ياسر أيوب...........2010/12/28 منذ ثلاثين عاما.. كان هناك من يسخر أو يضحك أو لا يوافق على أسلوب العظيم الراحل محمد لطيف، ناظر مدرسة التعليق الكروى التليفزيونى، والأستاذ الذى علّم أجيالا كثيرة قانون وقواعد كرة القدم وكيف يلعبونها وكيف يحبونها أيضا.. فقد كان محمد لطيف يبدأ أو ينهى كلامه بتوجيه الشكر للجميع.. للجمهور والمسؤولين ورجال الأمن وعمال الاستاد والإسعاف.. والناس دائما لا تستهويها كلمات الشكر والمديح التى تقال أمامها للآخرين.. يستهويها أكثر النقد وحديث العيوب والخطايا وكشف الأسرار والخبايا.. ويحب الناس تصوُّر أن كل من يتقدم بالشكر أو حديث التقدير والامتنان لابد أن يكون صاحب مصلحة أو له أهدافه غير المعلنة التى يريد تحقيقها.. وأنا لا أريد الآن فقط تقديم اعتذار للأستاذ الراحل محمد لطيف تأخر كثيرا وبالنيابة عن كثيرين.. وإنما أريد أن أشكره وأن أحتفى به أيضا وأؤكد أنه كان على حق، والآخرين الذين عارضوه أو ضحكوا وقتها عليه كانوا هم الغلط.. فالكلمة الطيبة والجميلة هى التى تبقى.. وقد كان محمد لطيف زملكاوى القلب والهوى والانتماء والتاريخ.. لكن الناس وقتها لم تكن تنظر للألوان وكأنها قضية حياة أو موت.. لم يكن يعنيها الانتماء الفردى بقدر ما كان يعنيها الكلام الذى يقال لها وهل هو حقيقى أم لا.. لم يغضب أحد من عشاق الأهلى أو يضيق بفكرة أن يكون الأستاذ وناظر مدرسة التعليق ينتمى للزمالك.. تماما مثلما نسى كل الناس أن العظيم الرائع.. الخال فهمى عمر.. الذى كان ولايزال أعمق وأرق وأصدق من تكلم عن كرة القدم.. ينتمى أيضا للزمالك.. ولا نسى الناس أيضا أن شيخ الصحافة الرياضية وصانع مكانتها وأجمل وأبقى انتصاراتها وأعذب كلماتها وأهم سطورها.. هو الأهلاوى الأستاذ نجيب المستكاوى.. وأنا اليوم لا أشكر كل هؤلاء الكبار وكثيرين غيرهم من الذين علّمونا قواعد الكرة والكتابة أو الحديث عنها بالتزام وحب واحترام.. وإنما أستدعيهم من كتب وصناديق التاريخ وحكاياته ليكونوا سنداً لنا كلنا ونحن نواجه كل هؤلاء الذين يريدون إفساد مباراة القمة المقبلة بعد 48 ساعة بين الأهلى والزمالك.. الذين يريدون الكرة وقد تحولت إلى قنبلة كراهية وغضب.. ويريدون أن تدفع مصر ثمن طيش وجنون.. وعلى طريقة هؤلاء الكبار أشكر قادة ألتراس الزمالك الذين اجتمعوا مساء أمس الأول وقرروا ألا يردوا على سلوك صبيانى غبى قام به متعصبون للأهلى تسللوا فى الظلام ولطخوا سور الزمالك وما كان عليه من رسوم وعبارات حب وانتماء للزمالك.. وقرر قادة ألتراس الزمالك ألا يردوا على هذه الصغائر والتفاهات لا الآن ولا فى القمة.. وأتمنى ألا يكون قادة ألتراس الأهلى أقل حكمة ووقاراً وخوفاً على الناس والبلد من ألتراس الزمالك.. وأشكر أيضا مصطفى جمعة الذى قرر أن تفتح قناة الأهلى مؤخرا أبوابها لكل نجوم الزمالك تأكيدا للتقدير والاحترام المتبادل.. ولن ينجحوا إلا إذا وقف معهم الإعلام الرياضى الحقيقى والنبيل بقيادة المهذب والرائع حسن المستكاوى الذى كان مؤخرا أحد أهم أصحاب دعوات وقف العنف وحروب الكراهية والغضب، مؤكدا أن كرة القدم لابد أن تبقى أجمل وأهم مما يريده هؤلاء الصغار الذين فاتهم أن يتعلموا الحب.. ولم يجدوا من يقول لهم إن وردة على جبين من تحب أجدى وأجمل وأهم كثيرا من حجر أو خنجر فى ظهر من لا تحبه.. وأنه لن ينتصر فى النهاية إلا الحب.