· كان انقضاضه علي أسطول النشطاء السياسيين انقضاضاً لا يليق إلا بذئب · اللقطات تظهر رئيس المخابرات البحرية الإسرائيلية في حالة سكر واضح وفي أوضاع مخلة التقطها «زبون» بكاميرا التليفون المحمول ساقت أجهزة الإعلام الإسرائيلية رواية «صادمة» حول ما جري فجر الاثنين الماضي قبالة السواحل الفلسطينية، فالإدارة الإسرائيلية ادعت أن الناشطين السياسيين الذين كانوا علي متن سفن قافلة «أسطول الحرية» بادروا بالاعتداء علي الكوماندوز الإسرائيلي بواسطة «سكاكين وآلات حادة»، ما أسفر عن قتل نحو 10 ناشطين غالبيتهم من الأتراك. والرواية الفجة التي تروج لها إسرائيل لا تقل فجاجة عن مشاهد ذلك الفيلم القصير الذي بثته القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي وهو الفيلم الذي تناول جانبا من حياة «بطلهم المظفر» اليعازر تشي ماردوم قائد عملية الهجوم علي قافلة المساعدات، ويظهر في الفيلم الذي لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق، مواطن إسرائيلي تمكن من تصوير اليعازر داخل أحد بيوت الدعارة التي تعج بها إسرائيل، ويوضح الفيلم «لقطات مشينة» للسفاح الإسرائيلي في أوضاع مخلة داخل البيت الذي يطلق عليه «gogo-stvipt show» ولعل إسرائيل أرادت من بث هذا الفيلم أن ترسل برسالة ضمنية مؤداها أنها لم تجد من هو أقل وضاعة من هذا «الداعر» لتوكل إليه هذه المهمة التي لا تقل عنه حقارة. ولم تبخل وسائل الإعلام الإسرائيلية بطرح سيرة اليعازر علما منها بأنه سيكون حديث الأوساط العربية والإسلامية خلال هذه الفترة. ويشغل قائد المذبحة منصب رئيس المخابرات البحرية الإسرائيلية وهو صيني الأصل ويبلغ من العمر 55 عاما. ولم تفلح اللقطات التي التقطت لقائد البحرية الإسرائيلية بكاميرا هاتف محمول في الاطاحة به من منصبه حين كشف عنها للمرة الأولي، وتولي اليعازر منصبه عام 2007 بعد الاطاحة بسلفه الذي فشل فشلا زريعا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي جنوب لبنان، ورغم أنه من القادة القلائل المعروف عنهم الحيطة والحذر إلا أن اللقطات التي ظهر خلالها في حالة سكر بين كادت أن تطيح به من موقعه العسكري المهم، ليخرج في اليوم التالي مبررا موقفه ببجاحة يحسد عليها قائلا: دخلت إلي هذا البيت فقط لألقي التحية علي صديق كان هناك، ثم خرجت بعد دقائق» وقد كان اليعازر يظن حينها أن اللقطات اقتصرت علي دخوله بيت الدعارة مترنحا، دون أن يدري أن أحد الحضور التقط له لقطات فاضحة ونشرها علي الموقع الالكتروني «يوتيوب»، حينها أقر ماردوم بما جاء في التسجيل واعترف بارتكاب الفاحشة واعتذر عما هو ممنوع عن العسكريين وماردوم الموصوف بأنه محتسي خمور ممتاز، وخبير بالنبيذ ليس عسكريا تماما فهو حاصل علي ماجستير العلوم الاجتماعية من جامعة حيفا وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد قبل أن يلتحق بالسلك العسكري ضمن دورة في البحرية أتمها عام 1975، وتصفه صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية بأنه من النوع اللا مبالي بالعواقب رغم كونه ثعلباً مشهوراً بالانقضاض. وتبرز الصحيفة أن تلك الصفات بدت جلية في تنفيذه لعملية السيطرة علي سفينة «كارين ايه» في مطلع عام 