هلت علينا الذكري العطرة لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة التي اعادت الثقة وأكدت علي مهارة وفدائية المقاتل المصري واقتحامه لخط «بارليف» المنيع الذي اعتقد العدوالصهيوني الجبان بأنه حائط الصد الفولاذي ضد أية محاولة للاقتراب منه حيث جحيم النيران والصواعق والالغام والدشم والمتاريس التي لاتؤثر فيها أية «قنبلة» أوصواريخ! ولكن كان هناك العقل الفصيح الذي حول سلاح العدو إلي قطعة من الصفيح ففر جنوده مذعورين وكانت اقدامهم تسابق الريح هربا وفزعا وخوفا ورعبا من بسالة الجندي المصري الذي أصر علي أن يكون كل جندي اسرائيلي «صريع». وبالفعل كانت أنشودة النصر يوم 6 أكتوبر عام 1973 فعبرنا «الهزيمة» لأن مصر عظيمة.. في هذه الملحمة البطولية الرائعة سال دم الشهداء علي ارض سيناء وتخضبت ذرات الرمال بالدم الطاهر الذي كان القربان لإعادة واستعادة الأرض والعرض.. وتحررت سيناء وارتفعت هامة المقاتل المصري الجسور بفضل البطولات والتضحيات وأصبحت حرب «أكتوبر» علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية التي أثبتت كافة اسلحتها الكفاءة والبراعة والاقتدار فتحقق الانتصار علي العدو الغدار ودروس هذه الحرب أصبحت مادة دراسية في أرقي الأكاديميات العسكرية الدولية. وما أريد أن اقوله أن شهداء هذه الحرب لهم حق مكتسب وأصيل في أن نخلدهم دوما وباستمرار ليس بسرد بطولاتهم ولكن برعاية أسرهم.. فهم يستحقون أن نقدم لهم كل غال.. هم يستحقون الاغداق في كل أمر من امور حياتنا اليومية.. هم الذين حرروا الأرض التي اصبحت الآن منتجعات ومشروعات استثمارية تدر المليارات والملايين..وعليه أليس من حقهم أن تتذوق أفواه اسرهم هذا الخير.. لابد من فرض نسبة من هذا الدخل لأسر الشهداء والمصابين لأنهم كانوا وسط النار والدمار ولم يكن كل شهيد أو مصاب واحد «هنكار». دم هؤلاء الشهداء والمصابين هو الكحل الذي تكحلت به عيون «مصر» الأبية والفتية لأنها الأم الحنون التي أنجبت ابناءها من الفدائيين والابطال وبعد 37 عاما من حرب استعادة المجد والشرف كيف حال أسر الشهداء والمصابين الآن!! مطلوب الاستفسار والسؤال عنهم لأنهم كانوا في مقدمة الصفوف ولم يحاربوا بدق الدفوف.