أشعر بالأسى والمرارة لطالما كان هناك شباب ينتحرون شنقا باسم الحب، نعم الزواج وما فيه من علاقة حب جسدية وروحية هى المنفذ لكل البشر على أنها كانت لزة مجانية تساعدنا على التخلص من ضغط الحياة، إلا أن ضيق اليد لدى الشباب جعلهم يفعلون ما لا يتخيله أحد ولا يرضاه أيضا أحد. ظروف الحياة المالية وحدها ليست مبررا أن ننتحر ونضحى بحياة وأجزاء من أجسادنا من أجل محبوبة صعب علينا الزواج منها أو فقرا فرض عليهم إثر وضع نعيشه جعل كل شخص ينام ليلا ليستيقظ نهارا وهو أكثر حقدا وكرها لهؤلاء الذين يجمعون المال ويتزوجون وهم عاجزون عن الوصول إلى حبيبته. آه كم صدمنا أثناء قراءتنا ومشاهدتنا منذ أيام قلائل، الحادث المأساوى بمنطقة قصر النيل بالقاهرة، التى ظهرت فيه ملامح الحب واليأس، عندما شنق شاب "31 عاما" عن طريق ربط عنقه بحبل وعلق نفسه بسور كوبرى قصر النيل ليتدلى منه منتحرا، مبررا قرار التخلص من الحياة جاء بعد عجزه عن تدبير نفقات زواجه من حبيبته التى ترك لها خطابا فى موقع الحادث، قال لها فيه إنه يستطيع ترك الدنيا لكنه لا يستطيع الحياة بدونها. وقبلها بأيام قليلة شهدت منطقة سيتى بأسيوط أمام معهد الأورام، حالة من الاستنكار والدهشة الشديدين، اعتراضا على ما فعله شاب فى العقد الرابع من العمر، بعد أن قام بالتخلص من رجولته بقطع عضوه الذكرى أمام المارة لفشله فى الحصول على فرصة عمل تؤهله للزواج لذا أقدم على فعلته الشنعاء. وبعد الواقعة الشنعاء بساعات من انتحار شاب من فوق كوبرى قصر النيل، انتحر أيضا شاب فى العقد الثالث من العمر من أعلى سطح العقار الذى يقطن به بمدينة الشيخ زايد، وذلك لمروره بضائقة مالية، ونظرا لتقدم العمر به، أصيب بحالة نفسية سيئة جعلته بالطبعيقدم على ذلك. كلنا نرفض الموت أو الانتحار أو فقدان جزء من أجسادنا سواء باسم الحب أو المال، ولكن ما نتفق عليه هو دعوة الأغنياء الذين يدفعون مهرا بالملايين مش بالجنيه بدعم البسطاء لمنعهم من الانتحار. هل ممكن أن نتخلص من العوانس فى مصر، هل ممكن نتخلص من البطالة والفقر، الإجابة نعم.. فما فعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أرادت النقابات فى عهده دعما فقام بتخصيص 1% من المستخلص السكنى عن كل مسكن استطاعت الآن أن توفى 4 مليار جنيه للنقابة فلماذا لا يطبق الآن وبشكل أشمل بأن يخصص بند فى مرتبات الموظفين باسم "ضريبة زواج الشباب والفتيات" حتى ولو كان جنيها واحدا من مرتب كل موظف حكومى وخاص فى الشهر، فلو لدينا مثل 10 مليون موظف نستطيع كل شهر توفير 10 مليون جنيه نزوج بمهما 50 ألف شاب كل شهر. أيضا ممكن المجلس القومى للرياضة والشباب يقضى وحده على حوالى 13 مليون عانس فى مصر بأمر بسيط بأن يخصم عن كل تذكرة بمباراة كرة قدم جنيهان حتى 5 جنيهات لصالح مشروع زواج العوانس، فإذا كان هناك مثلا 200 مباراة سنويا بالدورى المحلى والكأس المصرى والأفريقى والمباريات الدولية بمتوسط 50 ألف تذكرة، فإن هناك ما لا يقل عن 2 مليون جنيه سنويا تساعد فى وقف نزيف الانتحار من أجل الحب.