· من يتعاملون مع السينما يتعاملون بمنطق السبوبة نجمة من العيار الثقيل تحمل في أعماقها أسرارا وتفاصيل شديدة الخصوصية عن مسيرة فنية بدأت منذ منتصف الستينات..خاضت خلالها معارك مريرة وشرسة من اجل قمة حاولت كثيرا ان تحافظ علي امتلاكها قبل تغيرات علي الساحة الفنية بفعل الزمن واختلاف الأجيال والأذواق التي فرضها المنتجون الجدد علي سوق السينما، سحبت البساط من تحت اقدامها و عدد من نجمات جيلها.. هي نجمة مصر الاولي كما اطلق عليها النقاد والجمهور نبيلة عبيد التي أعلنت مؤخرا عن قرب نشر مذكراتها..التي من المتوقع ان تكشف عن كثير من المسكوت عنه في مرحلة هامة من مراحل مصر السياسية والفنية ..عن تلك المذكرات كان لنا معها هذا الحوار.. لماذا نشر مذكراتك الان؟ -ليس لدي اسباب معينة، كل ما هناك انني اريد ان انقل خبراتي في الحياة وفي السينما الي اجيال جديدة صعدت فجأة دون أن تمر بمراحل كثيرة كان لابد ان تمر بها وهذه الاجيال ان لم تجد في تجارب وشهادات الاجيال السابقة عليها ما يدعمها في مسيرتها ومشوارها الفني ستسقط سريعا ولن يكتب لها الاستمرار..خاصة ان هناك افكارا ارفضها اراها مسيطرة علي بنات وشباب هذا الجيل من الفنانين.. ماهي تلك الافكار التي ترفضينها؟ - جيلي خرج من رحم اجيال كبيرة قديرة تعلمنا منها ان الفن رسالة لابد ان نحافظ عليها..وان لا يخدعنا بريق الشهرة الزائف..فليس معني ان ينجح لي فيلم انني اصبحت علي القمة. وليس معني ان يسقط لي آخر انني انتهيت..وهذا ما يحدث الآن فبعض من يشتغلون في السينما يتعاملون بمنطق"السبوبة" وليس مهما أن يقدموا عملا يبقي في ذاكرة الجمهور بل المهم ان يبقوا متواجدين علي الساحة فقط لذا نري عملية حرق مستمرة للعديد من المواهب الشابة التي وجدت نفسها فجأة أبطال وبطلات لاعمال سينمائية كبيرة دون ان يكون لديها الخبرات الكافية..فتلك المواهب تسقط سريعا لانها لم تكتسب الخبرات الكافية لتحمل المسئولية.. ولهذا اردت ان انقل تجربتي السينمائية التي بدأت بالتدريج حتي وصلت الي القمة.. ولكن مشوارا فنيا طويلا للنجمة نبيلة عبيد لابد أنه مليئ بأسرار كثيرة هل ستفصح عنها؟ -لا احب كلمة اسرار فأي فنان حياته مكشوفة للجميع..وكما يقولون نحن نسكن في بيوت من زجاج وحياتنا معلنة و"علي الهوا" وليس لدينا اي خصوصية في اي شئ سواء في حياتنا الاجتماعيه او الفنية. ولكن هناك تفاصيل غائبة بالتأكيد عن بعض المعارك والخلافات مثل خلافك الشهيرمع النجمة نادية الجندي؟ -خلافي مع"نادية"لم يكن خلافا شخصيا بل هو خلاف كان يشعله المنتجون والمخرجون واصحاب المصالح الذين كانوا ينقلون لها علي لساني كلاما ضدها لم اقله..وكانوا يفعلون معي نفس الشئ وكما تعرف "الزن علي الودان" فكنت انا وهي نصدق ما يقال ولم تكن هناك فرصة لأن نتكلم مع بعض وجها لوجه..فحدث بيننا فتور في العلاقات نتيجة تلك الوشايات التي اخطأنا انا وهي في اننا كنا نصدقها دون ان نتأكد من صحتها وعندما جاءت الفرصة وتقابلنا وتصارحنا اكتشفنا اننا وقعنا فريسة لهؤلاء المغرضين.. ومن هؤلاء المغرضون؟ -كما قلت لك..إن بعض المنتجين والمخرجين كانت مصالحهم في أن يشتد الصراع بيننا حتي يستغلوا ذلك الصراع في الترويج للافلام.. فالجمهور كان ينتظر بلهفة ما ستقدمه كل منا ومن سيكتسح شباك التذاكر ومن ستسقط وكأنها حرب مشتعلة وليست منافسة شريفة ليس فيها منتصر او مهزوم.. وماذا عن خلافك الشهير مع إلهام شاهين؟ -لا أريد الحديث عنه..كان موضوع وانتهي سريعا..وما اريد قوله انني لا احمل اي ضغينة لاي احد وليس في نيتي تصفية حسابات مع اي زميل او زميلة فكلنا في النهاية شركاء في مهنة واحدة والخلافات بين الشركاء ورادة ولكنها لا تصل الي حد الخصومة.. لكن خلافك مع الهام اصبح خصومه بعد صراعكما علي بطولة مسلسل ام كلثوم؟ -من ناحيتي لا احمل لها اي ضغينة كما قلت وفي النهاية الدور ذهب الي من تستحقة "صابرين" وقد أدته ببراعة.. هل ستكشفين في مذكراتك عن أسباب طلاقك من المخرج الراحل عاطف سالم؟ -مالا يعرفه الكثيرون ان علاقتنا استمرت ودامت بعد طلاقنا بشكل كبير وقوي,كما تعاونا سويا في فيلم "توت توت" وكان عاطف بالنسبة لي هو الصديق الوفي,فهو صاحب افضال كبيرة علي، لأنه اكتشفني وقدمني للجمهورو ساعدني ودعمني كثيرا وعندما احببنا بعض تزوجنا ولكن لم يحدث وفاق فتم الطلاق بهدوء وبقيت بيننا العشرة والصداقة ومن اكثر الاشياء التي حدثث اثناء مرضه وازعجتني بشدة عندما قال البعض انني لم اقف بجواره وتجاهلته في محنة مرضه..ومالا يعرفه احد انني كنت اذهب اليه بشكل يومي واجلس معه ساعات طويلة .. فهل كان مطلوبا مني ان ادعو وسائل الإعلام لكي تشاهدني وانا معه في محنته..لو فعلت ذلك كانوا اتهموني بأنني أتاجر بمرضه ففضلت ألا أخبرأحدا..وكنت اقرأ الصحف التي تتكلم عن جحودي معه وانا جالسة بجواره علي سريره في المستشفي وكثيرا ما كان يقول لي انشري تكذيبا لهذه الاتهامات..لكنني كنت ارفض وكان هو أكبر وانبل من اي شيء. ولكنك تخليت عنه عندما بدأ نجمك يعلو وطلبتي الطلاق؟ -اقسم ان هذا كذب وافتراء كما قلت لم يحدث توافق فقط كأي ازواج آخرين وعندما كان يتكلم عني في اي وقت كان يتكلم بمنتهي الحب والود.. من سيكتب لك مذكراتك؟ -لن استعين بأحد فانا افضل ان تخرج تلك المذكرات مني انا الي الناس دون وسيط فما يخرج من القلب يصل الي القلب، لذا لن استعين باي قلم او كاتب يصيغ ما أرويه. ما هي أهم المحطات التي ستتوقفي عندها في مذكراتك؟ -المرحلة الاولي من حياتي بما فيها من تفاصيل وعلاقات انسانية مع كل نجوم ذلك الزمن الجميل الذين كانوا يقدمون لنا المساعدة والخبرة وكنا نستمع الي نصائحهم ونعمل بها فتلك المرحلة في غايه الاهمية .. وايضا المرحلة التي شهدت صعود جيل جديد من الممثلين الجدد وكيف تعاملت معنا الصحافة وقتها علي اننا خيل الحكومة واحالتنا الي المعاش دون النظر الي تاريخنا الطويل. وكيف تعاملت مع تلك المرحلة؟ -كنت اتكلم مع اصدقائي في الوسط واقول لهم اني لا افهم شيئا مما يحدث من حولي فجيلي تسلم الراية من الجيل الذي قبله وتعاونا معه في أعمال كثيرة ولم نقم بعملية انقلاب عليهم، بل استمر التعاون بيننا علي عكس ما حدث معنا ففجأة وجدنا أنفسنا في الظل ووجدنا من يقطع فينا ويقول اننا يجب ان نعتزل بعد أن راحت علينا..في وسط تلك الاجواء غير المفهومة.. جلست في البيت وتأملت تلك الاوضاع الجديدة والمقلوبة.. إلي أن انزاحت تلك الغمة.. وعدت من جديد في اكثر من عمل سينمائي و تليفزيوني حيث اكتشف الجميع خطأهم في حقنا. في مذكراتك هل هناك اشياء ستعلنين ندمك عليها؟ -انا ضحيت باشياء كثيرة من اجل الفن..ضحيت باستقراري الاسري من اجل الا تشغلني اشياء اخري عنه..تخليت عن حلم اي امرأة في العالم في الأمومة حتي احافظ علي جسمي ولا يترهل..هذه اشياء اعلن انني نادمة عليها فحلم الامومة اكبر من اي حلم آخر .والجيل الجديد ذكي في هذا وفي الوقت المناسب عرفوا كيف يكونون بيتا واسرة وعائلة.. ألا تخشين من تعرضك لبعض المضايقات بسبب هذه المذكرات؟ -"هاخاف من إيه"..كما قلت لك ليست لدي اسرار يخشي منها احد..وما لدي حقائق ووقائع لن يستطيع احد انكارها. ولكن سونىا سلىم فى فىلم"الراقصة والسىاسى" الذى قمتى ببطولته تعرضت للمضاىقات؟-سونيا كانت لها علاقات باهل المال والسلطة وكانوا يخشون منها..اما انا فليست لي مثل هذه العلاقات. متي سنقرأ تلك المذكرات؟ -تحديدا لا اعرف..ولكنها ستصدر قريبا. ألىس من الممكن ان تكون تلك المذكرات محاولة منك لاستعادة الاضواء؟-انا اكبر من تلك المحاولات فلدي من التاريخ والشهرة ما يمنعني من مجرد التفكير بهذه الطريقة التي لا تليق بي.