الأول على الإعدادية الأزهرية بالإسماعيلية: مثلي الأعلى عمي وأتمنى أن أصبح طبيبا للقلب (فيديو)    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري (صور)    حزب الله يعلن تصديه لطائرة إسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية    الأونروا: وصلنا إلى طريق مسدود بسبب إغلاق إسرائيل المعابر أمام المساعدات    التعادل السلبى يحسم الشوط الأول بين منتخب فرنسا ضد كندا وديا    داليا عبدالرحيم: مصر صاحبة أهم تجربة في مواجهة الإرهاب.. خبير: الوصول إلى الذئاب المنفردة يكاد يكون مستحيلاً.. والخلايا النائمة سلاح رخيص الثمن يُستخدم لإنهاك المجتمعات    رئيس بلدية المحلة: منتخب مصر خسر عدم وجود حسام أشرف.. وهدفنا البقاء فى الدورى    "يان أوبلاك" صمام أمان سلوفينيا في يورو 2024    متحدث التعليم: هناك استعدادات مكثفة لانطلاق ماراثون الثانوية العامة    أحمد العوضي يهنئ ياسمين عبدالعزيز على مسلسلها الجديد "هتدغدغي الدنيا يا وحش الكون"    أمين الحوار الوطني: نقابة الصحفيين متوازنة.. ولم تنخرط في العمل السياسي    دعاء وفضل العشر الأوائل من ذي الحجة    دعاء العشر من ذي الحجة مستجاب.. «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي»    الكشف على 1346 مواطنا بقافلة طبية مجانية بقراقص في دمنهور    الطالبات يتصدرن.. «أزهر المنيا» تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2024    في ذكراها العاشرة.. الأمن العراقي ينجح في اصطياد متورطين جدد بمذبحة سبايكر    بالخطوات.. طرق دفع فاتورة كهرباء شهر يونيو 2024 (رابط مباشر)    وزير المالية الإسرائيلي: انسحاب جانتس من الحكومة خطوة غير مسؤولة    مدير عام الجوازات السعودية: نحو ربع مليون حاج استفادوا من مبادرة "طريق مكة"    مصطفى عسل: الفوز أمام علي فرج لا يصدق.. وسعيد بالتتويج ببطولة بريطانيا المفتوحة «فيديو»    الإفتاء توضح أعمال الحجّ: اليوم التاسع من ذي الحجة "الوقوف بعرفة"    26 ميدالية رصيد منتخب مصر للسلاح ببطولة أفريقيا بالمغرب    زيادة أكثر من 200 جنيه، ارتفاع سعر دواء شهير لعلاج مرضى الصرع    البابا تواضرس الثاني يؤدي صلاة عشية بكنيسة أبو سيفين بدير العزب    كم عدد أيام التشريق وحكم صيامها؟.. تبدأ من مبيت الحجاج بمنى    الأونروا: وصلنا لطريق مسدود في غزة.. والوضع غير مسبوق    لمواليد «الأسد».. توقعات الأبراج في الأسبوع الثاني من يونيو 2024    «صاحبي وأخويا الصغير».. محمد رمضان ينشر صورًا من زفاف نجل رجل الأعمال ياسين منصور في باريس (صور)    ليلى عبد اللطيف تتوقع انفصال هذا الثنائي من الفنانين    أحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة وموعد الإعلان الرسمي    علاء الزهيري رئيسا للجنة التدقيق الداخلي للاتحاد العام العربي للتأمين    «مكافحة المنشطات» تنفى الضغط على رمضان    تقارير: مانشستر سيتي يستعد لتعديل عقد نجم الفريق عقب اليورو    يورو 2024| سلوفينيا تعود بعد غياب 24 عاما.. انفوجراف    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية بمنطقة أسيوط الأزهرية بعد اعتمادها رسميًا    قرار قضائي بشأن المتهمين بواقعة "خلية التجمع"    4 محاور.. «الصحة» تعلن تفاصيل خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد الأضحى    منها مباشرة الزوجة وتسريح الشعر.. 