قرأت خبر انتحار الشاب «عمرو» شنقا من فوق كوبري قصر النيل وعرفت أنه شنق نفسه بسبب عجزه عن الزواج من حبيبته فاسودت الدنيا في وجهي وفي لحظة واحدة بعدما شاهدت صور جثته وهو معلق بحبل ومتدل منه أحسست بأني عجوزة جدا وفي جسدي كل أمراض الدنيا وبيني وبين الموت خطوة واحدة قصيرة، أحسست بأني عجوزة وعاجزة في نفس الوقت رغم أن سني 26سنة فقط، أحسست أيضا أني أعرف هذا الشاب جيدا وعايشت معه كل لحظات يأسه وإحباطه واكتئابه التي مر بها، أحسست أني رأيت دموعه تنزف في ليل حزين يسأل الله فيه فك الكرب وانفراج العجز وأن يحقق له حلمه البسيط في ان يجمع بينه وبين من أحب أحسست أني شاهدته يصرخ كثيرا من آلام البطالة والفقر وطلب الواسطة وحقه في الحياة كإنسان دون مجيب.. تذكرت أني شاهدت في الشارع المصري ملايين «عمرو» ممن يضربون رءوسهم في الحائط يوميا ويصرخون بأعلي صوت ولا حياة لمن ينادون .. تذكرت أن الحب ونهايته السعيدة في بلدنا الآن أصبح نادر الحدوث ومحصورا فقط علي من رحم ربي .. تذكرت الفتيات العوانس اللاتي تأخر عليهن الفارس بحصانه الأبيض كثيرا وانتظروه طويلا ولم يأت فافترستهن أبشع أنواع الامراض النفسية .. تذكرت أن الشيء الوحيد التي تسمح به الحكومة المصرية لشعبها هو الانتحار.. الله يرحمك ياعمرو وبجد حبيبتك خسرانة كتير لأن المشاعر الحقيقية في الزمن ده شبه معدومة.