7 يناير كان يوما حزينا علي الوسط الثقافي ففيه رحل مالك الحزين عن عالمنا بعد نشر احلامه واماله فاليوم هو الذكري الثانية علي رحيل البوسطجي الذي عشق الكتابة فحولت حياته الي رسائل كعصافير النيل فقد رحل إبراهيم اصلان عنا بجسده ولكن روحه تظل بينا في كتابته وقصصه وروايته بدأ اصلان حياته بسيطا فجاءت كتابته علي نفس البساطة فلم تعرف حياته البزخ أو الترف وانعكست علي لغته الهادئة البسيطة التي تتسلل إليك وأنت تقرأ أعماله , مهنته في البريد جعلت رسائلة تصل للعشاق وللبسطاء فابن منطقة الكيت كات لم يتخل يوما واحدا عن احلامه في الارتقاء بالبلد ونشر الوعي والثقافة لا يستطيع احد ان ينسي "الشيخ حسني " محمود عبد العزيز في فيلم الكيت كات " مالك الحزين " الرجل البسيط الذي لا يريد ان يعترف بعجزه ويتحدي كل الظروف التي تقف امامه وعبر اصلان عن اهل الكيت الكات البسطاء الكادحين المنسين من الدولة ولكن لم ينسي اصلان حلمه بالرجوع اليها بعد انتقاله منها الوراق ثم المقطم وتركت تلك المناطق اثر كبيرا في حياته وكتابته في حكايات "فضل الله عثمان " التي وصفت ناس تلك الحارة وعادتهم ومشاكلهم واساليب حياتهم خاض اصلان معارك ادبية كثيرة زمنها معركته الشهيرة حول " وليمة لأعشاب البحر " الذى عمل رئيسا للسلسة التى أصدرتها وبقى يدافع عنها أصلان رافضا اتهام الرواية بتشجيع الخروج على الدين ومنافاة الأخلاق والقيم المجتمعية حتى استقال من السلسلة نهائيا رافضا ماقتا على اعتبار مجمع البحوث الرواية تحث على المروق على الدين. على بحيرة المساء حلم أصلان بقصة قصيرة تستلهم من الواقع المعاش عالمها تضفيرا مع الخيال، حتى اعتبر القصة القائمة على خيال تام محض جثة، حلم أصلان على المستوى الشخصى ببلد تنظر للغلابة وتجمل الأرصفة وتهتم بالعلم والثقافة، رحم الله إبراهيم أصلان الذى لم يهتم بألقاب ولا تصنيفات فأطلق عليه النقاد بعد رحيله "عازف القصة القصيرة". ولد إبراهيم أصلان بمحافظة الغربية فى 3 مارس 1935 ونشأ وتربى فى القاهرة وتحديدا فى حى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى فى كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيرة المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل" وجاء خطابة التوصية الصادر له من نجيب محفوظ لتفرغه للكتابة اثناء عمله في وزارة الثقافة لم يحقق أصلان تعليما منتظما منذ الصغر، فقد ألتحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى أستقر فى مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية. ألتحق إبراهيم أصلان فى بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم فى إحدى المكاتب المخصصة للبريد وهى التجربه التى ألهمته مجموعته القصصية "وردية ليل"، ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقى ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة ونشر الكثير من الأعمال فى مجله "المجلة" التى كان حقى رئيس تحريرها فى ذلك الوقت. التحق فى أوائل التسيعنيات كرئيس للقسم الأدبى بجريدة الحياة اللندنية إلى جانب رئاسته لتحرير إحدى السلاسل الأدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة إلا أنه استقال منها إثر ضجة رواية وليمة لأعشاب البحر للروائى السورى حيدر حيدر، وتوفى فى السابع من يناير عام 2012 عن عمر يناهز 77 عاماً.