة عما يعانيه المصريون من توتر.. فهو منذ تولىه أمور البلاد يشيع حالة من الغموض المريب المستفز.. لا شفافية هناك.. لديه نوع من التعالي على المجتمع وكأنه الأسمى.. تتملكه روح التمايز فهو من يعرف وأنتم لا تعرفون هو من يفهم وأنتم لا تفهمون هو من يرى المصلحة العليا وأنتم لا تدرون.. (ربما يكون على حق إذا كان لديه وهو بالضرورة لديه معلومات لا تتوفر للعامة.. لكن غياب الشفافية والمعلومات يقتلنا يا مجلسنا.. فلتشعر بنا رجاءً!) المجلس تباطؤه المستفز يدفع الناس لشق صدورهم من الضيق.. لا عجب إذن أن تخرج الاتهامات للمجلس بالتواطؤ خاصة بعد انتشار صور للفيلا الراقية التي يقيم فيها الرئيس المخلوع اقامة جبرية وبعد انتشار الأخبار عن نقل جمال مبارك حقائب ممتلئة بالأموال لنقلها في باخرة هربا بها من البلاد وتواتر الأخبار أن مواطنين حاولوا إبلاغ القوات المسلحة لكنهم لم يجدوا مجيبا.. وكثير من الأخبار التي تثير بلبلة فلا أنت تستطيع التأكد من صحتها ولا أنت بقادر على نفيها وليس أمامك من مفر إلا أن تعيش حالة من الشك في المجلسس العسكري.. هل هو متواطأ مع المخلوع هل هو يحميه فعلا هل يبيعنا المجلس العسكري هل يتغاضى عن أثرياء الحزب الوطني ويتركهم طلقاء يؤجرون البلطجية كل يوم وليلة لنشر الذعر والقلق في المجتمع هل هل هل..
كيف ننقذ مصر
الشفافية الشفافية الشفافية.. أرجوك يا جيشنا العظيم.. بل نرجوك يا مجلسنا العسكري الذي يمسك بالأمور في بلدنا.. هذه لحظة حرجة للغاية.. ضحي به أرجوك إلق به في مزبلة التاريخ من أجل مصر.. اجلبه للمحاكمة أو افعل به ماتراه مناسبا ثم أعلن ذلك بالطريقة التي تراها مناسبة ونعدك نحن الشعب أن نصدق روايتك!.. فقط انزع هذا الفتيل المستفز الذي يأخذ ببلدنا إلى طريق وعرة لا نريدها لنا ولأبنائنا.. التضحية بمبارك الآن مهما كان يعني هذا الرجل بالنسبة لك هي واجب وطني أعظم الآن.. التضحية بمبارك إن كنت تحمه فعلا سوف تهدئ هذا التوتر وتنزع فتيل الشك من قلوب المصريين.. وتعيد إليهم الفرح بالثورة والثقة بك والتي تستحقها فعلا (لكنك مستفز رغم ذلك)! محاكمة مبارك اليوم وليس غدا سوف تعيد الثورة إلى مسارها الأول المتحضر.. أرجوك يا جيش إن كنت فعلا مع الشعب.. ضح به من أجل مصر.. أو.. ليكن الله في عون مصر وشعبها ومجلسها وجيشها إذا ظل هذا المخلوع هناك يرقبنا من بعيد ونحن إلى هذا الحد متوترون بسبب وجوده نستشعر أنه يخرج لسانه لنا.. مرة أخرى.. يا مجلسنا وحامينا العسكري.. تخلص من عبء هذا الرجل وحاكمه.. ضح به من أجل مصر
هويدا طه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.