قررت وزارة الداخلية نقل مرسى من سجن برج العرب إلى أحد المقرات الامنية التابعة للقوات المسلحة بعد أن وردت تقاريرامنية سيادية لوزارة الداخلية تفيد بوجود مخطط شبيه بمخطط اقتحام سجن وادى النطرون الذى حدث فى 28 يناير بهدف تهريب مرسى مثلما حدث فى المرة الاولى. التفاصيل الكاملة للمعلومات التى أجبرت الأجهزة الأمنية والسيادية لاتخاذ هذه الخطوة بنقل مرسى بشكل مؤقت يرويها لنا مصدر بوزارة الداخلية اكد أن جهاز الامن الوطنى وجهازًا سياديًا فى مصر وصلت اليهما معلومات تفيد بأن جماعة الفرقان الجهادية التى يتزعمها احمد عشوش وضعت خطة محكمة لاقتحام سجن برج العرب لتهريب الرئيس المعزول محمد مرسى من محبسه والظهور به فى احد الاماكن التابعة لهم باعتباره رئيس الجمهورية الشرعى وهو ما سيضع الأجهزة الأمنية المصرية والقوات المسلحة فى موقف حرج أمام الرأى العام المحلى والعالمى. وأشارت المعلومات إلى أن قيادات «الفرقان» عقدت مؤخراً عدة اجتماعات فى مكان مهجور بالقرب من مقابر أبيس بالإسكندرية مع عدد من قيادات الجماعة وبمعرفة «حسن مالك» و«محمد على بشر» وبالتنسيق مع التنظيم الدولى للاخوان والمخابرات التركية، حيث قالت إن هذا الاجتماع تم داخل مخزن يمتلكه أحمد عشوش زعيم الجماعة وتم الاتفاق على تنفيذ هذا المخطط قبل ذكرى 25 يناير، حضره عدد من أعضاء حركة حماس ممن يعيشون فى مصر بشكل مستتر إضافة إلى بعض العناصر الإرهابية التى كانت قد عادت من أفغانستان فى عهد محمد مرسى وقد تم الاتفاق على طريقة ومكان السلاح الذى سيستخدم فى الهجوم وهو عبارة عن اسلحة ثقيلة لضرب النقاط الامنية والهجوم بمجموعات ضخمة من العناصر الارهابية مدعمة بعناصر حمساوية تصل قبل تنفيذ العملية إلى الاسكندرية ب48 ساعة بعد أن يتم تهريبها عبر الانفاق، كما سيتم الاستعانة بشباب من الفرقة 95 إخوان، أما السلاح الذى ستنفذ به عملية اقتحام السجن سيأتى من محافظة مطروح عن طريق نائب مجلس شعب سابق دأبت جماعة «الفرقان» على شراء السلاح منه اضافة إلى كميات سلاح أخرى سيتم تهريبها عبر الأراضى الليبية. وأشار المصدر إلى أن جماعة «الفرقان» بدأت فى تحديد المجموعات التى ستقوم بالمهمة سواء من أعضائها أو من بعض التكفيريين المتواجدين بسيناء ممن سيتم الاستعانة بهم لتنفيذ العملية. تجدر الإشارة إلى أن «أحمد عشوش» كان قد أسس جماعة «طلائع الفتح» الجهادية وقام بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية وتم سجنه فى التسعينيات حتى قدوم المعزول مرسى وأفرج عنه ضمن الجهاديين المفرج عنهم بقرار رئاسى وقام عقب الافراج عنه بتأسيس جماعة الفرقان وكان يكفرالمجتمع بشكل عام. الغريب أن هذه المعلومات تزامنت مع اعتراف القيادى الإخوانى عزت الغريب أثناء التحقيق معه فى نيابة أمن الدولة العليا بعد القبض عليه فى سيناء أنه قام بالتنسيق مع العناصر الارهابية ومناصرى الرئيس المعزول بسيناء ومع مجموعة عشوش لتهريب الرئيس المعزول محمد مرسى من سجن برج العرب علاوة على القيام بعمليات إرهابية فى عدد من محافظات ومدن مصر وعلى رأسها القاهرة وأنه تلقى تمويلا من دولة عربية قدره 7 ملايين دولار (35 مليون جنيه مصرى) لتنفيذ عملية اقتحام سجن برج العرب بهدف تهريب «محمد مرسى» من السجن، وقد اعترف «الغريب» أيضا فى التحقيقات بأنه توجه لسيناء منذ ما يزيد على شهرين بعد أن تلقى أوامر من الجماعة بتكليفه بمهمة التنسيق بين الجماعات الإرهابية بسيناء ليكون هو حلقة الوصل بينهم ولترتيب عملية تهريب مرسى من سجنه، كما أنه كان يتولى ملفًا آخر وهو تهريب قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يقبض عليهم بعد، وتتوقع الجماعة صدور قرارات بالقبض عليهم على أن تكون إحدى مهام الغريب تهريب هذه القيادات المهددة بالقبض عليها إلى غزة. لعل هذه المعلومات التى حصل عليها الأمن الوطنى وأحد الأجهزة السيادية هى التى أجبرت الأمن على نقل مرسى إلى مقر تابع للقوات المسلحة ليكون اكثر أمانا، كما أن العناصر الارهابية لن تستطيع معرفة مكان احتجازه الجديد وإن كان البعض يتحدث داخل الوزارة على أن هذا النقل لبعض الوقت حتى يستطيعوا القبض على العناصر الارهابية على الرغم من أن سجن برج العرب تم تأمينه جيدا وكان الخيار المفضل لوزارة الداخلية ليقضى فيه مرسى حبسه الاحتياطى بعد أن قضى أربعة أشهر فى منشأة عسكرية سرية تابعة للجيش تم خلالها عزله عن العالم الخارجى تقريبا عقب ثورة 30 يونيو، الا أن هناك مخاوف من إمكانية فراره بمساعدة الارهابيين رغم هذه التأمينات غير المسبوقة، حيث كان مجمع برج العرب واحدا من عدد قليل من السجون التى تمت مهاجمتها فى اعقاب ثورة 25 يناير وسجن برج العرب من اوائل السجون التى تم تركيب كاميرات أمن بها ويضم أعتى المجرمين فى مصر الذين يتم احتجازهم بمعزل عن محمد مرسى، والسجناء السياسيين كما أنه يضم بعض العناصر الفلسطينية ممن تم اعتقالهم بتهمة المشاركة فى هجمات على سيناء كما يتم احتجاز اثنين على الأقل من أعضاء جماعة الإخوان الكبار وهما النائب السابق صبحى صالح وحسن البرنس رغم هذا فإن السلطات المصرية قلقة بشأن حدوث أى محاولات لتهريب مرسى أو الهجوم على السجن. نشر بعدد رقم (678) بتاريخ 2013/12/9