10 محظورات في الحج يوضحها علي جمعة    وزيرة البيئة: زيارة الأطفال والشباب للمحميات الطبيعية مهمة    هيثم رجائي: الملتقى الدولي لرواد صناعة الدواجن سيكون بمشاركة عربية ودولية    بشرى سارة بشأن توافر نواقص الأدوية بعد عيد الأضحى.. فيديو    وكيل «رياضة القليوبية» ورئيس شركة المياه يبحثان سبل التعاون المشترك    «اقتصادية الشيوخ»: الرقابة المسبقة سيؤثر إيجابيا على الاستثمار في مصر    مياه القناة: استمرار أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحى بالإسماعيلية    جامعة سوهاج: 1000 طالب وطالبة يؤدون امتحانات نهاية العام بالجامعة الأهلية للتعلم الإلكتروني    مدحت صالح يستعد لإحياء حفل غنائي 29 يونيو بالأوبرا    المرور: ضبط 28776 مخالفة خلال 24 ساعة    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق    ضبط مالك مطبعة متهم بطباعة المطبوعات التجارية دون تفويض من أصحابها بالقليوبية    فى انتظار القصاص.. إحاله قضية سفاح التجمع الخامس إلى جنايات القطامية    اعتدال بسيط في درجات الحرارة بمحافظة بورسعيد ونشاط للرياح.. فيديو وصور    ريان عربي جديد.. إنقاذ طفل سوري وقع داخل بئر بإدلب    بسمة داود تنشر صورا من كواليس "الوصفة السحرية"    مدرسة غبور للسيارات 2024.. اعرف مجموع القبول والتخصصات المتاحة    وزير الزراعة يوجه بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع اللحوم والدواجن والاسماك والمجازر استعدادا لاستقبال عيد الأضحى    يحدد العوامل المسببة للأمراض، كل ما تريد معرفته عن علم الجينوم المصري    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هويدا طه تكتب: التضحية بمبارك واجب وطني الآن..لإنقاذ مصر
نشر في الدستور الأصلي يوم 09 - 04 - 2011

المصريون متوترون بعد نحو شهرين من نجاح الخظوة الأولى في ثورتهم الكبرى، وصل التوتر إلى ذروته في نهاية يوم جمعة المحاكمة والتطهير بعد التطورات السريعة التي حدثت بعد منتصف الليل.. عندما تدخلت القوات المسلحة لفض الاعتصام بالقوة.. واعتقال بضع من ضباط الجيش الذين انضموا بزيهم العسكري إلى المتظاهرين تضامنا- كما قالوا- مع مطالب الثورة ومطالبة بتنحي المجلس العسكري، نعم نحن متوترون.. نحن الشعب.. ولنرى المشهد من أكثر من زاوية.. لكن قبل ذلك ربما ينبغي أن أوضح أن مشاركتي في الثورة هي ضمن مشاركة أغلبية كانت صامتة ثم تحركت حشودا في مشهد سجله التاريخ الإنساني.. كنت ضمن تلك الحشود لا أكثر ولا أقل.. وليس كل يوم من أيام الثورة الأولى.. الثمانية عشر يوما.. بل بضع أيام منها فقط.. لم أكن من القيادات الثورية ولا أي نوع من القيادات ولم أكن أبيت بميدان التحرير أو أيا من الميادين الأخر.. مثلي مثل الملايين الحاشدة التي استجابت لنداء التظاهر السلمي حين شعرت بالأمل ثم.. ثم عادت للمتابعة من بعيد.. المصريون أبناء الأغلبية التي كانت صامتة عادوا للمتابعة من بعيد.. يبكون الشهداء ويتابعون الجدال السياسي والطائفي والطبقي ويقبضون على قلوبهم خوفا من المجهول.. وكانت آخر مشاركة لي هي استجابة مفعمة بالأمل لنداء التظاهر يوم جمعة المحاكمة والتطهير.. ومرة أخرى.. شاركت كما الحشود شاركت وانصرفت عند غياب الشمس بمشاعر متضاربة.. منها ذلك الضيق بعدم التنسيق والتنظيم بين القوى المنظمة للتظاهرة وشعوري بالتصارع فيما بينها ومنها ذلك التوتر بسبب ما حل بالثورة من جمود.. لكن لماذا إذن أنقل ما أراه طالما أنني لا أنتمي لمحركي الثورة أو قياداتها أو منسقيها؟ أنقله لهذا السبب بالضبط.... أنقله لأنني مواطنة عادية تتابع المشهد من بعيد ومن زوايا مختلفة..
