بدعايات قوية ووعود بخدمات متميزة للصيانة لم يتم تنفيذها علي أرض الواقع، أطلقت شركة هويدي موتورز سيارتها الأولي في مصر أو المصيبة المتحركة علي 4 عجلات المسماة "أيديا". عند طرح الجيل الأول اعتقد كثير من الناس أن الموديل لا يختلف كثيرا عن غالبية السيارات الصينية المطروحة في السوق المحلي وبالتالي فلا بد وأن تتمتع السيارة بمستويات جودة معقولة قد لا تصل إلي مستويات الجودة في الموديلات اليابانية ولكن لا باس بها علي أي حال. وجاءت النتيجة مخيبة للآمال والبرهان علي ذلك انحسار تواجد السيارة في الشوارع علي عكس ماركات صينية أخري استطاعت أن تثبت تواجدها وبقوة خلال فترة قصيرة. وزاد الأمر سوءاً بمستويات الخدمة المتدنية التي توفرها الشركة لعملائها، فالواضح أن الشركة حتي اليوم لم تدرك أهمية تقديم خدمات جيدة لمرحلة ما بعد البيع، فالشغل الشاغل لهويدي موتورز هو بيع ما يمكن بيعه من تلك السيارة دون وضع المستهلك في الإعتبار وكأن العلاقة بين الشركة انتهت بمجرد بيع السيارة. دليلنا علي ذلك هو التحذيرات المتكررة من رداءة الموديل في جيله الجديد وهو أمر عجيب، فجميع شركات العالم تسعي لتلافي العيوب التي تظهر في جيل ما من الموديلات عند طرح الجيل التالي، أما في حالة أيديا فالواضح أن المنتج الصيني أضاف المزيد من العاهات للموديل القديم والضحية دائما هو المستهلك الذي يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، ويكتشف في النهاية أن ما قام بتوفيره من سعر السيارة الأصلي سيدفعه علي شكل قطع غيار مبالغ في سعرها ورسوم صيانة خلال زياراته التي لا تنقطع لمركز الخدمة. فمن غير المنطقي أن يحتمل المستهلك أكثر من 10 عيوب في موديل واحد يمكن أن نلخصها في رداءة الخامات المستخدمة في المقصورة وهو أمر لا يغفره انخفاض سعر السيارة وهو السعر الذي يبدو مرتفعا مقارنة بإمكاناتها. وقد يشفع للموديل المحرك بسعته الصغيرة ولكن نجد أنفسنا أمام محرك ليس ضعيفا فحسب بل أنه أيضا يستهلك من الوقود ما لا يتناسب مع سعته والسبب هو أنه محرك من الجيل العتيق الرخيص السعر والذي لا يكلف الشركة المنتجة كثير من المال علي عكس الأجيال الجديدة من المحركات والتي تتميز بالقوة المعقولة والاستهلاك المنخفض للوقود. أما صوت مروحة التبريد العالي فهو أمر يرجع لرداءة الصنع والخامة المستخدمة. وبالنسبة للأبواب والعفشه وكلاهما يحتاج إلي ضبط كل فترة، فضلا عن ضعف الفتيس وطائفة كبيرة من العيوب والسبب أيضا هو تركيز المنتج عند التعاقد مع الموردين علي السعر المتدني للمكونات بغض النظر عن جودتها، أما التكييف والكاسيت وإن كانت من الكماليات فالعيب هنا يرجع إلي الوكيل الذي يمكنه اختيار كماليات أفضل ولكن سيقلل ذلك من أرباحه، وبالتالي تطلب هويدي موتورز من الشركة الأم تزويد السيارة بأقل الكماليات سعرا وأضعفها جودة ما دام ذلك سيقلل من السعر الذي ستحصل به علي السيارة من الصين. الغريب في الأمر هو أن هويدي حصلت علي توكيلات لماركات صينية مجهولة وكان الأجدر بالشركة أن تسعي بكل طاقتها لكسب احترام عملائها من خلال مراكز خدمة علي مستوي جيد والأهم هو تقديم سلعة جيدة وفي أفضل شكل ممكن، أما ما حدث فعليا فهو تقديم منتج سيئ وخدمات أسوأ ومراكز خدمة تتسبب في إتلاف سيارات العملاء بدلاً من إصلاحها. الغريب أن هويدي موتورز لم تكتف بموديلها أيديا، فقامت بطرح كارثة أخري هي لاندروك التي نتوقع لها الاختفاء قريبا من السوق المصري ليس لجودتها وشدة الإقبال عليها بل لخطورتها علي سلامة مالكيها وهو الأمر الذي أدركه من قاموا بشراء السيارة ولكن بعد فوات الأوان. خدعت الشركة الجميع بإدعاء "أطول فترة ضمان" وكان الأمر خدعة كبري الهدف منها هو حث الناس علي شراء سلعة رديئة ذات سعر مبالغ فيه بالنسبة لقيمتها الفعلية. وأمكن لهويدي موتورز خداع البعض بالفعل ولكن لم تستمر تلك الخدعة كثيرا بعد أن أكتشف من قاموا بشراء لاندروك التي تدنت فيها مستويات الجودة والسلامة إلي الحضيض. قد لا يؤثر الشكل الخارجي كثير من للسيارة علي مستويات الأمان التي تمتع بها أي سيارة ولكن بالطبع تؤثر تجهيزات السلامة علي ذلك، ورغم أن الشركة تتباهي بأن الموديل مزود بأحدث تجهيزات السلامة فقد تبين أن تلك التجهيزات هي من أسوأ الأنواع التي تعمل بكفاءة شبه منعدمة تهدد سلامة السائق والراكب ومنها الفرامل ومانع إغلاقها وكلاهما ظهرت به العديد من العيوب ناهيك عن نظام التعليق الذي يجعل الجلوس في مقصورة لاندروك كالعقاب لمن تهور وقام بشراء هذا الموديل. وتتكرر نفس العيوب في لاندروك من حيث رداءة التكييف والمكونات الداخلية بل والشكل الخارجي. ومع الحديث عن مواصفات قياسية للسيارات تعكف بعض الأجهزة المحلية علي وضعها لبدء تطبيقها علي السيارات المستورة، نتوقع أن تتم "غربلة" السوق المصري من بعض السيارات الرديئة التي تمثل خطراً محدقاً علي راكبيها ومنها موديلي أيديا ولاندروك.