2002 وهي العملية التي أطلق عليها بنفسه اسم «عملية سفينة نوح» وقاد ماردوم بحارة إسرائيليين في البحر الأحمر وحملهم ليلا إلي مسافة 500 كيلو متر عن ميناء إيلات الإسرائيلي لينقض علي «كارين ايه» والتي سيطر عليها في دقائق معدودة وبعدها فجرت آلة الإعلام الإسرائيلي القضية لتكثر حولها الأقاويل وعمن ورائها، وروجت إسرائيل حينها أن السفينة كانت تحمل أسلحة إلي قطاع غزة متهمة عدة أطراف بالوقوف خلف العملية. ولماردوم صاحب العملية الماكرة شجرة عائلة تمتد إلي الصين فجده لأمه اعتنق اليهودية حين تعرف بجدته في الصين، وبعد أن تزوجها هاجرا سويا إلي إسرائيل وماردوم أب لثلاثة أبناء. والغريب أنه بالرغم من الحظر الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي علي العسكريين من أن يكون لهم أي نشاط اجتماعي علي مواقع الانترنت، إلا أن اليعارز مشترك علي مواقع «فيس بوك» و«تويتر» ومواقع أخري ولا يبالي بتحذيرات جيشه ويشترك باسمه الحقيقي، لذلك تصف وسائل الإعلام شخصيته بأنها «بسيطة وفكاهية» وتدلل علي ذلك بصورته علي «فيس بوك» حيث وضع لنفسه صورة هزلية لا تليق بالعسكريين ووقارهم ويبدو في الصورة وقد ارتسمت علي وجهه ضحكة مثل التي يحرص فنانو الكوميديا علي الظهور بها. إلا أن ما أقدم عليه السفاح الإسرائيلي يؤكد أنه ليس بسيطا بالمرة، فقد كان انقضاضه علي أسطول النشطاء السياسيين، انقضاضاً لا يليق إلا بذئب ولعل كلماته لوسائل إعلام دولته قبل يومين من المذبحة تكشف عن دمويته فقد قال اليعازر بالنص: «لدينا مهمة علينا تنفيذها وهي منعهم من الوصول إلي قطاع غزة»، وتزامنت التصريحات مع إعلان الحكومة الإسرائيلية علي لسان رئيس الوزراء أن مهمة الجيش الإسرائيلي ستقتصر علي مصادرة المواد الغذائية المنقولة عبر الأسطول وايصالها إلي المحاصرين في غزة، في وقت أوهمت فيه العالم أنها تسعي للحفاظ علي علاقاتها بجميع الدول، ممن لها رعايا علي متن السفن المتوجهة إلي الأراضي المحتلة، وبذلك شارك «داعر» البحرية الإسرائيلية في تضليل العالم موحيا بأن المهمة التي تحدث عنها ستقتصر علي منع السفن ومصادرة حمولتها دون المساس بمحتوياتها واكمال مهمة النشطاء الذين وفدوا إلي غزة من كل بقاع الأرض، بتوصيل المعونات للفلسطينيين المحاصرين. وعقب المذبحة تواري اليعازر عن وسائل الإعلام، ولم يدل بأي تصريحات، وأن كان من المؤكد أن اللقطات التي حاولت إسرائيل من خلال بثها للعملية كانت من اخراجه، فالإدارة الإسرائيلية عرضت لقطات بعيدة لإحدي السفن وبدا منها أن مجموعة من الأشخاص يحملون عصي وينهالون بها علي آخرين وكانت اللقطات مصورة من علي ظهر أحد الزوارق التي شاركت في العملية علاوة علي لقطات أخري التقطت من مروحية كانت ضمن القوة المهاجمة، وهي اللقطات التي تأكد المشاهدون في كل بقاع الأرض أنها ملفقة فقد ظهر تصور آخر التقطه أحد ركاب السفينة التركية أن الآلات التي ظهرت في التصوير الإسرائيلي كانت في يد جنود الكوماندوز ليكون حظ مارودم عثرا علي طول الخط مع لقطات الفيديو. فمرة ظهر في بيت دعارة وأخري يظهر تلاميذه في مشاهد «دعارة عسكرية» وربما كانت اللقطات جميعها في سياق الرسالة التي ترغب إسرائيل في توصيلها للعرب.