حذر الدكتور ياسر أيوب من التحضيرات التى تجهزها جماهير الأهلى والزمالك لمباراة القمة المقرر إقامتها يوم 30 ديسمبر الجارى . وقال أيوب فى مقاله المنشور اليوم الأربعاء بجريدة المصري اليوم أن المباراة ستشهد حرباً بين جماهير التراس الناديين مضيفاً انهما يعقدون اجتماعات مجهزة لبحث أفضل الوسائل لتوجيه ضربات قاسية لبعضهما البعض . وفيما يلى نص المقال كاملاً : مساء أمس الأول.. وحتى ساعة متأخرة.. كان بعض قادة الألتراس الأهلاوى يعقدون اجتماعاً مطولاً يبحثون فيه أفضل السبل لتوجيه ضربة قاسية للوايت نايتس.. أو الألتراس الزملكاوى.. ليلة مباراة القمة المقبلة فى الثلاثين من ديسمبر.. وضرورة أن تكون ضربة مؤلمة ومهينة وتكون حديث كل الناس فى مصر.. وقبل ذلك الاجتماع بيومين فقط.. كان أعضاء آخرون فى الألتراس الأهلاوى قد انتهوا من وضع أغان وأناشيد وهتافات تستخدم اسم والدة اللاعب شيكابالا للسخرية منه ومن والدته ومن لونه الأسمر وذلك للانتقام منه بعدما رقص مع جماهير الزمالك وأهان جماهير الأهلى.. وعلى الناحية الأخرى.. لم يكن قادة الألتراس الزملكاوى أقل استعداداً أو اهتماماً بالتفكير فى عمليات إجرامية مروعة للانتقام من ألتراس الأهلى والانتقاص من قدرهم والسخرية من الأهلى وجماهيره.. وأخطر ما فى هذا الملف أن الفريقين لم يعد أحد منهما يكتفى بالحرب داخل استاد القاهرة وقت المباراة وقبلها أو بعدها.. لم تعد مجرد لافتات ضخمة سواء لتأييد وتحية ناد أو للهجوم والسخرية من النادى الآخر.. وإنما باتت هناك رغبة لمواصلة تلك الحرب الكروية ولكن فى شوارع القاهرة.. حرب لم تعد فيها أى ممنوعات ولم يعد لها أى سقف.. وحين ستنفجر تلك الحرب يوم القمة المقبلة.. فلن يعود باستطاعة أى أحد السيطرة على أى شىء.. ووقتها سيتحول الغضب إلى جروح ودماء تسيل فى نواح كثيرة من استاد القاهرة إلى المعادى إلى طريق الإسكندرية الصحراوى.. وستكون هناك صدامات كثيرة أسلحتها هى السكاكين والمطاوى والصواريخ والشماريخ وقد يكون هناك ما هو أسوأ وأقسى من ذلك إلى حد الموت فى الشوارع أو البيوت.. كما أن هناك مخططات لاختطاف بعض قادة الألتراس من الفريقين.. وهناك كلام آخر عن الشروع فى خطف بنات ينتمين للأهلى أو الزمالك ليس بقصد إيذائهن أو اغتصابهن وإنما بقصد السخرية وإلحاق العار بالفريق الآخر.. الذى لا يعلمه قادة الفريقين حتى الآن.. أن معسكر واجتماعات كل منهما تم اختراقها من الفريق الآخر.. فلم تعد هناك أى أسرار أو خبايا.. والسؤال الحقيقى الآن هو لماذا كل هذا.. هل تستحق كرة القدم كل هذا.. ما الدوافع والأسباب التى أدت إلى كل هذه الكراهية المتبادلة.. وما الجائزة الحقيقية التى يبحث عنها كل فريق فى حالة فوزه وانتصاره فى تلك الحرب التى لا ضرورة لها أو معنى أو تفسير؟!.. والسؤال الأخطر هو: هل يدرك هؤلاء المجانين والعابثين والمتعصبين أنه فى حالة خروجهم بتلك الحرب الكروية الغبية من استاد القاهرة إلى الشوارع.. ستبقى حرباً مقصورة على أعضاء ألتراس الفريقين أم أنها ستتحول فى لحظة إلى حرب شوارع حقيقية يخوضها غاضبون ومحبطون كثيرون لا علاقة لهم بكرة القدم أصلاً وإنما فقدوا علاقتهم بالمستقبل والاستقرار وبالحياة نفسها.. لم يعد لديهم ما يخسرونه ولم يعد هناك ما يمنع من حرق كل شىء بعدما أصبحوا لا يملكون كل شىء.. الذى لا يعلمه قادة ألتراس الفريقين أيضا أنه فور اندلاع تلك الحرب فى الشوارع فلن يبقوا هم قادتها.. ولكنهم سيصبحون أول ضحاياها.. والسؤال الأخير هو كيف يمكن مواجهة كل ذلك.. ولست أتحدث عن حملة أمنية تنتهى بالقبض على بعض هؤلاء من قادة ألتراس الناديين.. وإنما أتحدث عن رواج تلك المفاهيم الخاطئة والأفكار المتعصبة الحمقاء.. أتحدث عن استظراف بعضهم على شاشة تليفزيون أو مواقع ومنتديات الإنترنت الذى يتحول بمرور الوقت إلى زيت نسكبه على نار بدأت تشتعل أصلاً.. أتحدث عن أفق غبى وضيق يجعل بعضهم يستبيح الأعراض وشرف ومكانة الأم ويدعو لقتل وحرق الآخر عند أول خلاف.. ويا ليته خلاف يستحق.. يا ليته صراع من أجل وطن أو دين أو قضية حياة ومصير.. إنما هو أولاً وأخيراً خلاف حول لون وهدف ونقطة ولعبة كان اسمها كرة قدم.