سندخل في متاهة خزعبلات كثيرة!، أكشاك الحراسة ودوريات أفرادها. كراتين الفلوس. المبالغ المسروقة بعضها فيه تشطيبات أي عيوب في حاجة إلي تصويت. الفلوس السوق جاهز لشفطها ممن سرقوها والله أعلم حتي الآن أين ذهبت، كوكبة من الموظفين تم استجواب أفرادها، ثم أخلي سبيلهم بعد تعليق الاتهام في رقبتهم، والبنك مركزي والمطبعة مطبعته والمحطة محطته حيث يقف الأوتوبيس ويسكن الناس في عمارات متخمة . دعونا من هذا كله واسألوا معنا.. بدون أي عنف، كيف تسرق مطبعة البنك المركزي التي تطبع لنا الفلوس؟! وعند المطبعة كالعادة المصرية التراثية لافتة «ممنوع الاقتراب والتصوير!، الحمد لله. لا حد منا صور ولا اقترب»!، ولا حد غريب عن الدار دخلها فالزيارات ممنوعة، أهل الدار هم الذين يدخلون ويخرجون وكل ما في المكان «بحطة ايديهم»!، والكراتين المكدسة فيها الفلوس ليست في حاجة إلي الجرد!، فيكفي إثبات عددها فقط!، وفي البداية وبالمصادفة اكتشفوا سرقة 800ألف جنيه. سارع أهل الدار إلي إبلاغ الجهات المسئولة. وازدحم المكان بكل الذين يمكنهم التحقيق. الكاميرات التي تصور الحركة داخل الدار تعمل عشرة أيام ثم تتوقف!، والأيام العشرة محددة فقط عند أهل الدار!، وقد ثبت مبدئياً أن الكاميرات قد تعدلت أوضاعها المعتادة لتعطي ظهرها أو بعض ظهرها لمن أراد التقليب في أي كرتونة!، لا تنسوا في كل ما نشر أنها مطبعة البنك المركزي!، وليست مطبعة لطباعة دفاتر أو تجليد!، فجأة.. والجرد الذي لم تعرفه الكراتين في العادة أصبح علي قدم وساق بعد اكتشاف المبلغ المسروق الأول بالألوف!، الجرد الدائر فاجأ الذين يجردون بأن هناك مليونين من الجنيهات جديدة تحت التشطيب قد سرقت هي الأخري!، وخرج بلاغ جديد يحمل إضافة للبلاغ السابق بالسرقة الجديدة!، هل هذه هي المطبعة التي تطبع للبنك المركزي فلوسه؟!، وفي قلب شارع الهرم الذي جعلوه سياحيا فلا تقف فيه عربة راكنة أو عطلانة، وطبعا لا تمشي أحد بجوار أسوار المطبعة!، وإلا فإن أي متطلع أو متصعلك كان لابد أن يسارع إليه أحد من الذين يفتشون من يروق لهم من المارة لمجرد الاشتباه!، ولكن الذين سرقوا المطبعة قالت التحقيقات المبدئية إنهم حملوا الفلوس علي دفعات!، وربما ذكروا لنا ذلك حتي لا ينبري أحد فيسأل عن الذين يحيطون بالمكان من مراقبة برجية أو مخبرين سريين لابد أن يكون منهم من يتمشي عند الابواب والأسوار!، وإذن.. فالسرقة من أهل الدار!، فيهم من وجد كرتونات طال الوقت عليها دون أن يحصي ما فيها أحد!، وعندما وجد هذا أن سحب الفلوس علي دفعات لن يلفت نظر أحد، وجد أن سهولة تفريغ بعض الكرتونات تفريغا كاملاً ممكن، فكان له ما أراد!. معي مرة أخري لا تنسوا.. هذه مطبعة - البنك المركزي.. وليست الفلوس المسروقة في كراتين محل صرافة!.. ولا هل في فرع من فروع بنك لا مركزي ولا رئيسي.. إنه - الذي سرقت مطبعته اسمه في القانون «بنك البنوك»!، هو الضامن لفلوسنا، تسرق البنوك كلها إلا بنك البنوك. مطبعته هكذا يمكن سرقتها بسهولة، ومن داخلها «منه فيه»!، أين نضمن فلوسنا إذن.. هل يحميها من السرقة أن نضعها تحت بلاطة «مركزية» في البيت؟!