لم يخطر ببالي يوما أن أنظر إلي عيشة غيري فأنا مقتنع بالمثل القائل: «من ينظر لعيشة غيره تحرم عليه عيشته»، ولكن ما نعاني منه نحن سكان مدينة القطامية وبالأخص مدينة المحمودية من إهمال لا يوصف فنعيش في مستنقع من مياه المجاري التي تغمر الشارع الرئيسي، أما بخصوص الحدائق فحدث ولا حرج وإذا أردنا التطرق إلي مسألة الصرف الصحي للمساكن فيجب أن نقول إننا نعيش كارثة صحية بما تحمله الكلمة من معان حيث لا يوجد من يتابع من طرف الجهاز وإذا تجرأ أحد وطلب من السادة الأفاضل المسئولين عن الجهاز فبعد إلحاح شديد يقترب من إلحاح طلب الإحسان ممن لا تعرف الرحمة طريقا إلي قلبه يتم التكرم بإرسال أحد الفنيين لإصلاح العطل ويقوم الفني بطلب المعلوم وأن لم يتم الدفع فيتم ترك العطل كما هو عليه دون إصلاح ناهيك عن عدم وجود رقيب أو مسئول لمحاسبة المقصرين. كل ما تحدثنا عنه نعاني منه ونحن داخل شققنا السكنية ولكن الوصول إلي هذه الشقق يعد مشقة من نوع آخر حيث الطريق الرئيسي غير ممهد نظرا لقيام إحدي شركات المقاولات بتكسير الطريق لعمل مشروع خط المواسير دون توفير طريق بديل أو حتي تمهيد جزء من الطريق الحالي للسير عليه فإذا أردت السير علي الطريق الحالي يجب أن تكون من أصحاب المواهب الخاصة من لاعبي الاكروبات وإذا كنت تستقل إحدي السيارات فيجب أن تنافس شوماخر في مهاراته حتي تتمكن من الوصول إلي منزلك دون الوقوع في حفرة من حفر شركة المقاولات. وإذا كنت من مستقلي المواصلات العامة فلك الله لأنه لا توجد أي شبكة مواصلات تربط المدينة بالمناطق المجاورة حتي الأتوبيس الوحيد الذي يعمل هو خط 730 وهو الرابط بين مدينتنا ومنطقة إمبابة فهو أتوبيس يعاني من شتي أنواع المرض فيوم يعمل وباقي الأسبوع في الجراج لتلقي العلاج المناسب حتي يتم شفاؤه ليعمل يوما آخر في الأسبوع الذي يليه ثم نعيد الكرة من جديد. ناهيك عن عدم التواجد الأمني فرؤية سيارة دورية واحدة تمر في شوارع القطامية أصبحت دربا من دروب الخيال مما تسبب في انتشار المخدرات خصوصا في الطرق الداخلية للمدينة ورؤية مجموعات من الشباب تتعاطي المخدرات علي جانبي الطريق أصبحت من المناظر المألوفة كل هذا يجعلني أنظر إلي من يسكنون بجواري ولا تبعدني عنهم سوي بضعة أمتار وهم سكان التجمع الخامس حيث يسكنها الوزراء ورجال الأعمال وبها منتجع الجولف ولكن من يدخل هذه المدينة يشك في أننا جميعا تابعون لمحافظة واحدة، فهي اللهم لا حسد تجد كل الاهتمام والتقدير من السيد المحافظ فأتقدم له بالشكر علي ما يتمتع به سكان «التجمع الخامس» ونرجو من السيد المحافظ أن يعطينا مما أعطي للتجمع الخامس حتي لا ننظر لهم بعين الحسد. أو نضطر إلي أن نسأل سيادته هل يعلم أن مدينتنا تتبع محافظته؟!