أولا: تطهير الجيش.. مسؤلية من؟
# الشعب يثق في جيش مصر هذه نقطة لا جدال عليها.. نحن المصريون لسنا فقط نحترم جيشنا وإنما نحبه أيضا ونطمئن إليه.. هذا شعور جمعي راسخ في الوجدان المصري.. وزعزعة هذا الشعور الراسخ ليس في صالح مصر أبدا ولن يكون إلا في صالح أعدائها داخليا وخارجيا، لكن هذا لا يعني أن الجيش مؤسسة ملائكية..
# الجيش قد يكون به فساد ما هنا أو هناك لأنه أولا يتكون من بشر مثلنا وثانيا ظل هذا الجيش كذلك أسيرا لمبارك المخلوع عقودا من الزمن.. فلا عجب إذن أنه قد يطاله فساد عند بعض رجالاته الكبار، وثالثا الجيش ليس هو المجلس العسكري.. المجلس العسكري الآن هو بالنسبة لنا الحاكم السياسي ولو مؤقتا.. والحاكم السياسي يمكن انتقاده في كل لحظة، لكن.. ونؤكد على تلك اللاكن.. ليس وقته في تلك اللحظة الحديث عن تطهير الجيش من بعض فساد طاله.. كما أن تطهير الجيش ليس مهمة شعبوية تنطلق من الشارع إنما هو مهمة دولة وأجهزة سيادية منتخبة الشعب يرضى عنها ولديها المعلومات وسلطات اتخاذ القرارات.. إذن لنبنى الدولة الديمقراطية أولا وتكون أجهزتها المنتخبة مخولة حينئذ بأن تقوم هي بتطهير الجيش (إن) كان فاسدا.. خاصة وخصوصا أنه ليس هناك معلومات لدى الشعب تؤكد ذلك أو تنفيه.. توجد فقط تخمينات أو استنتاجات أو حتى افتراءات لا يعرف مصدرها لكن لا توجد معلومات، # الخلاصة إذن أن تطهير الجيش ليس مهمة الشارع، ومن الخطر حقيقة أن تنحرف الثورة عن مطلبها الأساسي والرئيسي وهو بناء نظام جديد ديمقراطي حقيقي إلى طريق وعر يدخل الشعب الأعزل في صدام مرعب وغبي مع مؤسسة مسلحة بالعتاد الثقيل! صحيح أننا نثق بأن مؤسستنا العسكرية لن تستخدم عتادها ضدنا أبدا.. لكننا إذا استسلمنا للثورية الغبية قد نجرها إلى هذا الطريق لا قدر الله.. والثورية الغبية هي ثورية قد تكون محقة في مطالبها إلا أنها ترتبها بغباء.. ومن يدفع ثمن هذا الغباء هو الشعب في نهاية المطاف.. إذن نحن الشعب لابد أن نساند فقط الثورية الواعية التي تركز على الهدف الكبير.. وكان هذا هدف جمعة التطهير والمحاكمة التي طالبت في مظاهرة سلمية بمطلب غاية في المشروعية وهو محاكمة مبارك المخلوع.. لكن هذا الهدف تاه بنهاية اليوم والنتيجة: أننا لا نتحدث الآن عنه إنما نتحدث فقط عن تحول التظاهرة إلى معركة بالرصاص مع المتظاهرين.. مات فيها قتيل على الأقل مع عشرات المصابين..
