كشفت مصادرسياسية وعسكرية إسرائيلية ان الرجل الذي قاد الهجوم فجر الاثنين على سفن المساعدات وهي مبحرة في المياه الدولية نحو قطاع غزة،هو الأدميرال اليعازار تشي ماروم ، قائد ورئيس مخابرات البحرية الاسرائيلية ، الصيني الأصل شكلا وعقلية المعروف بصاحب فضيحة "ملهى جو جو" الشهير في أوائل العام الماضي بتل أبيب. ويوصف بأنه متهور ومحتسي خمور وليس عسكريا تماما. وقالت ان ماروم من النوع الصامت ولا تعرف يسراه ما تفعل يمناه. مع ذلك استطاعوا ضبطه بالجريمة في مارس 2009 وهو يدخل ويخرج من بعدها من الملهى الليلي في تل أبيب متعتعا بالسكر الشديد، وأصبحت قصته على كل لسان.وفي اليوم التالي وعند التحقيق معه ، أنكر ماروم بشدة أنه كان في "جو جو" سكيرا،وانكر ماروم في التحقيق قائلا "دخلت الملهى فقط لألقي السلام على صديق كان هناك ثم خرجت بعد دقائق " . لكن أحد الحضور في ملهى التعرية وتوابعها التقط لماروم لقطات بكاميرا هاتفه المحمول من دون أن يدري، ثم قام ببثها على فيديو في اليوم التالي بموقع "يوتيوب" . مما اجبره على الاقرار والاعتراف والاعتذار عما هو ممنوع على العسكريين حتى لا يخسر منصب قائد البحرية الذي تم تعيينه فيه بأغسطس 2007 خلفا لمن استقال وقتها بسبب الحرب الاسرائيلية مع حزب الله في لبنان منذ 4 سنوات. .
وكشفت نفس المصادر انه أيضا من النوع اللامبالي بالعواقب ، لكنهم وصفوه بأنه ثعلب محترف بالانقضاض، وبرز ذلك واضحا حين قاد عملية السيطرة على سفينة الأسلحة "كارين إيه" في مطلع 2002 بعملية خاطفة أطلق هو نفسه عليها اسم "عملية سفينة نوح" حيث قاد بحارة اسرائيليين في البحر الأحمر وحملهم ليلا إلى حين وصوله عند نقطة تبعد 500كلم عن ميناء ايلات الاسرائيلي، وهناك انقض على "كارين ايه" مسيطرا خلال دقائق على السفينة التي كثرت الروايات حولها في ذلك الوقت وعمن كان يقف وراءها وما كان عليها من أسلحة والى أين كانت وجهتها النهائية.
وماروم الموصوف أيضا بأنه صاحب عقلية مقامرة ومغامرة، شجرة عائلة معقدة الأصول، فأبوه كان صينيا ولد في ألمانيا وعاش كلاجيء فيها زمن الحرب العالمية الثانية، وجدته من أمه كانت يهودية روسية المولد وهاجرت الى الصين . أما جده لأمه فكان صينيا اعتنق اليهودية حين تعرف بجدته في الصين، فتزوجا وهاجر من بعدها ابن لهما الى اسرائيل، فتزوج فيها من اسرائيلية أصولها آسيوية، لكن هويتها غير معروفة تماما، ومن رحمها خرج ماروم مبصرا النور في شمال اسرائيل. كما أن ماروم شخصية تبدو لأول وهلة بسيطة وفكاهية، بحسب ما يكتبون عنه، فمع أنه ممنوع مثلا على ذوي المناصب العليا في الجيش الاسرائيلي، وربما في أي جيش، الاشتراك في مواقع للتعارف الاجتماعي على الانترنت، كالفيس بوك والتويتر، فانه عاند وفتح صفحة له على "فيس بوك" مع صورة له لا تليق بقائد قوة البحرية في أي دولة، ففيها يبدو وقد أطلق ضحكة امتدت من شفتيه وتكاد تصل الى أطراف أذنيه .كما البسطاء. وماروم على عكس ما يظهر في الصور ليس بسيطا بالمرة كما يبدو، فهو الذي أعطى الأوامر فجر أمس وقتل 19 مسالما كانوا على متن سفن المساعدات إلى الفلسطينيين ، كما أنه ربما جاء أيضا بعاصفة على اسرائيل لم تكن سفينتها تتمناها، لذلك بدأوا يطالبون باقالته وتحويله إلى كبش فداء.