تشهد الدراما التليفزيونية غزوا من نجوم السينما في ظل انتعاش سوق الدراما في مصر, فكل النجوم الذين طردتهم السينما اصبحوا نجوما للتليفزيون, علي الرغم من أن هؤلاء النجوم كانوا يقولون عن الدراما. قبل ذلك بأنها محرقة النجوم, لكن مع ارتفاع أسعار نجوم الشاشة الصغيرة وفتح قنوات خاصة للدراما والاهتمام بهذا المنتج اصبح الجميع حريصين علي تقديم عمل درامي كل عام, حتي نجوم السينما الذين مازالوا يستمتعون بنجوميتها ونعيمها لايفوتون الفرصة, المطرب محمد فؤاد, وبعده عمرو دياب الذي تتفاوض معه جود نيوز لتقديم عمل درامي, ان لم يكن مسلسلا فتقديم برنامج مثلما فعلت واعلنت غاده عادل التي حاولت أن تعوض غيابها العام الماضي ببرنامج انا واللي بحبه ونجوم السينما الحاليون لم يتركوا الفرصة, الزعيم عادل أمام, يستعد لعمل, وهنيدي, واحمد عز, والامر لايقتصر فقط علي الممثلين لكنه يشمل المخرجين ايضا. يقول الكاتب أسامة أنور عكاشة إن الدراما أصبحت الورقة الرابحة, وبها مكسب للمنتجين والفنانين, حسب تعبيره, بالهبل, ولم يعد احد يهتم بالجودة, المهم الاجر, والآن لايوجد دراما ولكن فيلم يعاد30 مرة في الشهر لنجم واحد, فكما للسينما شباك تذاكر, للمسلسل شباك اعلانات. واشار الكاتب محمد صفاء عامر الآن الدراما اصبحت سبوبه للنجوم, وهي الملجأ لمطاريد السينما لحصولهم علي أجور خيالية. وإستبعد فكرة حاجة النجوم الي الشهرة قائلا هؤلاء كلهم نجوم وحصلوا علي الشهره لكن مستقبلهم بات مظلما بعد استبعادهم من السينما فاتجهوا الي مشاهدي التلفزيون. ويؤيد رأي الناقد الشناوي هذا الرأي ويضيف ان الدعم الذي تتلقاه الدراما من خلال الاعلانات وقنوات التليفزيونية التي أصبحت خيالية, حتي عادل امام الذي لم يفكر في الدراما منذ ربع قرن وكان آخر مسلسل له دموع في عيون وقحة يستعد لتجربة العراب في حين انه لم يعلن عن تواجد سينمائي له. ويري المخرج إسماعيل عبدالحافظ ان الأجور التي يحصل عليها ابطال الدراما تشجع الجميع علي التهافت عليها, رغم ان هؤلاء النجوم هم أنفسهم الذين كانوا يعتبرون الدراما درجة تانية وأن السينما هي الشاشة الذهبية, ولكن عندما أدارت لهم السينما ظهرها لجئوا الي الدراما, وعندما اكتشفوا انها كنز مليء بالمزايا وعلي رأسها الفلوس بدأوا يتمسكون بها لدرجة أن هناك نجوما أصبحوا حريصين علي الوجود كل عام. وتري الناقدة إيريس نظمي أن السبب الأساسي في الاتجاه للدراما هو خوف الفنانين من أن يظلوا بلا عمل في ظل تقلص عدد الأفلام السينمائية سنويا, والحالة الاقتصادية التي تعاني منها شركات الإنتاج, والتي سبب منها إصرار هؤلاء النجوم لزيادة أجورهم وليس تقليلها بسبب الازمة الاقتصادية, وهو ماجعلهم يطرقون بابا آخر وهو الدراما التلفزيونية خاصة أنها مفيدة للفنانين الذين يعانون من قلة في إيرادات أفلاهم, فهي فرصة كي يعترفه المشاهد أكثر, ولذلك بدأت أشياء غريبة تحدث في الدراما من بينها مسألة تطويل الحلقات لتصل الي30 حلقة, واعتمادها علي النجم الواحد كما في السينما, وأشياء كثيرة لم تكن موجودة في الدراما بدأنا نشاهدها والسبب هو طوفان السينما الذي نزل علي صناعة الدراما. أما السيناريست محمد السيد عيد فيقول: إنه علي الرغم من الصلة الدائمة بين السينما والتلفزيون منذ ظهور الاخير كنا نري الاعمال الاولي عليه لكبار نجوم السينما حيث قدموا أدوارا في المسلسلات والسهرات التلفزيونية, وأختفي هذا الامر لفترة ثم عاد مرة أخري. ويرجع عيد السبب في ذلك الي حدوث تغيير كبير في السينما حيث تقاعد جيل كامل ولم يعد مطلوبا فيها, وتحول هذا الجيل بالطبع الي التلفزيون, وجاء بعده جيل آخر من الفنانين اكتشفوا كذلك أن السينما لاتستوعب طاقتهم جميعا فتحولوا الي التلفزيون هم الأخرون حيث إنه يوفر لهم الانتشار. وأضاف عيد أن شركات الإنتاج تسعي وراء هؤلاء النجوم لأنهم يحققون نسبة إعلانات عالية مما يعوض أصحاب القنوات التلفزيونية عن المبالغ الكبيرة التي يتقاضاها.