# وسبب تلك المعركة بين العسكر والمتظاهرين – الظاهر على الأقل- هو مساندة المتظاهرين لمجموعة من ضباط الجيش الذين انضموا للتظاهرة.. هذا يعني أن مساندة المتظاهرين السلميين لانضمام ضباط من الجيش متمردين على قيادتهم حتى وإن كانوا على حق هو خطأ كبير وهو قرار عاطفي وليس ثوريا.. فالضباط المتمردين على قيادتهم عندما احتموا بالمدنيين المتظاهرين سلميا هم في الحقيقة كمن اتخذوهم درعا بشريا أو رهائن لحماية أنفسهم من عاقبة التمرد على القيادة.. وما عرفناه من التاريخ أن الضباط حين يتمردون فإنهم إما يدبرون انقلابا بسرية تامة أو يمارسون تمردهم في مواقعهم العسكرية، أما أن ينزلوا إلى الميادين ويتخذوا من المدنيين درعا بشريا لحماية أنفسهم فهذا لعب خطر بمصير المجتمع والدولة بل والثورة.. نعم نتعاطف معهم فهم يؤيدون كل مطالب الثورة (هذا إذا كانوا بالفعل ضباطا بالجيش وليسوا أداة مدبرة للوقيعة بين الجيش والشعب.. ونحن لا نعرف لأننا- ولن أمّل من تردادها- لا تتوفر لنا معلومات في هذا الجو الغامض نبني عليها مواقفنا) ونعم قد يكون بعضنا ممتعضا حتى من بعض رجال المجلس العسكري.. لكن هؤلاء الضباط المتمردين انتهجوا طريقة غير مدروسة لم تحسب حسابا لسلام المجتمع ومستقبله بل ومستقبل الثورة ذاتها.. لكن السؤال.. لماذا لجأ الجيش إلى هذا الأسلوب العنيف ضد المتظاهرين لمعاقبة ضباطه المتمردين؟ بينما كان يمكنه ببساطة منعهم أصلا من الانضمام أو الانتظار إلى حين خروجهم بهدوء من الميدان.. لماذا؟ لماذا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس فيك يا مجلسنا العسكري؟
ثانيا: الحزب الوطني المجرم الطليق
هناك تحقيقات ولجان تقصي حقائق تثبت أن رجال الأعمال أثرياء الحزب الوطني الذين راكموا ثروات غير مشروعة هم من كانوا وراء توظيف البلطجية والخارجين على القانون: أولا في إفساد الحياة السياسية والانتخابات في عهد النظام البائد، وثانيا في إحداث الفوضى أثناء أيام الثورة، وثالثا في قنص المتظاهرين بالرصاص الحي، ورابعا فيما عرف بموقعة الجمل، وخامسا في حرق أقسام الشرطة، وسادسا في أحداث جمعة المحاكمة والتطهير سواء في القاهرة أو الاسكندرية.. فما هذا؟ هؤلاء مجرمون طلقاء.. البلطجية مجرد أداة بشرية بائسة فيها ما فيها من استغلال الفقراء اليائسين عديمي التعليم والحرفة والعمل.. لكن المجرم الحقيقي هو تلك البقايا الطليقة من مجرمي الحزب الوطني.. التي نسميها الفلول.. هذا المجرم يعيد الكرة مرة تلو المرة في تخريب الثورة ومع ذلك لا يجد من يردعه فمن المسؤول؟ لماذا تتركهم يا مجلسنا العسكري وأنت لديك من المعلومات ما هو أكثر بكثير مما لدينا نحن الشعب؟ لماذا يا مجلسنا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس؟
ثالثا: أسباب التوتر الحالية
لعلني من موقعي كمواطنة عادية استطيع أن أرى أسباب التوتر بعين الذي يرقب الميدان عن بُعد..
أولا: على رأس أسباب توتر المصريين بلا منازع وجود مبارك المخلوع وعائلته خارج دائرة الحساب حتى الآن.. وهو كان الأولى أن يقبض عليه منذ اليوم الأول بعد نجاح الثورة.. كيف إذن يغضب مجلسنا العسكري حين يسمع الناس تقول بأنه يحميه؟!
ثانيا: هذا البطء القاتل في محاكمة المسئولين عن خراب مصر.. البطء الذي جعل الشعب يصغ لمن يقول له إن التباطؤ تواطؤ.. حتى سائق التاكسي حين سألته عن رأيه في اعتقال زكريا عزمي علق قائلا: (بعد إيه؟ سابوه شهرين يهرب فيهم كل شيء وبعدين افتكروا؟ احنا شعب غلبان لا مجلس عسكري واقف جنبه ولا غيره.. ملناش غير ربنا) هذه المشاعر تساوى فيها سائق التاكسي مع المثقف والأفندي.. الجميع يا مجلسنا العسكري يرى التباطؤ إلا أنت!
