في أقاصي الأرض وأدناها، انكشف أمر موديل أيديا الذي صار اليوم مزحة تلوكها الألسنة رغم إصرار الشركة الصينية علي أن تلك السيارة تعد بمثابة منافس حقيقي في عالم السيارات الصغيرة رغم أن الواقع يقول عكس ذلك وحاولت شركة هويدي موتورز وكيل أيديا في مصر ترويج تلك المقولات التي استعارتها من الشركة الأم واعتمدت علي دعايات ضخمة سعياً للتغرير بالبعض ونجحت الشركة في البداية في الترويج لهذا الموديل غير أنه سرعان ما انقلبت تلك الدعايات إلي كارثة، فسرعان ما بدأ عملاء الشركة في المطالبة بتنفيذ ما تعهدت به هويدي موتورز عند إطلاق السيارة من ضمان طويل وقطع غيار مناسبة وخدمات صيانة متميزة طبعاً بالإضافة إلي السعر المناسب. وسرعان ما تبين أنها وعود أبعد ما تكون عن الواقع، فالسعر أعلي من السعر المعلن عنه في دعايات الشركة، وببضعة آلاف مما يجعلها أقرب في السعر من موديلات أفضل من حيث الاسم والتجهيزات والقدرات. وزاد الطين بله العيوب الكثيرة التي ظهرت في السيارة خلال أشهر قليلة وركن أصحاب السيارات في البداية إلي أن السيارات يغطيها ضمان كبير ولكن كانت الصدمة قاسية في مراكز الخدمة التابعة للشركة وتلك التي تعاقدت معها علي توفير خدمات ما بعد البيع حيث تبين أن غالبية تلك المراكز غير مؤهلة بالمرة لإصلاح تلك السيارات بل أن كثير منها أضاف عيوبا للسيارات المطلوب إصلاحها. وبهذا تحول دور مركز الخدمة علي يد هويدي موتورز إلي إفساد سيارات العملاء بدلاً من إصلاحها. وبالطبع كان لظهور تلك الحالات التي وصل بعضها إلي جهاز حماية المستهلك ليحصل مالكي السيارات علي تعويضات عن الأضرار التي لحقت بسياراتهم دوراً في تقويض مصداقية الشركة خلال الفترة الأخيرة وبالتالي تدهورت مبيعات الشركة حتي أن الأخبار التي تسربها الشركة من حين لأخر عن نفاد الدفعات الواحدة تلو الأخر صار مثاراً للسخرية. جاء الجيل الثاني من أيديا بتعديلات شكلية طفيفة لم تمس الإهتمام بجودة الصناعة ومحاولة تدارك ما ظهر في سيارة الجيل السابق من عيوب. ربما أبرز التغييرات التي طرأت علي الموديل هي السعر الذي قفز بضعة آلاف دون مبرر واضح، فلا تزال الفجوات بين أجزاء الهيكل كبيرة ولا تزال المكونات مصنوعة من أرخص أنواع البلاستيك كما أن كماليات السيارة هي الأخري كثيرة الأعطال وهو أمر يؤكد أن الشركة المنتجية لأيديا لا يزال أمامها عقدين من الزمان كي تلحق بالماركات الصينية المنافسة والتي تسعي اليوم إلي اقتحام أسواق أوروبا وأمريكا بقوة ليس من خلال الدعاية بل ببذل الجهد لتحسين مستويات السلامة والجودة والسعر التنافسي. هكذا كان الحال بالنسبة لموديل أيديا الصغير ولا يزال. ولا يبدو أن هذا الفشل مقتصراً علي السوق المصري وحده حيث عانت السيارة من فشل ذريع في أسواق إيطاليا التي لم تمكث فيها السيارة أكثر من أشهر قليلة أما في البرازيل فقد صارت أيديا اليوم أضحوكة بالنسبة للمستهلكين وصحفيي السيارات علي حد سواء. لم تكتف هويدي موتورز بكارثتها الأولي، فأتحفتنا بكارثة ثانية أسمتها لاندروك. ولم تكن تلك السيارة بأفضل حالاً من سابقتها، ففيها تبرز مساؤي عديدة تجاوزتها الشركات الصينية المنافسة منذ سنوات طويلة وأبرزها مرة أخري هو سوء الصناعة وعدم الاهتمام باي تفاصيل وليس بأدق التفاصيل. وبالطبع ساعدت الدعاية الضخمة علي وقوع العشرات، بل ربما المئات، في نفس الفخ الذي وقع فيه مالكو أيديا. وأنخدع كثير منهم بوعود الصيانة والضمان لمدة 7 سنوات وقطع الغيار الرخيصة ليتبين لهم فيما بعد أن تلك الوعود كانت كلاماً في الهواء. ولا يزال كثير من مالكي السيارة في حالة معاناة وقد نشرنا قصة أحدهم رغم ما تربطه برئيس الشركة من معرفة سابقة ولكنها انقلبت فيما بعد إلي اتهام صريح بالنصب ومحاضر ضد الشركة وكانت تلك القصة مثالاً بسيطاً لما يعاني منه مالكي لاندروك الجديد التي انخدع الجميع فيها. واليوم باتت الأمور أسوأ بكثير مما كانت عليه في العام الماضي بالنسبة لهويدي موتورز التي قد تجد أن الملاذ الجديد لها للخروج من تلك الورطة هو طرح سيارة جديدة في السوق المحلي قد تكون أسوأ بكثير من السيارتين السابقتين، لعلها تنجح للمرة الثالثة في خداع البعض وهي خدعة قد تنطوي علي مصبية جديدة لعملاء الشركة المخدوعين. ربما السؤال الملح اليوم هو: متي تكف هويدي موتورز عن خداع المصريين.