اعتدنا الكوارث والمصايب، حتي صار شعار المرحلة «كارثة لكل مواطن.. والمكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين» ورفعت الحكومة شعار «اللي يشوف بلوة غيره تهون عليه بلوته. ومقدر ومكتوب يا ضنايا» ثم تنام وتشخر لحد ما تحصل كارثة أو مصيبة جديدة.. فتصحو مفزوعة، وهي تصرخ «وحدووه.. ما دايم إلا وجهه» ثم تقيم سرادق العزاء، وتدفع قرشين لكل واحد عشان تغسل ضميرها من دم الضحايا، وتعود للنوم مرة أخري، حتي تحدث مصيبة جديدة، فإذا كانت لها علاقة بالدين، استدعت المشايخ والقساوسة وبتوع الزار والموالد علي عجل، وكل واحد يمسك في أيده أخوه، ويهتفون جميعا افتحي الباب يا ولية.. للوحدة الوطنية، دي نفسها في الملوخية ثم تنشر الجرائد صور المسلمين والأقباط، الذين يقسمون أنهم أخوات، ويشربون من مية النيل اللي مليانه بهايم وفراخ ميتة.. وإذا كانت المصيبة اجتماعية، خرج المسئولون في زفة ولا زفة المحمل وهم يهتفون «والله ما جصرت يا شيخ. ويحلفون علي المصحف أن القطر كان شارب بوظة، عشان كده ما عرفش يفرق بين المحطة والبيوت اللي جنبها، وأن العيال الصيع هي اللي خرمت العبارة، عشان أهاليهم يقبضوا التعويض من صاحب العبارة الغلبان، ويروحوا يضربوا بانجو بتمنها. لقد ظلت الحكومة الموقرة، تتعامل بمنطق جحا، فطالما النار بعيدة عنها، لا مؤاخذة، ملهاش دعوه، وان شاء الله يولعوا في بعض، لكن هذه المرة، شبكت النار في ديل الحكومة، وكادت تصل إلي شعرها المصبوغ بالورنيش، فهل تتحرك هذه المرة، وتعيد تصحيح تلك الأوضاع الجائرة، وتقطع رأس الأفعي كما قال السيد الرئيس، أم انها - كعادتها دائما مثل الحاجة ريمة - سوف تتجاوز الكارثة، وتشوف مصالحها وحالها ومحتالها، وتقسم الوطن بالكيلو، وكل واحد ونصيبه بقي، علي اعتبار اننا اجدع شعب بينسي، والحكومة نفسها عندها الزهايمر؟! محمد الرفاعي