ثالثا: هذه الريبة التي تداخل قلوبنا بسبب وجود بعض الفاسدين حتى الآن في مواقع القرار في كل أجهزة الدولة: الإعلام الشرطة التعليم الجامعات الصحة الجهات الإدارية بالمحافظات والمحليات.. لا عجب إذن أن يبحث الناس عن القائد الخفي للثورة المضادة فلا يجد أمامه إلا مجلسنا العسكري، والمجلس مستمر في تعاليه الصامت عن الشرح والتفسير.. فلماذا يا مجلسنا وحامينا العسكري تتيح الفرصة لمن يريد الوقيعة فينجح في جذب الناس إلى مقولاته؟!
رابعا: صدور قرارات تثير تحفظ ثم غضب الشعب من قبل حكومة أسميناها حكومة الثورة.. مثل قانون تجريم الإضرابات العمالية ومثل طلب جهاز الأمن الوطني- وريث أمن الدولة غير المأسوف عليه- كشوفا بأسماء الطلاب النشطين في الجامعة ومثل صدور قرار بضرورة موافقته المسبقة على ندوات الجامعة وكأن جهاز أمن الدولة عاد إليهم فقط باسم جديد وغيرها من قرارات تعيد الإحباط للشعب الذي كان مفعما بالأمل مبتسما ملتزما صبيحة يوم خلع الرئيس.. ثم تحول بعد شهرين إلى شعب محبط يمزقه الشك في كل قواه وفي اهم مؤسسة لديه تضمن له البقاء وهي الجيش،
خامسا: الفلتان الأمني الذي يقوض المجتمع بشكل مرعب والشعور الجمعي عند الناس أنه متعمد من قبل الشرطة كمعاقبة للشعب على تحديه لها وانتصاره عليها أيام الثورة.. وظهور تصريحات تؤكد هذا الشعور مثل ذلك الضابط الذي صرح بأن الشرطة لن تعود لحفظ الأمن العام حتى ينتهك البلطجية البيوت ويأتي الشعب ليقبل يد الشرطة .. صحيح أن وزير الداخلية منصور العيسوي أحال هذا الضابط إلى التحقيق بسبب تصريحه هذا- وهذا قرار جيد وسريع- لكن الفلتان الأمني مستمر واسباب استمراره غير واضحة وتلكؤ الشرطة في العودة مازال مستمرا ويثير حفيظة الناس.. وينبئ بأخطار تزيد من توتر المصريين
سادسا: ترك المجتمع لقمة سائغة لمتطرفين خرجوا من جحورهم ليطبقوا أفكارهم السادية القادمة من ظلمات التاريخ على الناس وتناقل الأخبار يوتر الناس فهذا قطعت أذنه وتلك طردت من بيتها وذاك أجبر جبرا على الصلاة ووو.. فمن المستفيد ياترى من هذا الضغط على أعصاب الشعب ومن بيده حل بؤر التوتر تلك ومع ذلك يتقاعص عن المبادرة ..
