أخذ مني قرارالذهاب إلي السينما وقتا طويلا و يرجع ذلك التردد الذي أشهد له أنه حال بيني و بين مواقف كثيرة كنت فيها الخاسرة يرجع إلي ما أتابعه منذ فترة عن هبوط مستوي الفيلم المصري مما أسفر عن إنصراف فناني السينما المصرية إلي الفيديو أو الدراما أو المسلسلات التليفزيونية لذا قررت تغيير المسار ووضع حلول بديلة لأشياء كثيرة وكان أول التغيير الإتجاه إلي كل ما هو جميل وجديد ربما تتغير الصورة ودون تفكير طويل إخترت فيلم الزعيم،لفت نظري أثناء عرض الفيلم ارتفاع صوت سيدة تنهر أخري لعلو صوت تليفونها المحمول مما يشتت مشاهدي الفيلم و خاصة أنه يحتاج متابعة جيدة و تركيزاً، و لن أغفر للفنان عادل إمام هذا التلاعب بمشاعري و التغيرات و التقلبات النفسية التي أحدثها بي أثناء مشاهدتي فيلمه الجديد " زهايمر " لم يرحم هذا الوجع الذي سيطر علي مؤخراً، شعور طاغ أن كل ما يحدث موجع يؤلمنا في الصميم بلا رحمة، ظل عادل إمام يُضحكني و يُبكيني ثم يُضحكني ليعود ليبكيني بحرقة إلا أني لم أشعر بالندم لهذا التوهج الفني الذي سيطر علي الفنان القدير، عفواً لعدم تخصصي في النقد السينمائي لكن ما شاهدته وددت الحديث عنه كمشاهدة يجب عليها رفع الشابوه للقصة التي كتبها نادر صلاح الدين بالرغم أن الدراما المصرية قد تناولتها فيما قبل لكن ليس بهذا العمق و الآداء و الصراحة و إن كان خفف حدة وقعها علي المشاهد في نهاية الفيلم مع ملامح عادل إمام التي إختلطت بين الحزم و الأسي و ضرورة العقاب و الأمل و الرحمة علي أبنائه و تجميع هذه الملامح في آن واحد هو شئ في تقديري غاية في الصعوبة و لا شك أن إخراج عمرو عرفة مع قيادة التصوير لمحسن أحمد كان موفقاً لدرجة شعوري بتكوين دويتو بينما بعض اللقطات كانت تستدعي إنفعالاً أقل من محمود شعيب المصاب بالزهايمر إنتقي عادل إمام كل أبطال الفيلم أسماءً كبيرةً و بالرغم من ذلك كان هو الأكبر و الأكثر عطاء، لم أشاهد الفيلم مثل المرات السابقة لأنه مختلف كانت بين لقطاته و عباراته رسائل عديدة كبيرة في معانيها أداها عادل إمام بعبقرية تتناسب و مكانته و تاريخه، يرسخ فيها قيمة الرمز، كبير العائلة، مهما كبرت أعمار ومقامات من حوله يبقي الأكبر لا يقلل منه كبرهم، يبقي هو في الصدارة يعلو كلما كبر أبنائه .. فكرة الثواب و العقاب في غاية الأهمية الآن مصحوبة بخشية الضياع و الحفاظ علي ما تم بناءه. لم أخطئ في قرار ذهابي إلي فيلم عادل إمام الذي غيَّر حالتي المزاجية لساعات طويلة لأنه يناقش عدة مشاكل أسرية عميقة لا يمكن وصفها بالسطحية و لا شك أنها أثرت بشكل ملحوظ في المجتمع كله، عبارات كثيرة رددها عادل إمام أو "محمود شعيب" هي بمثابة صرخة في وجه المجتمع والأسرة والأبناء، يطالب فيها بإعادة تصحيح المسار، يعلن بصدق عن خطئه في تربية أبنائه و قراره بإعادة تقويمهم بعد أحداث النصف الأول الصادمة جعلني أجلس بمزاج في مقعد مشاهدي الترسو لأردد بين مشهد و آخر "ربيهم " "يا حراااااااااام" "بيعاقبهم و خايف عليهم " الفيلم ليس قصة أسرة أو حالة إنه رصد للمجتمع و تقديم مقترح الحل بين سطورة. حنان خواسك