سابعا: تصارع القوى السياسية المختلفة وتعجلها الغنائم يشيع يأس الشعب منها جميعا.. لو أنها تنظر إلى مصر نظرة استراتيجية لما تحاربت الآن من أجل أهداف صغيرة.. اصدقكم القول أنني كرهتهم جميعا.. يسارا ويمينا ووسطا ومن لا عقيدة لهم.. ويدهشني حقا ثم يؤلمني هذا الشعور العام بين الناس بالاستياء منهم.. على سبيل المثال لماذا يعكر بعضهم صفو التظاهرات السلمية الأسبوعية الضاغطة على ولاة الأمر لتحقيق مطالب الثورة بقرار الاعتصام الذي يشق الصفوف هذا؟ كان للاعتصام دور عظيم في مرحلة ما قبل خلع المخلوع مبارك لكن الآن.. لم يعد الاعتصام الا وسيلة للشقاق بين مختلف القوى المنظمة للمظاهرات ووسيلة لاختراق فلول الحزب الوطني وبلطجيته لقوى الثورة.. واحداث مثل ما حدث في نهاية يوم جمعة المحاكمة.. ربما يكون السبب هو غياب قيادة للثورة وهو الغياب الذي يمثل نقطة ضعف هذه الثورة العظمى.. لكن الآن لعل ما حدث يكون فرصة لحسم هذا الأمر بين منسقي المظاهرات للاتفاق على تعليق الاعتصامات والاكتفاء بالمظاهرات الضاغطة وليكن تعليقها بإرادة الشعب أو ثواره بدلا من فرضها بأحكام عرفية كارثية
ثالثا: المطلوب من المجلس العسكري
المجلس العسكري مسؤول بدرجة كبيرة عما يعانيه المصريون من توتر.. فهو منذ تولىه أمور البلاد يشيع حالة من الغموض المريب المستفز.. لا شفافية هناك.. لديه نوع من التعالي على المجتمع وكأنه الأسمى.. تتملكه روح التمايز فهو من يعرف وأنتم لا تعرفون هو من يفهم وأنتم لا تفهمون هو من يرى المصلحة العليا وأنتم لا تدرون.. (ربما يكون على حق إذا كان لديه وهو بالضرورة لديه معلومات لا تتوفر للعامة.. لكن غياب الشفافية والمعلومات يقتلنا يا مجلسنا.. فلتشعر بنا رجاءً!) المجلس تباطؤه المستفز يدفع الناس لشق صدورهم من الضيق.. لا عجب إذن أن تخرج الاتهامات للمجلس بالتواطؤ خاصة بعد انتشار صور للفيلا الراقية التي يقيم فيها الرئيس المخلوع اقامة جبرية وبعد انتشار الأخبار عن نقل جمال مبارك حقائب ممتلئة بالأموال لنقلها في باخرة هربا بها من البلاد وتواتر الأخبار أن مواطنين حاولوا إبلاغ القوات المسلحة لكنهم لم يجدوا مجيبا.. وكثير من الأخبار التي تثير بلبلة فلا أنت تستطيع التأكد من صحتها ولا أنت بقادر على نفيها وليس أمامك من مفر إلا أن تعيش حالة من الشك في المجلسس العسكري.. هل هو متواطأ مع المخلوع هل هو يحميه فعلا هل يبيعنا المجلس العسكري هل يتغاضى عن أثرياء الحزب الوطني ويتركهم طلقاء يؤجرون البلطجية كل يوم وليلة لنشر الذعر والقلق في المجتمع هل هل هل..
كيف ننقذ مصر
الشفافية الشفافية الشفافية.. أرجوك يا جيشنا العظيم.. بل نرجوك يا مجلسنا العسكري الذي يمسك بالأمور في بلدنا.. هذه لحظة حرجة للغاية.. ضحي به أرجوك إلق به في مزبلة التاريخ من أجل مصر.. اجلبه للمحاكمة أو افعل به ماتراه مناسبا ثم أعلن ذلك بالطريقة التي تراها مناسبة ونعدك نحن الشعب أن نصدق روايتك!.. فقط انزع هذا الفتيل المستفز الذي يأخذ ببلدنا إلى طريق وعرة لا نريدها لنا ولأبنائنا.. التضحية بمبارك الآن مهما كان يعني هذا الرجل بالنسبة لك هي واجب وطني أعظم الآن.. التضحية بمبارك إن كنت تحمه فعلا سوف تهدئ هذا التوتر وتنزع فتيل الشك من قلوب المصريين.. وتعيد إليهم الفرح بالثورة والثقة بك والتي تستحقها فعلا (لكنك مستفز رغم ذلك)! محاكمة مبارك اليوم وليس غدا سوف تعيد الثورة إلى مسارها الأول المتحضر.. أرجوك يا جيش إن كنت فعلا مع الشعب.. ضح به من أجل مصر.. أو.. ليكن الله في عون مصر وشعبها ومجلسها وجيشها إذا ظل هذا المخلوع هناك يرقبنا من بعيد ونحن إلى هذا الحد متوترون بسبب وجوده نستشعر أنه يخرج لسانه لنا.. مرة أخرى.. يا مجلسنا وحامينا العسكري.. تخلص من عبء هذا الرجل وحاكمه.. ضح به من أجل مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.